رغم أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا تنافستا على نسب قتل أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم داعش في سوريا لهما، ألا أن الولايات المتحدة سارعت في إبعاد تلك «التهمة» عند مقتل القائد العسكري لجبهة «فتح الشام»، وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن الغارات التي قتلته كانت «لطائرات حربية مجهولة لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي أم للنظام».
فقد نفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون، الجمعة، أي دور لها في مقتل القائد العسكري لأكبر تحالف من الفصائل الإسلامية في سوريا، الذي قتل في غارة جوية من طائرة مجهولة قرب حلب.
وقتل أبو عمر سراقب، الذي قاد جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام في يوليو/ تموز الماضي، في غارة جوية استهدفت مقرا كان تجتمع فيه قيادات بارزة في جيش الفتح في ريف حلب الخميس.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف ديفيس، أن مقتله «لم يكن في غارة جوية أميركية»، وشدد قائلا «مهما كان الذي حدث فإن الجيش الأميركي لم يكن ضالعا فيه، ليس لدينا أي سبب لنتواجد في حلب، إنها ليست مكانا يتواجد فيه داعش».
كما نفي العقيد جون دوريان المتحدث باسم «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون طائرات «التحالف» قد شنت غارات استهدفت قياديين في جيش الفتح، وقال دوريان «طائرات التحالف غير مسؤولة عن أي ضربة جوية ضد سراقب»، جاء النفي بعد إصدار جبهة فتح الشام بيانا اتهمت فيه «التحالف الدولي» بشكل مباشر بالوقوف وراء الغارة.
وقالت الجبهة في البيان، إن طائرات التحالف الدولي استهدفت القائد العام في غرفة عمليات فك الحصار عن حلب، بهدف إيصال رسالة واضحة أن فك الحصار وإيصال الغذاء للمحاصرين يشكل خط أحمر لدى المجتمع الدولي.
ووصفت جبهة فتح الشام نظام الأسد بأنه صورة مصغرة عن التحالف الروسي الأميركي الإيراني ضد الشعب السوري وثورته، مؤكدةً استمرارها في المعارك لفك الحصار عن مدينة حلب.
ويأتي مقتل قائد الجبهة في وقت أعلنت فيه روسيا والولايات المتحدة عن توصلهما الى اتفاق لحل الأزمة السورية يبدأ بوقف للاعمال الحربية.
وبموجب الاتفاق، ستتوقف الحكومة السورية عن تنفيذ اي طلعات جوية حربية في مناطق محددة خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة.
وقال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إن وقفا لاطلاق النار سيصبح ساري المفعول يوم الاحد تزامنا مع عيد الاضحى، وانه لو صمد وقف اطلاق النار لمدة اسبوع واحد، ستبدأ الولايات المتحدة في التعاون مع القوات الروسية من اجل استهداف جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حاليا) وداعش
وكان قائد جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني قد أعلن فك الارتباط بتنظيم القاعدة، المصنّف على قائمة الإرهاب العالمية، وتشكيل جبهة جديدة تحت اسم «فتح الشام» لكن الولايات المتحدة الأمريكية وقتها أكدت أن موقفها لم يتغير، وشاركتها روسيا الرأي، في وقت دعمتها تركيا وبعض الدول العربية.
ومع ذلك تتهم مصادر روسية الولايات المتحدة بأنها تدعم فتح الشام، وأن الولايات المتحدة هي صاحبة فكرة تغيير اسم جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام، وأن أمريكا تسعي إدراجها في قائمة المعارضة المعتدلة في سوريا.
واتهم مسؤول عسكري أمريكي في تصريح لوكالة فرانس برس بأن روسيا هي المشتبه به الرئيسي في الضربة التي قتلت سراقب.
ويأتي اتهام روسيا التي لم تعلق على مقتل القيادي، بسبب أنها تقود حملة جوية دعما للجيش السوري، ويعد جيش الفتح التحالف الأبرز ضد النظام السوري.
الموقف الامريكي الروسي كان مغاير للتسابق حول نسب قتل العدناني، حيث قال مسؤول دفاعي أمريكي، إن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية استهدفت القيادي في داعش في سوريا.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، أن العملية التي استهدفت القيادي يجرى تقييمها، وهي تشكل ضربة كبيرة للتنظيم.
لكن وزارة الدفاع الروسية كذبت ما قالته الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مسؤوليتها عن تصفية المتحدث باسم التنظيم، وأكدت أنها هي من قتلت العدناني في غارة جوية على محافظة حلب السورية.
ونقلت قناة روسيا اليوم، عن بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية، أنه في يوم 30 أغسطس/آب استهدفت قاذفة «سو-34» روسية تجمعات لداعش مكونه من 40 مسلحًا في منطقة معراتة أم حوش فى محافظة حلب.
وأفاد البيان بأن العدناني كان يعد الشخصية الثانية في داعش، بعد زعيمه أبو بكر البغدادي، وهو كان مشهورا بدعواته إلى تنفيذ الأعمال الإرهابية في بلدان أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
