خطة منع ممنهجة، يقوم بها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأنصار وداعمي مرشح المعارضة الممثلة في حزب الشعب التركي، أكرم إمام أوغلو، على مقعد عمدة إسطنبول.
وتحركت مجموعات تابعة للعدالة والتنمية، داخل إسطنبول وبمداخلها وأيضا في مدن أخرى، لمنع حافلات تتحرك إلى مراكز الاقتراع، لنقل أنصار أوغلو، للتصويت في انتخابات الإعادة في ظل حشد جنوني لأنصار مرشح أردوغان.
ونجح أردوغان في الحصول على أحكام قضائية بعد ضغوط على لجنة الانتخابات في بلاده، لإعادة الانتخابات التي فاز فيها أوغلو في مارس الماضي على القيادي بحزب أردوغان، ورئيس الوزراء السابق، المرشح على بن يلدريم.
وتسلم بالفعل أوغلو مقعد عمدة إسطنبول، المدينة الرئيسية والأكبر اقتصاديًّا وسياسيًّا وسياحيًّا في تركيا، لمدة تقارب 3 أسابيع، ومع بدء كشفه عن وقائع فساد متورط فيها حزب العدالة والتنمية بالمدينة، جاء القرار بإعادة الانتخابات.
وفي هذا الإطار، يقول معارض تركي وعضو حزب الشعب في إزمير ،خيري جالوك، إن هناك عملية ممنهجة من جانب الشرطة، وفي الواجهة قيادات بالعدالة والتنمية بالمحافظات لمنع وصول أنصار أوغلو إلى إسطنبول.
وأوضح جالوك، في تصريحات خاصة، أن هناك ناخبين مسجلين في الكشوف الانتخابية في إسطنبول، ولكنهم يعيشون في محافظات أخرى لا سيما في طرابزون،وأدرنة، وإزمير، وهم بمثابة تكتلات.
وتابع: “يتحركون في حافلات متوجهين إلى إسطنبول، وقد تم منعهم والاعتداء عليهم من قبل عناصر العدالة والتنمية”.
وأكد جالوك أن هذه الجولة قائمة على التشبيح من جانب أنصار العدالة والتنمية، بتعليمات من أردوغان، الذي سيضرب بصفعة جديدة على وجهه، إذا فاز أوغلو ، بعد أن حصل على المقعد منذ 3 أشهر، وضغط أوردغان على هيئة الانتخابات للإعادة.
ولفت جالوك إلى أن كل شيء مسموح من جانب أردوغان في هذه المواجهه من ألاعيب غير نظيفة.
وأردف: “المهم ألا تذهب إسطنبول إلى أوغلو الذي يرى فيه أردوغان الرجل الذي سيسقط نظامه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا سيما إذا فاز بمقعد إسطنبول هذه المرة”.
وتنتشر الاعتداءات على حافلات أنصار أوغلو بشكل مكثف لمواطنين مسجلين في كشوف انتخابات إسطنبول، ويعيشون في محافظات تركية أخرى.
وفي هذا السياق، قالت تقارير صحفية، إن الشرطة التركية أوقفت حافلة تقل مواطنين من مدينة أنطاكيا في جنوب البلاد إلى إسطنبول، للتصويت لصالح أوغلو.
وأوضح الكاتب الصحفي سيرباي منصور في تصريحات لجريدة بيرجون التركية، أن الشرطة أوقفت حافلة تابعة لحزب الشعب الجمهورى كانت تستعد للتحرك من أنطاكيا إلى إسطنبول، وعلى متنها مواطنون ينوون التصويت لأوغلو.
ورغم تمكن ركاب الحافلة من التحرك فى طريقهم إلى إسطنبول، فإن قوات الأمن في الطريق قامت بإيقافهم مرة أخرى من أجل تفقد هويات الركاب.
ويرى أردوغان بحسب معارضون أتراك، في أكرم إمام أوغلو، كابوسا سيقضي على نظام حكمه، نظرا لما يتمتع به الأخير من شعبية طاغية في ربوع تركيا.
وأيضا يشاهد الرئيس التركي في أوغلو، نفس طريقة صعوده منذ 30 عامًا، عندما كان بارزا في المعارضة التي كانت حينئذ ممثلة في الإسلام السياسي.
واستطاع أردوغان عبر فوزه برئاسة بلدية إسطنبول منذ 3 عقود أن يكون مرشحا قويا بالانتخابات الرئاسية ويصبح رئيسا.
