محمدوف على خطى هتلر.. حظر التدخين في تركمانستان والغرامة 1700 دولار
حظرت دولة تركمانستان بيع أنواع التبغ كافة في البلاد، ما يعني عمليا «حظر التدخين تماما»، وذلك بحسب مرسوم أصدره الرئيس التركماني قربانقلي محمدوف.
ووفقا لما نشره موقع صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس السبت، فإن المرسوم يشمل فرض غرامات تصل إلى 1200 جنيه إسترليني، «1700 دولار أمريكي»، على أي تاجر يتم ضبطه يبيع التبغ في البلاد.
كما ذكرت أن التليفزيون الحكومي بث صورا تظهر إحراق آلاف علب السجائر، لكن هذا القانون لم يمنع التدخين نهائيا فور العمل به، إذ تفيد تقارير بأن السجائر ما زالت تباع في السوق السوداء بالعاصمة عشق آباد، وتشير إلى أن سعر العلبة بلغ 11 دولارا.
ويبدو أن القانون الجديد يعكس شخصية الرئيس محمدوف، الذي يظهره التليفزيون الرسمي بهيئة الرياضي، الذي يحرص على لياقته ويقود الدراجات الهوائية ويصطاد الأسماك، وهي إشارات تدفع للاعتقاد بأنه ليس مدخنا ولا معنيا به.
تركمانستان ليست الأولى
وكان أول قانون صدر في عام 1575 يحظر التدخين في العالم أجمع، وهو «حظر المجلس الكنسي المكسيكي»، الذي حظر ومنع استخدام التبغ أو التدخين في أي كنيسةٍ في المكسيك أو المستعمرات الإسبانية في منطقة البحر الكاريبي.
كما حرَّم السلطان العثماني مراد الرابع التدخين في إمبراطوريته عام 1633.
وكذلك أصدر البابا عربان السابع حظراً بالتدخين في الكنيسة عام 1590 وعربان الثامن في عام 1624.
وكان البابا عربان السابع على وجه الخصوص قد هدد بالحرمان الكنسي لأي فردٍ «يُدخن أو يتناول التبغ في شرفة أو داخل أي كنيسةٍ، سواءً أكان ذلك من خلال مضغه، تدخينه في بايب «pipe» أو حتى استنشاقه على صورة مسحوق عبر الأنف».
وتم سن قوانين حظر التدخين بعد ذلك عبر أرجاء المجتمع الأوروبي المدني، وتم سن تلك القوانين في كلٍ من ببافاريا، كورساشين، وبعض أجزاء النمسا في أواخر القرن السابع عشر، كما تم حظر التدخين في برلين عام 1723، في كونيكسبرج عام 1742، وفي ستاتين عام 1744.
وتم إلغاء قوانين الحظر تلك في فترات ثورات 1848، وكان مبنى الحكومة القديمة في ويلينجتون، بنيوزيلندا هو أول مبنى في العالم تُطَبَق فيه سياسة منع التدخين في عام 1876 بسبب المخاوف من تهديدات اشتعال الحرائق، حيث أنه كان ثاني أكبر مبنى خشبي في العالم.
ويعتبر أول حظرٍ حديثٍ للتدخين على صعيدٍ وطنيٍ هو ذلك الذي فرضه الحزب النازي في كل جامعة ألمانية، ومكتب بريد، ومستشفى عسكري، ومكتبٍ للحزب النازي، تحت كنف معهد أستيل لأبحاث مخاطر التدخين، والذي أُنشيء في عام 1941 بأوامرٍ من أدولف هتلر، ونشر النازيون حملاتٍ مناهضةٍ لمكافحة التدخين على نطاقٍ واسعٍ حتى انهيار النظام في عام 1945.
دول تمنع التدخين في الشوارع
ألمانيا
في أوائل عام 2008 تم تطبيق حظر التدخين في فنادق ألمانيا ومطاعمها، وعلى الرغم من تعرض هذه المنشآت لخسائر فادحة، إلا أن الحكومة استمرت في تطبيق القرار بكل حسم، كما لم يعد باستطاعة المدخنين إشعال سجائرهم على شاطئ «مانلى» أشهر وأجمل شواطئ أستراليا بعد أن تم حظر التدخين على الشاطئ، الذي يشتهر برماله الساحرة.
المملكة المتحدة
تم تطبيق الحظر في ولاية أسكتلندا عام 2006، وخلال 6 أشهر كان القرار يطبق في جميع أنحاء المملكة بكل جدية.
الولايات المتحدة الأمريكية
أعلنت ولاية نيويورك عام 2003 سن القوانين المناهضة للتدخين لتشمل كل المطاعم وأماكن الترفيه، ووجدت دراسة تابعة لإدارة الصحة التابعة للمدينة في عام 2004 أن معدلات تلوث الهواء تناقصت بمعدل السدس، كما وجدت الدراسة أن مطاعم المدينة حققت ازدهارًا على الرغم من تطبيق الحظر مع زيادة معدلات الوظائف.
كما أبلغت ثاني أكبر شركة سجائر أمريكية موظفيها أنه لن يسمح للموظفين بتدخين السجائر العادية أو السيجار في مكاتب الشركة، أو أي مكان من مبانيها، وكانت الشركة حظرت التدخين في مصانع السجائر والكافتيريات ومراكز اللياقة التابعة لها.
وقع عمدة مدينة نيويورك الأمريكية قانونا يمنع بيع منتجات التبغ لأي شخص يقل عمره عن 21 عاما، وبهذا التشريع تصبح نيويورك أول مدينة أمريكية كبيرة أو ولاية تمنع بيع مبيعات التبغ لصغار البالغين.
الصين
الصين منعت التدخين في العاصمة الصينية التي يعيش بها 21 مليون نسمة، كما تضم الصين عددا من المدخنين يفوق أي بلد آخر، إذ يوجد بها 300 مليون مدخن و740 مليون معرضين للتدخين السلبي كل عام.
