في خطوة هي الأولى من نوعها، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي، اليوم الأحد، في الجانب المحتل من هضبة الجولان السورية في خطوة وصفت بأنها تعكس الرفض الإسرائيلي لتسليم المنطقة التي تم ضمها بشكل غير قانوني رغم الضغوط الدولية تجاه ذلك.
وأعلنت القناة الثانية الإسرائيلية، في تقرير لها أمس الجمعة، أن المسؤولين الإسرائيليين قرروا عقد الاجتماع ردا على اتفاق تم التوقيع عليه من جانب القوى الكبرى على هامش حل الأزمة السورية، يدعو إسرائيل لإعادة الجولان إلى سوريا.
وقالت القناة الإسرائيلية أن الاجتماع الأول من نوعه يرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بإصرار إسرائيل على السيطرة على الهضبة المحتلة.
يأتي ذلك قبيل زيارة من المقرر أن يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو الخميس القادم، حيث أشارت صحف إسرائيلية إلى أنه استبق الزيارة بتلك الخطوة التي من المتوقع إثارتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي سيعلن خلالها بشكل واضح بأن الجولان السوري المحتل لن يعود للسيادة السورية ضمن أي تسوية قادمة في المنطقة، وهي رسالة واضحة من قبل حكومة نتنياهو بأنها لن تتنازل عن الجولان المحتل تحت أي ظرف من الظروف، وفق ما قالت وسائل إعلام إسرائيل.
وتصدر الجولان للمشهد السياسي الإسرائيلي، يأتي على خلفية مخاوف إسرائيلية من ضغوط دولية تمارس بالفعل على إسرائيل لإعادة الجولان لسوريا كجزء من المفاوضات بشأن الأزمة السورية، كما تلقى نتنياهو، وفق ما ذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم»، قبل أسبوع، تقريرا يتضمن مطالبة بشار الأسد من الغرب خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في سوريا، الإقرار بأن الجولان يجب أن تعود إلى سوريا.
وعهد نتنياهو على التأكيد على الإصرار الإسرائيلي على السيطرة على الجولان، وأوضح ذلك خلال رسالة وجهها إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أثناء اجتماعه به مؤخرا.
وقال موقع عرب 48 الفلسطيني أن الصندوق الدائم لإسرائيل (ككال)، كان قد أعلن مؤخرا أنه يعتزم توسيع المستوطنات في الجولان وإقامة 19 حيًا استيطانيًا جديدًا في هضبة الجولان المحتلة، تتسّع لـ 1500 عائلة، وينتهي بناؤها خلال 5 أعوام، في إشارة إلى نية إسرائيل عدم إعادة الجولان للسيادة السورية في المستقبل.
ويبدو أن نتنياهو يعتزم من اجتماعه توجيه رسالة داخلية أيضا، حيث ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أهمية وحساسية الجلسة التي تتزامن مع التصريحات التي أدلى بها أفيجدور ليبرمان والتي أشار فيها أن اسرائيل تجري مفاوضات مع حماس بواسطة هيئات إقليمية ودولية .
ولفتت الصحيفة إلى أن ليبرمان كشف عن أن هذه المفاوضات تجري بواسطة مصر ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملدانوف، زاعما أن إسرائيل حولت الكثير من الرسائل إلى حماس لتنسيق المواقف بشأن الكثير من القضايا المشتركة
وتحتل إسرائيل نحو ثلثي مساحة الجولان السوري، وتسيطر على هضبته بشكل كامل، منذ يونيو/حزيران 1967، في ظل مطالبات سورية بإعادته خلال فترة حكم حافظ الأسد وابنه بشار الأسد وسط اتهامات من قبل شريحة من السوريين ببيع الهضبة إلى إسرائيل مقابل ملايين الدولارات.
