«زلزال نوفمبر».. هكذا يصف معارضو المرشح الجمهوري الوحيد في سباق الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، فوزه في الانتخابات المقرر عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، والتي يتم خلالها التصويت على ترشيح رئيس للولايات المتحدة الأمريكية ونائب له.
ويبدو أن المزحة التي دامت على مدار الأشهر الماضية منذ إعلان ترامب ترشحه للرئاسة وحتى الأيام القليلة الماضية، تحولت إلى حقيقة واضحة بأن الملياردير الأمريكي هو المرشح الوحيد في سباق الجمهوريين بعد انسحاب منافسيه تيد كروز وجون كاسيك.
وعلى أثر تصريحاته المثيرة للجدل، وجهت إليه انتقادات شديدة على المستوى الرسمي بداية من الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، الذي أعلن تأييده لوزير خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، مرورا بأعضاء الحزب الديمقراطي وحزبه الجمهوري نفسه، وانتهاء برفض ترشحه من جانب العديد من المواطنين الذين عبروا عن ذلك باحتجاجات أقيمت خلال تجمعاته الانتخابية، فما سبب تقدم ترامب في السباق الانتخابي؟
انقسام الديمقراطيين
على الرغم من تقدم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون سباق الديمقراطيين، إلا أن استمرار منافسها بيرني ساندرز يعني انقسام أصوات الديمقراطيين بين المرشحين في الوقت الذي انسحب فيه كل من تيد كروز وجون كاسيك من سباق الجمهوريين، ليبقى ترامب هو مرشح الحزب الوحيد.
على الجانب الآخر يعد معدل مشاركة الناخبين عاملا أساسيا في التأثير على النتائج النهائية، في الوقت الذي تقل فيه مشاركة الديمقراطيين عن الجمهوريين بنسبة 30%، ويعد معدل المشاركة هو السبب الرئيسي لفوز باراك أوباما في 2012.
الهجمات الإرهابية
ربما كانت التصريحات المثيرة للجدل للمرشح الجمهوري سببا في جذب العديد من الأصوات أيضا، حيث لاقت دعوات ترامب لمنع المسلمين من دخول أمريكا وكذلك منع الهجرة وضبط الحدود مع المكسيك، ترحيبا لدى العديد من الأمريكيين ممن لديهم مخاوف بسبب الهجمات الإرهابية، التي شنت في بلدان أوروبية خلال الفترة الأخيرة، فيما يرفض هؤلاء سياسة أوباما الحالية والتي تؤيدها هيلاري كلينتون حول استقبال المزيد من المهاجرين.
الاقتصاد عامل أساسي
يجذب ترامب أصوات الناخبين من الطبقة العاملة من الديمقراطيين والذين يعانون من أزمات مالية، كما ينظر مؤيدو ترامب إليه باعتباره الرجل الثري والاقتصادي الناجح الذي يمكنه أيضا إدارة اقتصاد أمريكي ناجح في ظل الديون الحالية.
وتعد أبراج ترامب في مانهاتن وبومباي، وفنادقه في ميامي وشيكاغو، وملاعب الجولف في اسكتلندا ولوس أنجلوس شاهدا على مرشح أمريكي ناجح اقتصاديا.
هيلاري كلينتون
أبرزت استطلاعات الرأي في بداية الانتخابات التمهيدية أن الناخبين يفضلون الوجوه الجديدة للمرشحين، بعيدا عن السياسات الأمريكية المعتادة خاصة من المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا هيلاري كلينتون، التي يجري التحقيق معها في استخدام بريدا الكترونيا خاصا في مراسلات رسمية خلال تسلمها وزارة الخارجية بين عامي 2009 و2013، وهو ما تنفيه كلينتون دائما، فضلا عن اتهامات أخرى بالتقصير خلال وقوع هجمات بنغازي التي شهدت هجوما على السفارة الأمريكية في ليبيا خلال الفترة نفسها.
كما أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ومؤسسة إبسوس ونشرت نتائجه أمس، الخميس، أن نحو نصف الناخبين الأمريكيين، الذين يؤيدون إما المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون، أو المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قالوا إنهم سيحاولون بالأساس منع الطرف الآخر من الفوز.
سلاح الإعلام
قالت صحيفة USA today إن دونالد ترامب تمكن من استخدام الإعلام سلاحا قويا في التأثير على الناخبين وكسب تأييدهم، من خلال البرامج والحوارات الإخبارية، التي تيقن من خلال خبرته السابقة أن لها أساليب سحرية على المواطنين فأصبحت مؤتمراته الصحفية أحد المعايير الاساسية لقياس حجم الدعم الشعبي للمرشحين المنافسين له على الرئاسة، مما جذب جمهور لم يكن مهتم بالحياة السياسية من قبل.
