أمريكا تفرض عقوبات على تاجري سلاح وعاج لتمويلهما جماعة «جيش الرب»

 نقلت وسائل إعلام حكومية في الصين عن وزارة التجارة الصينية قولها اليوم السبت إن البلاد “تعارض بشدة” العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على بعض الشركات الصينية على خلفية تورطها المزعوم مع روسيا.

فرضت الولايات المتحدة يوم الأربعاء عقوبات على أكثر من 120 هدفا، بما في ذلك شركات مقرها الصين، للضغط على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

وقالت الوزارة إن على واشنطن أن تصحح على الفور ما وصفتها بأنها مخالفات، وأن تكف عن القمع غير المبرر للشركات الصينية.

وقالت الصين إن هذه الخطوة تؤثر على أمن واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.

كشفت دوائر سياسية وإعلامية في موسكو، عن ترتيبات أمريكية بهدف معاقبة الصين على زيارة الرئيس «شي جين بينغ» لروسيا، ومن المتوقع فرض عقوبات بارقام فلكية على الصين، مع فتح ملف  بؤرة «فيروس كورونا»

• وذكرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية، ، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقع «مشروع قانون» أقره الكونغرس ليصبح قانونًا يطالب مجتمع الاستخبارات برفع السرية عن البيانات المتعلقة بأصل فيروس كورونا.

واشنطن فشلت في مساومة بكين

وأشار أستاذ العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، مارات بشيروف، إلى عواقب القانون الأمريكي، موضحا أن التحذيرات الأولى جاءت قبل أسابيع قليلة، عندما كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية تتحدث عن مختبر في مدينة ووهان الصينية.

• ويرى الخبير الصيني، أن القضية كانت مسألة وقت، لأن الأمريكيين كانوا يحاولون مساومة الصين وترهيبها..ولكن الصين لم تشعر بالخوف، وقام الرئيس الصيني شي بزيارة إلى روسيا.

وبالتالي، كانت هناك محاولة لترتيب محادثة بين  الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الصيني «شي جين بينغ»، ولكن الصين قالت إن المحادثة ستجرى لكن الرئيس شي مشغول الآن.

«تحرير الزناد» ضد الصين

وأدرك الأمريكيون أن الصين استعرضت تحديها بزيارة موسكو. علاوة على ذلك، سافر وفد ضخم إلى روسيا على طائرتين. وبعد ذلك، قام الأمريكيون، كما يقال، «بتحرير الزناد». كان الرئيس «بايدن» بحاجة فقط للتوقيع على القانون، وهذا ما فعله في 20 مارس/ آذار مع زيارة الرئيس الصيني لروسيا !.

• وأضاف «مارات بشيروف» لصحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، إن هذا القانون يتطلب الكشف عن المعلومات المتعلقة بأصل فيروس كورونا. وفي التعليق الذي سمعناه من  الرئيس بايدن، ورد ذكر «ووهان»، وهذا يعني أنه لا ينبغي لأحد الشك في أن المسؤولية تلقى على الصين وحدها!

العواقب المرتقبة

ومن وجهة نظر قانونية، بعد الكشف عن المعلومات، بحسب توضيحات «بشيروف»،سيتم تنظيم جلسات استماع في مجلس الشيوخ بالكونغرس، ومن الواضح أنه سيتم تعيين مدع عام «فدرالي» لبدء تحقيقٍ طويل.

• وحسب السيناريو الأمريكي المتوقع، سوف تؤثر العواقب القانونية للنتائج، والاتهامات التي سيقدمها المدعي العام، على أجهزة الدولة في الصين. وعلى الأشخاص الذين يعملون في هذه الهيئات، وعلى الأطباء الذين سيوجه الأمريكيون أصابع الاتهام إليهم.

أرقام العقوبات و«التعويضات» ستكون فلكية

ومن الواضح، أن الأمريكيين، دائمًا يرفعون دعاوى قضائية..ووفقًا للخبير الروسي، «إذا أخذنا في الاعتبار أن الولايات المتحدة ترى أن لديها أكبر عدد من الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب فيروس كورونا، فإن الأرقام ستكون ببساطة فلكية. كل هذا ستُطالَب به الصين».

• ويبدو ـ أيضا ـ أن الولايات المتحدة لن تتنازل عن معاقبة الصين، بسبب «الزيارة التاريخية» للرئيس شي إلى موسكو، وما كشفت عنه نتائج وأهداف المباحثات مع الرئيس بوتين.

«حرب باردة ولكن بذخيرة اقتصادية» هكذا وصف بعض المراقبين شكلَ العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وفي ضوء تواصل الحرب التجارية والتكنولوجية بين البلدين. وهي الحرب التي بدأت عام 2018، وتحديدا في شهر مارس عندما أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عزمَه فرضَ رسوم جمركية تبلغ 50 مليارَ دولار أمريكي على السلع الصينية بسبب ما وصفه ترامب بالممارسات الصينية التجارية غيرِ العادلة. وهو الإجراء الذي قابله تحرك صيني مماثل بفرض رسوم جمركية على أكثر من 118 منتجا أمريكيا.

ولم تقتصر العقوبات الأمريكية على القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية الصينية بل امتدت لتشمل قطاعَ الصناعات العسكرية ووحداتٍ رئيسيةً في الجيش الصيني.

ومع تغير الإدارة الأمريكية وقدومِ الرئيس جو بايدن.. لم تتغير استراتيجيةُ فرضِ العقوبات الأمريكية على الصين. بل شهدت تطورا لافتا. تمثلَ في إقرار الكونجرس الأمريكي قانونَ المنافسة الذي يستهدف جعل واشنطن أكثرَ قدرةً على مواجهة بكين اقتصاديا.

ورغم كل تلك المحاولات، يرى مراقبون أن العقوبات الأمريكية على الصين لم تؤتيَ ثمارَها حتى الآن. ففي الفترة ما بين يناير وأبريل من العام الماضي، بلغ العجزُ التجاري الأمريكي مع الصين مئة وأربعة وعشرين مليار دولار، خلال أربعة أشهر فقط، فكيف الحال فيما تبقى من العام الماضي؟.

علاقة متوترة للغاية

ومن واشنطن، قال الأكاديمي والخبير الاقتصادي، الدكتور بيتر تانوس، إن العلاقة بين الولايات الأمريكية والصين متوترة جدا بسبب حقوق الملكية الفكرية والتجارة العالمية.

وأضاف الدكتور بيتر تانوس، لبرنامج مدار «الغد»، أن البلدين بحاجة إلى التوصل الى اتفاق حتى لا تتدهور العلاقات بينهما أكثر من ذلك.

وعارض الدكتور بيتر تانوس فكرة أن العقوبات الأمريكية لن يكون لها تأثير على الاقتصاد الصيني، موضحا أن واشنطن تتحكم في العملية التجارية مع بكين في مجال الشرائح الإلكترونية.

عقوبات بلا تأثير.. لماذا؟

ومن نيس الفرنسية، قال أستاذ الاقتصاد والجغرافيا السياسية، الدكتور آلان صفا، إن العقوبات الأمريكية ليس لها قوة أو تأثير على الصين حتى الآن، موضحا أن حجم التجارة بين البلدين في ارتفاع متواصل.

وأضاف الدكتور آلان صفا أن العقوبات ليس لها أي تأثير على النفوذ الاقتصادي للصين، مشيرا إلى أن العقوبات كانت تخص رفع الجمارك على الواردات الصينية.

أكد الدكتور آلان صفا أنه مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية تظل أسعار السلع الصينية معتدلة.

وفيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، يرى أن الصين تنظر إلى هذه الحرب بنظرة مختلفة، لا سيما وأن موسكو تستطيع الدخول في حرب لمدة سنوات، لذلك فهي لا تقف في وجه روسيا.

تحجيم الاقتصادي الصيني

ومن بكين، قال الأستاذ في جامعة العلاقات الدولية الصينية، الدكتور جون جونج، إن العقوبات الأمريكية على بكين تأتي في إطار تحجيم الاقتصادي الصيني.
وأضاف الدكتور جون جونج أن واشنطن تعمل على وقف النفوذ الصيني، مشيرا إلى أنها تشن حربًا تجارية على شركات تكنولوجية، مثل (هواوي) وذلك لتقليص مبيعاتها.

كما أوضح الدكتور جون جونج أن الاقتصاد الصيني مرن للغاية، حيث تحافظ بكين على حصتها في السوق الأمريكية، وكذا إحراز تقدم أكبر في هذا الإطار، لذا فمن المهم الحفاظ على الروابط التجارية بين البلدين، خاصة وأن هناك شركات امريكية تعمل في الصين أيضًا.

واشنطن وبكين وتايوان

ويرى جيمس راسل، أستاذ دراسات الأمن القومي، أن السياسات الأمريكية الرسمية تتسع لأن تكون هناك حلولًا بديلة في العلاقة مع الصين خصوصا في ملف تايوان.

وأضاف جيمس راسل أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إيقاف أي حرب محتملة بين الصين وتايوان التي تسعى للانفصال.

وأوضح جيمس راسل أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول قدر الإمكان العمل مع حلفاؤها للدفاع عن سيادة أوكرانيا.