أزمة المناخ تشعل نيران النزاعات على المياه والموارد الشحيحة

يضغط الرأي العام العالمي، على قادة العالم لاتخاذ خطوات إيجابية نحو مكافحة تغير المناخ، حيث تستعد المملكة المتحدة لاستضافة «مؤتمر الأمم المتحدة عن التغير المناخي» (كوب 26) في جلاسكو في 31 أكتوبر/ تشرين الأول  الجاري، لمدة 12 يوما تنتهي في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني.. وتأمل القمة في تسريع أهداف اتفاق باريس لعام 2015 واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتخاذ خطوات كبيرة إلى الأمام. وتشمل خفض الانبعاثات الكربونية إلى درجة صفر بحلول عام 2050 والحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند أقل من درجتين، ويفضل أن تصل إلى 1.5 درجة مئوية.

يدرك القادة، أن التغير المناخي يهدد الجميع. لكن، ستشعر مناطق تقع على بعد آلاف الأميال من «جلاسكو» بالأثر الأكبر للقرارات التي ستُتخذ في تلك المدينة، إذ يشكل التغير المناخي وحده مخاطر كبيرة على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق العالم الأكثر تضرراً جرّاء الصراعات، بحسب تحذيرات المدير التنفيذي في منظمة التنبيه الدولية، نك هايلي.

  • وأضاف: إن الروابط بين تغير المناخ والأمن واضحة فعليّاً. وفيما تصبح المياه والأراضي المعشبة الجيدة أكثر ندرة، وبينما تضيع المحاصيل الزراعية وترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل مفاجئ، تكون النزاعات على الموارد الشحيحة إلى ازدياد.

ضحايا المصادر المتناقصة

وفي ذلك الإطار، فبينما تكمل إثيوبيا «سد النهضة» الكبير، وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأثير المشروع على منسوب مياه نهر النيل بأنه «تهديد خطير لأمن واستقرار المنطقة بكاملها»..وكذلك شهد وسط نيجيريا قتالاً دموياً شرساً بين المزارعين المستقرين، وبين الرعاة الرحل (الذين يبحثون عن مراعي)..وقد لقي ما يزيد على 15 ألف شخص مصرعهم في سياق الصراعات بين المزارعين والرعاة في غرب ووسط أفريقيا منذ 2010.. ومن اللافت أن نصف أولئك الضحايا سقطوا منذ عام 2018.

وفي سياق موازٍ، يبذل صنّاع السلام المحليون جهوداً في أنحاء تلك المناطق، وتشملها كلها ,غالباً قرية بعد قرية، من أجل التوسط لعقد اتفاقات جديدة حول المصادر المتناقصة، مع أن التغير المناخي يعني أنهم في سباق مع الظروف الطبيعية على الدوام.

 

ترقب نتائج مؤتمر «كوب ـ  26»

وكذلك ستعتمد سبل عيش هؤلاء المزارعين والرعاة، وحياتهم في الغالب، على الإجراءات التي ستتخذ في مؤتمر «كوب ـ  26» بغية إبطاء وتيرة تغيّر المناخ. في المقابل، ينطوي ذلك الفعل على مخاطر هائلة بالنسبة إلى ملايين الأشخاص في المناطق الهشة والمتأثرة بالصراعات، ما لم نعمل بمزيد من الجد لوضع تلك الإجراءات في شكل صحيح.

 

«جدار من الأشجار» لكبح تقدّم الصحراء.. تضرر البدو الرحل في السنغال

وحاضراً، تعمل دول منطقة الساحل الأفريقي حيث تلتقي مراعي القارة السمراء بالصحاري، على زراعة «جدار من الأشجار» بطول 8 كيلومترات بهدف كبح تقدّم الصحراء. في المقابل، أجبر ذلك الجدار السكان البدو الرحل في السنغال من أبناء شعب الـ «فولاني» على إجراء انعطافة كبيرة في طرق الرعي التي يتبعونها عادة، الأمر الذي أدى إلى نفوق ماشيتهم قبل أن يصلوا إلى مراعي جيدة.

  • وكذلك يجري إذكاء التوترات في مناطق تشكو من عدم الاستقرار فعلياً. يجب أن يكون التكهن بهذا النوع من التداعيات والتعامل معها، حاضراً في أذهان أولئك الذين يخططون لاستثمار الـ100 مليار دولار من التمويل المناخي، الذي يعتزم مؤتمر “كوب 26” تقديمها.

دور المجتمعات المحلية

وقال المدير التنفيذي في منظمة التنبيه الدولية، نك هايلي، في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية  the Independent، ينبغي للمجتمعات المحلية وتلك التي ستتأثر بشكل مباشر، أن تشارك في طرق تصميم وتنفيذ الخطط والاستثمارات والتدخلات (في مشكلة المناخ). ونحن معتادون على ذلك في دول كالمملكة المتحدة حيث تتكفل القواعد والنظم بإلزام مستثمري الطاقة المتجددة مثلاً بإشراك المجتمعات المحلية وممثليها في التخطيط وإتاحة فرص الوصول إلى الأراضي وغيرها من الحقوق. ويمكن لهذه العمليات أن تستغرق وقتاً طويلاً، بيد أنها تسمح بالإصغاء إلى أصوات مختلفة، وبالتوفيق بشكل سلمي بين مصالح متصارعة.

  • لكن، ربما لا تضم المناطق الأكثر هشاشة في العالم هياكل عمل من ذلك النوع على الإطلاق. وإذا وجدت أُطُرٌ من ذلك النوع، فغالباً ما تكون متنازعاً عليها بشكل أكبر ومعرضة أكثر للفساد. وقد لا يستطيع السكان المحليون أن يرفعوا أصواتهم من دون أن يواجهوا بعض العواقب.

الارتباط بين المناخ والصراعات

بالنتيجة، إن في مقدورنا كمجتمع عالمي، أن نبني عالماً أكثر اخضراراً وأماناً. ويمكننا أن نفعل ذلك من خلال الاعتراف بالصلات الموجودة بين المناخ والصراعات، وكسر الحواجز والصوامع في تفكيرنا واستجابتنا، وأيضاً عبر العمل عن كثب مع المجتمعات في الأماكن الأقل أماناً في العالم. يجب علينا أن نفعل ذلك، لأن استجابة العالم لحالة الطوارئ المناخية، قد تكون بالنسبة لهم حرفياً مسألة حياة أو موت.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]