إطلاق سراح جاسوس أمريكي بعد 30 عاما من حبسه

انسحبت روسيا رسميا، اليوم الثلاثاء، من معاهدة أمنية تاريخية فرضت قيودا على فئات رئيسية من القوات المسلحة التقليدية وحملت الولايات المتحدة مسؤولية تقويض الأمن في حقبة ما بعد الحرب الباردة بتوسيع حلف شمال الأطلسي.

ووضعت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا لعام 1990، والتي جرى التوقيع عليها بعد عام من سقوط جدار برلين، قيودا يمكن التحقق منها على فئات المعدات العسكرية التقليدية التي يمكن لحلف شمال الأطلسي وحلف وارسو آنذاك نشرها.

وكانت المعاهدة تهدف إلى منع أي من طرفي الحرب الباردة من حشد قوات لشن هجوم سريع ضد الطرف الآخر في أوروبا، لكنها لم تحظ بشعبية في موسكو لأنها أضعفت تفوق الاتحاد السوفيتي في الأسلحة التقليدية.
وعلقت روسيا مشاركتها في المعاهدة عام 2007 وأوقفت مشاركتها الفعالة فيها عام 2015. وبعد أكثر من عام من الحرب الروسية الأوكرانية، وقع الرئيس فلاديمير بوتين في مايو/ أيار مرسوما ببطلان المعاهدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا انسحبت رسميا من المعاهدة عند منتصف الليل، مضيفة أنها أصبحت الآن «من التاريخ».
وقالت الوزارة «أبرمت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في نهاية الحرب الباردة عندما بدا تشكيل هيكل جديد للأمن العالمي والأوروبي على أساس التعاون ممكنا، وعندما بذلت المحاولات المناسبة».
وقالت روسيا إن الدفع الأميركي باتجاه توسيع حلف شمال الأطلسي أدى إلى قيام دول الحلف «بالتحايل علانية» على القيود التي تفرضها المعاهدة على الحلف، وأضافت أن قبول عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي وطلب السويد الانضمام إلى الحلف يعني أن المعاهدة ماتت.
وقالت الوزارة «حتى الحفاظ الرسمي على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا أصبح غير مقبول من وجهة نظر المصالح الأمنية الأساسية لروسيا»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يصدقوا على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا المعدلة لعام 1999.

وأثارت الحرب في أوكرانيا أسوأ أزمة في علاقات موسكو مع الغرب منذ الحرب الباردة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مطلع الأسبوع إن العلاقات مع الولايات المتحدة تحت الصفر.
وبعدما أعلنت روسيا عزمها الانسحاب من المعاهدة هذا العام، ندد حلف شمال الأطلسي بقرار موسكو قائلا إنه يقوض الأمن الأوروبي-الأطلسي.

____________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

كشف  الخبير الروسي، فلاديمير كوجيمياكين، أن حلف «الناتو» وضع سيناريو للمواجهة المباشرة مع روسيا، يتكون من آلاف الصفحات من الخطط العسكرية السرية.

وسيطلب المصادقة عليه في قمة الناتو المقبلة في شهر يوليو/ تموز في عاصمة ليتوانيا «فيلنيوس».

• مؤكدا أنه قد ظهرت معلومات عن ذلك في وسائل الإعلام الأميركية.. وهي تطورات تحدث لأول مرة منذ الحرب الباردة.

كل شيء يعود إلى سابق عهده

ويرى مدير مركز الدراسات السياسية في روسيا، يفغيني بوجينسكي، أن خطط الناتو للمواجهة المباشرة مع روسيا، كانت موجودة في أيام الاتحاد السوفيتي.

كل ما في الأمر أنها في التسعينيات وضعت على الرف على ما يبدو، والآن أنزلوها، ويحدّثونها، ويصادقون عليها، كل شيء يعود إلى سابق عهده.

السيناريوهات وصلت إلى أبعد مما كانت عليه خلال الحرب الباردة

وأضاف لصحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية، أظن أن هذه السيناريوهات وصلت إلى أبعد مما كانت عليه خلال الحرب الباردة.

في تلك الحقبة، كان الأميركيون أكثر حذرًا بسبب الأزمة الكوبية. بالإضافة إلى ذلك، من يتخذ القرارات هناك؟ الآن جيل غير مخضرم لم يقاتل بجدية في أي مكان، باستثناء القصف الوحشي لفيتنام.

• خلال الأزمة الكوبية، لم توجًه ضربات للعدو، فقط تهديد لـ «خاصرة» الولايات المتحدة.. لقد قدّر الأميركيون ببساطة أن كوبا على بعد 90 ميلاً فقط من فلوريدا، وفي حال توجيه ضربة، فإن الضرر سيكون غير مقبول.

ماذا يعيد الغرب إلى رشدهم؟

وأوضح يفغيني بوجينسكي، في تحليله للوضع القائم، أنه لا يوجد الآن، مثل هذا التهديد.. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعيدهم إلى رشدهم هو أنه إذا وصل الوضع إلى نقطة معينة وأُعطيت حاملات صواريخنا الاستراتيجية أمرًا بالذهاب إلى مناطق الدوريات القتالية، فإن صواريخنا المتنقلة ستغادر أماكن انتشارها الدائم، وسوف يحلق الطيران الاستراتيجي في الهواء. عندها ربما يفكر أعداؤنا بأن الأمر بات على شفا حرب.

• وتابع مدير مركز الدراسات السياسية في روسيا: “لا يمكننا الآن خلق مثل هذا التهديد لخاصرة الولايات المتحدة.. ورغم أننا تربطنا صداقة هناك مع ثلاث دول: كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، لكن هناك شكوكاً جدية في أن توافق على نشر صواريخنا النووية على أراضيها.. لقد ولت أيام فيدل كاسترو”.

مثل ما كان ظاهرة دبلوماسية، تركت بصماتها بوضوح على مسار العلاقات الدولية الأكثر سخونة وتوترًا، أصبح أيضًا «ظاهرة بشرية» يدخل القرن الثاني من عمره المديد، دون تغيير يذكر، وحسب المقربين منه «لائق صحيًّا»، ومحتفظ بوعيه تمامًا، ومتابعًا ومشاركًا في قضايا وأزمات العالم السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، محذرًا، قبل أيام، من سباق تسلّح بالذكاء الاصطناعي، موضحًا أنها مشكلة جديدة من الناحية الفكرية، وهو يتحدث عن القضايا الراهنة ومعه 100 عام.

• في عامه الـ100، شارك هنري كيسنجر، قبل أيام، في توقيع خطاب يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على العالم، فوضع هذه الثورة التكنولوجية في نفس الخطر الذي تمثله الأسلحة النووية.

وعبّر كيسنجر عن خشيته من انفلات أزمات عالمية وإحداث ضرر شامل، بسبب الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الظروف تتطلّب وجود قادة مسؤولين في دفة القيادة، يحاولون «تجنب الصراع».

لفت الانتباه إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي

رغم أنه بلغ المئة عام، قبل 3 أيام، وهو عمر لا يستطيع فيه كثير من الناس التعرّف على أحدث التقنيات والتكنولوجيا، إلا أن هنري كيسنجر أصبح مهوَّسًا بموضوع الذكاء الاصطناعي، بل إنه تعاون مع اثنين من المؤلفين المشاركين في تأليف كتاب صدر عام 2021 بعنوان (عصر الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإنسان)».

• وقال: إن السرعة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي ستجعله إشكاليًّا في مواقف الأزمات، مضيفًا أن البشر لا يستطيعون مراجعة كل المعرفة التي اكتسبتها الآلة، نحن نعطيها تلك المعرفة، أنا أحاول الآن أن أفعل ما فعلته في ما يتعلّق بالأسلحة النووية، للفت الانتباه إلى أهمية تأثير هذا التطور.

ثعلب السياسة الأميركية

قرن كامل من الزمان في معاقل السياسة وبين دروبها، قضاه السياسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر، متجاوزًا العديد من معاصريه السياسيين الذين قادوا الولايات المتحدة خلال واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا بما فى ذلك رئاسة ريتشارد نيكسون وحرب فيتنام، فعاش موجات من التحولات السياسية، ومحطات تاريخية كان لاعبًا بارزًا فيها، دفعت إلى وصفه بـ«ثعلب السياسة الأميركية». وقد شغل منصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، ولا يزال معروفًا بدوره الرئيس في السياسة الخارجية الأميركية فى الستينيات والسبعينيات، بما فى ذلك المحاولات النهائية لسحب الولايات المتحدة من فيتنام، قبل أن يصبح مرتبطًا بالعديد من النزاعات الأكثر إثارة للجدل.

لا يزال يمارس نفوذه على واشنطن

هنري كيسنجر «الظاهرة البشرية»، لم تمنعه سنوات العمر المئة، من مواصلة نفوذه على وسطاء السلطة فى واشنطن بوصفه أحد كبار رجال الدولة السابقة، بحسب قناة ABC New، وقدم مشورته للرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، بما فى ذلك إدارة ترمب، مع الحفاظ على عمل في الاستشارات الدولية، والذي ألقى من خلاله خطابات باللكنة الألمانية التي لم يَنْسَها منذ هروبه من النظام النازى مع أسرته عندما كان مراهقًا.

• وفى الشهر الماضى فقط، أعرب كيسنجر عن رأيه فى حرب أوكرانيا، وقال إنها وصلت إلى نقطة تحول مع دخول الصين المفاوضات. وصرح لقناة CBS قائلًا إنه يتوقع أن تصل المفاوضات إلى ذروتها بحلول نهاية العام. ودعا إلى السلام من خلال المفاوضات لإنهاء الصراع.

أسهم في تحول تاريخي للعلاقات الأميركية الخارجية

يعد تاريخ كيسنجر السياسي حافلًا جدًّا، فعمل في البداية مستشارًا للسياسة الخارجية بين عامي 1969 و1973 ولاحقًا وزير خارجية للرئيس ريتشارد نيكسون وخليفته جيرالد فورد بين عامي 1973 و1977.

• وقد أسهم في إنهاء حرب فيتنام وتدشين مرحلة الانفراج ونزع فتيل التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقًا، وإطلاق زخم العلاقات الأميركية مع الصين، ولكنه انخرط في الإطاحة بزعماء منتخبين ديمقراطيًّا وإعادة رسم حدود دول أخرى.

كيسنجر أسوشيتس

بعد مغادرته منصبه، ظل على مدى العقود الأربعة الماضية حاضرًا على الساحة، يقدم «استشارات جيوسياسية» لعشرات من الزعماء والقادة والحكومات في مختلف أنحاء العالم دون الكشف عن أسمائهم، وذلك من خلال شركته الاستشارية «كيسنجر أسوشيتس».

الحبل المشدود بين «اليقين النسبي للماضي وغموض المستقبل»

وصف كيسنجر مواقفه المثيرة للجدل بأنها تمثل القيادة الاستراتيجية، التي هي عبارة عن السير على حبل مشدود، أي ما بين «اليقين النسبي للماضي وغموض المستقبل».

وقد أخفى كيسنجر عن الأميركيين في البداية، حملة القصف السرية التي نفذتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، إذ كان وزير خارجيته، ضد كمبوديا، والتي أدت في نهاية المطاف إلى صعود منظمة «الخمير الحمر» التي قتلت قرابة مليوني شخص.

الحرب في أوكرانيا

كان كيسنجر حينئذٍ على أبواب المئة عام، وأثار جدلًا سياسيًّا واسعًا في ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، بعد دعوته إلى السعي لتحقيق سلام تفاوضي. وقد تزامنت هذه التصريحات مع بدء حلفاء أوكرانيا من الدول الغربية زيادة مساعداتها العسكرية لكييف، بنحو غير مسبوق.

• وجادل كيسنجر بأن المحادثات ضرورية لتجنب خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون «مدمرة»، وهو الأمر الذي أثار انتقادات ضده من أوكرانيا التي اتهمته بمحاولة استرضاء المعتدي. وفي رده، قال العضو السابق في مجلس الأمن القومي الذي عمل مع كيسنجر في السابق على مدى العقود الماضية، كين ليبيرثال، إن كيسنجر يمتلك «رؤية واضحة حيال ما يجب فعله، وكيفية الانتقال من مرحلة إلى أخرى»، مشيرًا إلى أن تفكير كيسنجر يتطلب «تقييمًا عقلانيًّا بعيدًا عن العاطفة، وهو يمثل (الغاية تبرر الوسيلة)».

رؤية تنتقد كيسنجر

من جهة أخرى، يرى البعض أن رغبة كسينجر، في أن تتصدر مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، ليست قضية ذات أهمية قصوى لديه، أنها لا تعدو أن تكون عنصرًا في سياسته، وهو الأمر الذي دفع جمعيات حقوقية في مختلف أنحاء العالم إلى انتقاده بمجرد سماع اسمه.

وفي هذا السياق، قال السيناتور الأميركي ذو التوجه اليساري، بيرني ساندرز، إنه «فخور بالقول إن هنري كيسنجر ليس صديقه»، واصفًا إياه بكونه «أكثر وزير خارجية تدميرًا في التاريخ الحديث» بسبب سياساته في آسيا إبان سبعينيات القرن الماضي.

• ورغم كل هذه الأعوام، فإنه لا يزال سجل «الثعلب العجوز» الحافل جدًّا يثير الجدل، فيعده كثيرون دبلوماسيًّا عبقريًّا يتقن حتى يومنا هذا فن ما يمكن تحقيقه بالسياسة بطريقة لا مثيل لها، في حين يصفه منتقدوه بأنه مجرم حرب، بيد أن الغالبية تراه يقف على مسافة واحدة من الأمرين.