أكرم عطا الله يكتب: الأردن غاضباً ..!!

أكرم عطا الله

 

فعلها الأردن … وأعلن على لسان المستوى الأعلى وهو الملك عن الغاء ملحق معاهدة وادي عربة التي عقدت قبل ربع قرن والذي يتعلق بتأجير أراضي الباقورة والغمر الأردنيين لإسرائيل، ما يعتبر سابقة في العلاقات بين إسرائيل وطرف آخر وهو ما لم يستطع الفلسطينيون فعله رغم أنه لم تبق مؤسسة وطنية لم تطالب أو لم تتخذ قراراً بإعادة النظر مع بعض أجزاء الاتفاقيات مع إسرائيل.

صحيح أن هناك فارقاً كبيراً بين المسألتين، فالأردن دولة مستقلة ولها اقتصادها وجيشها ولا تنتظر حوالات مالية من إسرائيل ولا حركة معابر ولا غيره، ولكن يمكن للأردن أن تتضرر نتاج هذا القرار من خلال النفوذ الذي تتمتع به اسرائيل وقدرتها على التأثير وتسخير القوة الأميركية لمعاقبة الأردن، وهو الدولة التي تعاني أزمة اقتصادية شديدة كادت قبل أشهر أن تعصف باستقراره، وكان يمكن أن تؤدي الى فوضى عندما تم تغيير الحكومة السابقة بسبب رفع الضرائب.

اذن القرار الأردني لا علاقة له بحسابات الاقتصاد، بقدر ما أن الأمر يتعلق بطبيعة العلاقات بين الدولتين والرسالة شديدة اللهجة التي جاءت من الملك الأردني، فقد تعرضت الأردن الى ما يشبه الاهانة المتكررة من اسرائيل التي تعاملت بنوع من الغطرسة التي تخلو من الاحترام للشريك الأردني في الاتفاقيات، بل وتعاملت كأنه طرف غير موجود، وخصوصاً فيما يخص السياسات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، والذي يعتبر الملك أنه مسئول عنها تاريخياً.. هذا كان في تموز من العام الماضي عندما وضعت البوابات الحديدية، والأهم من ذلك أن لدى الأردن شعوراً بأن اسرائيل تحاول أن تخلي مسئولية عمان ونقل الوصاية على الأماكن المقدسة لدولة أخرى من خلال المقدسيين، وأعادت الأردن عن الجسر بعض المقدسيين ومنعتهم من عبور أراضيها، كانوا في طريقهم للقاءات في الخارج لهذا الأمر.

المسألة الأخرى التي وجهت ضربة أخرى للعلاقة ليست فقط على المستوى الرسمي بل على المستوى الشعبي، وأفقدت الاتفاقيات بين الطرفين ما تبقى من رصيد تآكل خلال السنوات الماضية بالنسبة للشارع الأردني شديد الوطنية حين يتعلق الأمر بإسرائيل وبالتضامن مع الشعب الفلسطيني، ذلك حدث عندما أطلق حارس في السفارة الأردنية النار على مواطنين أردنيين أحدهم طبيب، وتلك كانت تجاوزاُ للخطوط الحمراء لدى شعب بالكاد يبتلع أي اتفاق مع اسرائيل، وكان ذلك يعكس غطرسة اسرائيلية واستهتاراُ بالمواطن الأردني الذي استسهل ذلك الحارس الاسرائيلي قتله، بل وأكثر رفضت اسرائيل الشروط الأردنية، اذ التقاه نتنياهو كبطل وودعه قائلاُ: “اذهب اسهر مع صديقتك التي تنتظرك”.. وانتشرت تلك الجملة في وسائل الاعلام، ما زاد من الطين بلة.

لم تدفع اسرائيل ثمن غطرستها أردنياُ، ولكن كان المناخ العام في الأردن يغلي في قدر كراهية متصاعدة للسلوك الاسرائيلي، والذي لم يتوقف عن استفزاز الأردن في القدس من خلال الاقتحامات المتكررة للأقصى، وهو الذي يحرسه موظفون يتلقون رواتبهم من الدولة الأردنية ويرفعون تقارير يومية عما يحدث من عربدة للمستوطنين تحت حماية الجيش والحكومة الاسرائيلية، بل أن بعض أعضاء الحكومة هم من يقف على رأس المقتحمين.

غيورارا آيلاند مستشار سابق لمجلس الأمن القومي كتب مقالاُ في يديعوت أحرونوت يحمل الحكومة الاسرائيلية مسئولية التأخر في مفاوضات التمديد التي تتيح لأحد الطرفين التحلل من الاتفاق بعد 25 عاماُ، ويعتبر آيلاند أن الحكومة تعاطت بلا مبالاة مع الملف، وهذا أيضاُ يندرج في سياق التعامل مع الأردن بلا اهتمام، وكأن الاتفاق وتجديده هو تحصيل حاصل.

الملك أراد أن يوصل رسالة لعدة أسباب، أولها أن أي تغيير في الوصاية على الأماكن المقدسة مسألة لا تقبلها الأردن، وأن التعامل الاسرائيلي مع المملكة لا يليق بها، والأهم الرسالة الداخلية التي أراد الملك أن يرسلها مستغلاُ مناخاً رافضاً للتعامل مع اسرائيل، بل وأكثر من ذلك معادياً لها، فالتقط ما يمكن النفاذ منه لإعلان الانسحاب من الطرف الأردني، وهو ما لقى كثيرا من الاحترام والتبجيل لشخص الملك من قبل أحزاب ونقابات ومواطنين وكتاب الرأي.

لكن اسرائيل التي أعلنت رغبتها في مفاوضات تجديد الاتفاقيات، واذا ما ظل الأردن مصراً على موقفه هل سيكون هناك ثمن يدفعه لقراره الوطني في ظل العجز الذي يصيب المنطقة؟.. المؤسف أن الأردن يقف وحيداً، وقد رأينا قبل أشهر حين اشتدت الأزمة الاقتصادية وقف العرب متفرجين وهم الذين ضموا الأردن لمجلس التعاون الخليجي… أتذكرون ..؟؟

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]