لم تعد طلبات إسرائيل تحظى بالإجماع داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة مثلما كان الأمر في الماضي، فبعض التقدميين باتوا يوجهون انتقادات لها وهو ما يعكس تغيرًا للرؤية السياسية للإدارة الأمريكية.
ويشكك بعض التقدميين مثل رشيدة طليب وإلهان عمر فيما يسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بعدما كان ذلك أحد الثوابت التي تستخدمها الإدارات الأمريكية لتبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وهو ما دفع معهد واشنطن إلى البحث عن أسباب رفض التقدميين لمطالب إسرائيل، و خلص المعهد إلى أن أحد أبرز الأسباب هو احتضان ترامب لإسرائيل في وقت ينفّر فيه الديمقراطيون من كل ما أيده الرئيس السابق.
الابن المدلل
ومن حيفا، يرى عصام مخول، رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، أنه من الضروري وضع الأمور في نصابها الصحيح، مؤكدا أن إسرائيل هي من تخدم المشاريع الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأكد مخول أن إسرائيل “الابن المدلل” للحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولكن ليس بالضرورة استمرار الوضع هكذا طول العمر.
وأردف: “هناك اختراق شعبي بالأساس في الموقف من إسرائيل، والسؤال الأهم هو كيف تستمر واشنطن في دعم إسرائيل “.
وأوضح مخول أن التأييد الواسع الذي صعد إلى السطح في الانتخابات الأمريكية، هي ظاهرة تقول إنه على المستوى الشعبي ليست الصورة كما يراها الجمهوريون والديمقراطيون فيما يتعلق بجرائم إسرائيل.
بايدن لا يدعم إسرائيل
من جانبه، قال ستيف ميتشل عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن الحزب الجمهوري لطالما دعم إسرائيل على مدار عقدين من الزمن، ولكن الحزب التقدمي يتقدم بطلبات لرفض أي طليات لإسرائيل.
كما أكد ستيف ميتشل عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، خلال مشاركته في برنامج مدار الغد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يعد يدعم إسرائيل كما شهدت الأعوام السابقة في عهد دونالد ترامب.
وقد تجلى تأثير الضغط التقدمي مؤخرا في رسالة احتجاج قوية على التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية قدمتها السفارة الأمريكية لدى تل أبيب، كما رفضت واشنطن أيضا قرار وزير الدفاع الإسرائيلي تصنيف ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية كـ “منظمات إرهابية”.
من جانبها، تحتج إسرائيل على عزم إدارة بايدن إعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس المحتلة للفلسطينيين، والتي أغلقت بقرار من ترامب عام 2019.
وفي ظل ما سبق، يحق لنا أن نطرح التساؤل الذي طرحته صحيفة “يديعوت أحرنوت” هل اقتربت نهاية شهر العسل بين بايدن وبينيت؟، أم ينجح قادة إسرائيل في إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه؟.
مواصلة دعم إسرائيل
ومن شيكاغو، قال كريج كاتز المستشار السياسي بالحزب الديمقراطي الأمريكي، إن الحزب الديمقراطي سيواصل دعم إسرائيل، ولن يتغير هذا الدعم في أي وقت من الأوقات.
كما أوضح كريج كاتز، حزب الرئيس جو بايدن يدعم إسرائيل على طول الخط، وسوف يظل داعما كما كان في الماضي.
القائمة العربية الموحدة
وفي سياق ذي صلة، تحالف منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة مع تحالف نفتالي بينيت زعيم حزب يمينا ويائير لبيد زعيم حزب هناك مستقبل وأطاحوا ثلاثتهم بنتنياهو من رئاسة الوزراء، بتصويت 60-59 فقط في الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 عضوا.
وحتى الآن ينجح عباس في اقتناص بعض الخدمات للمجتمع العربي في الداخل المحتل، ولكن هل سيقتصر دوره على ذلك أم يمتد لخدمة القضية الفلسطينية بشكل أعم وأوسع؟.
ومن الناصرة، أكد نظير مجلي الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، إنه من السابق لآوانه أن نقول إنه لم يفز بثقة الفلسطينيين خصوصا أنه يأيده 70% من العرب في إسرائيل.
ومن عمان، أكد حمادة فراعنة الكاتب والباحث السياسي، أن الشعب الفلسطيني 3 مكونات هم أبناء 48، أبناء 67، وأبناء اللاجئين وجميعهم لهم أهداف، موضحا أن فلسطينيو 48 يناضلون من أجل المساواة ضد التمييز.
وأضاف فراعنة قائلا: “فلسطينيو 67 يناضلون من أجل الاستقلال ضد الاحتلال والاستيطان، وفلسطينيو الشتات يناضلون من أجل العودة إلى وطنهم، لذلك كل مكون له طريقة نضاله”.
وقال فراعنة منصور عباس: “فلسطينيو مناطق 48 على الرغم من التأكيد على فلسطينيتهم، فهم من المواطنين الإسرائيليين، ولذلك يقدم خدمات لشعبه في مناطق الـ “48”.
