إميل أمين يكتب: نفتالي ـ بايدن.. لقاء الأعدقاء

إميل أمين

نهار الخميس المقبل السادس والعشرين من شهر أغسطس آب، يحل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، للمرة الأولى  ضيفا على البيت الأبيض، حيث يستقبله الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بشكل رسمي.

في تصريحاتها التي استبقت الزيارة، أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إلى أن الزيارة “ستعزز الشراكة  الدائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعكس العلاقة العميقة بين حكومتنا وشعبينا، وتؤكد التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل”.

كيف يمكن وصف هذه الزيارة؟.. وما هي أهم الملفات الوفاقية والفراقية التي تطفو اليوم على سطح تلك العلاقات؟.

يكتنف الجواب الكثير من الغموض، وإن كانت مشاهد الخلافات الأمريكية الإسرائيلية طافية على السطح في السنوات الأخيرة،  إلا أنها مع بايدن تحديدا تبدو أنها مرشحة للتصاعد.

يمضي نفتالي بينيت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى لقاء الأعدقاء.. فهناك شئ جوهري ما يتغير يوما تلو الآخر في نظرة الملايين من الأمريكيين إلى دولة إسرائيل، ذلك أنها لم تعد الحليف العضوي، عند الكثير من الأمريكيين، والذين باتوا يطرحون تساؤلات جدية عن تحملهم وزر تصرفات إسرائيل في الشرق الأوسط، والأكلاف التي يدفعونها في المقابل، ولا يحصدون في المقابل سوى الشوك والحصرم.

الذين يتابعون أوضاع الشباب الجامعي الأمريكي في العقد الأخير، يدركون أن هناك خللا كبيرًا ظاهرًا  في قطاع كبير منهم، لا سيما أولئك الذين يطالبون بمقاطعة إسرائيل، من جراء تعاطيها مع الفلسطينيين.

أكثر من ذلك فقد وصل الشقاق والفراق ومنذ سنوات طوال خلت إلى عقر دار اللوبي الداعم لدولة إسرائيل عينها، والذي يتجاوز يهود الولايات المتحدة الأمريكية، إلى ملايين من أنصار اليمين الديني المتشدد والمتطرف بعضه أحيانا، فقد غادر نفر كبير من تنظيم الإيباك، إلى جانب آخر، هناك حيث يقفون لتل أبيب بالرفض في كثير من المشاهد، كما الحال مع جماعة جي ستريت، وحجة هؤلاء أننا ندعم إسرائيل من خلال تقويمها، ومحاولاتنا ردها عن غيها  السادر، والذي يمكن أن يجعلها معرضة للخطر بالفعل.

أما الجانب الديني اليميني، فالجميع يعرف، وإسرائيل في المقدمة، أنه ليس دعما صادقا حقيقيا إلى  المنتهى، وإنما على سبيل الذرائعية لتحقيق رؤى تدور في أذهان ذلك الفريق وتتعلق بالمستقبل وليس حاضرات الأيام، وبمعنى أكثر مباشرة، إنهم ينظرون إلى إسرائيل على سبيل الجسر الذي يعبرونه للوصول إلى مبتغاهم القادم من بعيد.

وفي الزيارة ذاتها هناك من يتساءل: هل لا تزال لإسرائيل أهميتها من الناحية العسكرية تحديدا للولايات المتحدة  الأمريكية؟.

بالقطع اختلف الأمر اختلافا جديا عما كان لها وقت نشوئها  وإرتقائها في العام 1948، وفي زمن الحرب الباردة، فقد كانت  القاعدة  الأمريكية  المتقدمة  جنوب الإتحاد السوفيتي، ونقطة ارتكاز للجيوش الأمريكية بالقرب من مواطن النفط في الخليج العربي، حيث كان التهديد الشيوعي قائما بالوصول إلى  المياه الدافئة.

تبدو واشنطن الآن صاحبة أكثر من موطئ قدم في المنطقة، كما أن نوعيات الأسلحة السيبرانية والمسيرات والصواريخ الموجهة عن بعد، وعما قريب جدا الروبوتات التي تحارب عوضا عن البشر، وفي السماء شبكات الليزر ومدافعها المنصوبة في الأثير الخارجي، جميعها تجعل من فكرة القواعد العسكرية التقليدية أخبارا وقصصا من سير الأولين.

يمضي نفتالي بينيت إلى واشنطن وهو يعي كل الوعي جميع ما قد طرأ على واقع حال العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، غير أن هناك بعض الملفات، يمكن أن تكون فاصلة في شأن تلك العلاقة.. ماذا عن ذلك؟.

من غير أدنى شك يبقى الملف الإيراني مرشحا لوضع علامة فاصلة في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، ذلك أن إدارة  الرئيس بايدن تسعى جاهدة لإدراك النجاح في مفاوضات فيينا مع الإيرانيين، رغم أن الأخيرين يضعون العصا في الدواليب صباح مساء كل يوم.

يأمل بايدن في اتفاق يكفي واشنطن صداع وقلق أزمات قائمة وقادمة في الخليج العربي والشرق الأوسط، ويجنب الولايات المتحدة إهدار الوقت كي تتفرغ لملاقاة الصين، والتي تحقق يوما تلو الأخر نصرا مؤازرا على  أمريكا، ومن غير أن تطلق عليها رصاصة واحدة.

وفيما الإيرانيون يسوفون الوقت، ويتلاعبون بالأمريكيين وببقية أطراف المفاوضات لا سيما من الأوربيين، يمضي الإيرانيون في الحصول على المزيد من اليورانيوم المخصب وبنسب متقدمة تقود حكما في النهاية إلى الحصول على السلاح الذري، عطفا على تراكم الخبرات العلمية، تلك التي تجعل من أي توقف مؤقت بعد أي إتفاق، ليس سوى فترة استراحة إلى حين تسترد طهران عافيتها الاقتصادية وتعاود السعي في برنامجها النووي، أو بالأحرى في برامجها الساعية للسيطرة والهمينة  على مقدرات المنطقة، وبخاصة البرنامج الصاروخي الباليستي، وبرامج الغزو السيبراني، وغيرها من أدوات بسط النفوذ عبر الوكلاء في المنطقة كالحوثي في اليمن، وحزب الله في جنوب لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وجماعات العنف الأسود التابعة لها في سوريا.

تدرك تل أبيب أبعاد وحقائق المشهد الإيراني، وهي وقبل أي أحد تعرف نوايا إيران النووية من خلال وثائق الأرشيف النووي الخاص ببرامج إيران، والتي حصلت عليها في عملية استخباراتية نوعية.

السؤال الذي يسعى ولاشك رئيس وزراء إسرائيل للحصول على إجابة عليه: “هل واشنطن عازمة على التصدي بشكل جامع مانع لرغبات إيران القاتلة ونواياها تجاه إسرائيل بشكل خاص”؟.

باختصار غير مخل، وبحسب التصريحات الإسرائيلية المتعددة، فإن تل أبيب لن تسمح لقوة راديكالية جارة أن تضحى  نووية مهددة بهولوكوست أخر، وذلك يعني أنها وعندما يجد الجد سوف تمضي في طريق المواجهة المسلحة مع إيران  منفردة ومن غير أي التفات لمصالح الولايات المتحدة، حتى وإن كلفها ذلك ثمنا باهظا في علاقتها مع واشنطن.

هل إسرائيل بالفعل تعيد حساباتها الدبلوماسية حول العالم، وتسعى في طريق ضبط المسافات مع بقية مراكز صنع القرار الدولي، وبخاصة العواصم المرشحة للقطبية العالمية؟.

الجواب يستدعي أن نتوقف عند المشهد الصيني الإسرائيلي بالكثير من التحقيق والتدقيق.. إلى قراءة قادمة بإذن الله.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]