الأردنيون ينجحون فـي الاختبار.. الشعب يحمي مؤسسة العرش

أظهرت الساعات القليلة الماضية المعدن الأصيل للأردنيين الذين كانت ثوابتهم الوطنية المحرك الأساسي في لحظة تاريخية فارقة، فالأردنيون حركتهم ثقتهم في التقاليد الراسخة لمؤسسة العرش وعلاقتها الوطيدة مع جموع الشعب الأردني لتجعلهم يتخذون موقفاً مبدئياً تبدت فيه كل ملامح الحرص على الوطن والتشبث بأمنه واستقراره، ومهما تكن التفاصيل والجهات الخارجية التي سعت لزعزعة أمن الأردن.
وقالت صحيفة الرأي الأردنية ـ شبه الرسمية ـ  إن من يقف وراء حالة التوتر يجهل بصورة كبيرة الجوهر الحقيقي للنموذج الأردني، وقد بدأت هذه الجهات وأدواتها تبوء بالخيبة وستبوء بمزيد منها في القريب العاجل.

ثقة الدولة بقيادتها ومؤسساتها

خلال الأعوام الماضية كان الأردن يدخل في حالات من التوتر مثل أي بلد آخر، ولكن ثقة الدولة بقيادتها ومؤسساتها كانت تجعل الأردن يستطيع استيعاب كل التهديدات بل وتعامل معها بكل ثقة، لكن البعض يحاول من وقت إلى آخر أن يختبر ذاكرة الأردنيين.
الشعب الأردني يمتلك «الحرص الوطني الأردني» الذي يجعل المواطن متيقناً بأن الأردن سيتجاوز تبعات هذه الليلة وسيخرج كما جرت العادة أكثر قوة واستقراراً
 وتؤكد صحيفة الراي، أن الملك عبد الله الثاني،  حاول أن يقوم بحل بعض الأمور في نطاق الأسرة الهاشمية، إلا أن رغبته الأخوية في تسوية المسألة في نطاق التفاهم لم تقابل بانفتاح وايجابية، ولذلك تقدمت مصلحة الوطن على العائلة، فملايين الأردنيين ترتبط حياتهم باستقرار المملكة ونظامها ومؤسساتها، والملك هو المرجعية الأعلى في هذه الحالة، والملك يعرف أن الأمر تجاوز الحدود المقبولة، وأن المسألة لم تعد شخصيةً ولكنها أصبحت تمس الوطن واستقراره.

 

غباء المتربصون بالأردن

المتربصون بالأردن على شيء من السذاجة و«الغباء السياسي» ، فهم يتوهمون أن المواطن الأردني يمكن أن ينخدع ببعض الانفعالات التي تستغل الظرف الاقتصادي الصعب وكأنه يعيش خارج الكرة الأرضية ولا يعرف أن الأزمة المحلية هي حصة الأردن من أزمة عالمية لا تترك بلداً واحداً في العالم بعيداً عن التأثيرات السلبية، ويتجاهلون حقيقة مفادها أن الشعب الأردني من أكثر شعوب المنطقة وعياً ومتابعة للحدث السياسي، ومن أكثرهم حرية في التعبير.
الأردنيون ليسوا متعجلين على نتائج التحقيقات، فالمهم هو أن بلادهم تجنبت فصلاً من الاضطراب بحنكة القيادة الأردنية.
ولقنت الأجهزة الأمنية  المتربصين بالأردن درساً يستطيعون من خلاله تبيُن الخط الأحمر الذي لا يمكنهم الاقتراب منه أو المناورة حوله، والأردنيون ليسوا قلقين ولكن المنطقة بأسرها هي التي أظهرت القلق فأخذت تتداعى ببيانات التأييد لأن الأردن يمثل واحة الاستقرار في خضم الاضطراب الذي تعيشه المنطقة، والأردنيون لم تساورهم الشكوك للحظة ولم يتزعزع يقينهم، ولكنهم بالفعل يشعرون بشيء من الخذلان لأنهم كانوا يتوقعون ان بعض الشخصيات أن ترتقي لمستوى المسؤولية والمرحلة والضمير الوطني.

الأردن ظل صامدا في وجه عشرات المؤامرات

ويرى المحلل السياسي الأردني، ورئيس قناة المملكة الفضائية، فهد الخيطان ـ ومن المقربين للقصر ـ أن  الأردن لا يعرف غير الدستور ناظما وحاكما للعلاقة بين النظام والشعب، وبين مؤسسات الدولة، وكل ما يخرج عن الدستور، أو يسعى لتجاوزه هو خرق وتعد على النظام والشعب يقتضي المحاسبة الصارمة. لقد مضى قرن من عمر الدولة التي تحتفل هذه الأيام بدخول مئويتها الثانية، وفي كل محطاتها التاريخية، خضع انتقال السلطة لقواعد الدستور ونصوصه.
وعقود المئوية الأولى لم تكن كلها سنوات استقرار، عشرات المحاولات جرت للانقلاب على الحكم والدستور، لكنها انتهت بالفشل، وظل الدستور والنظام النيابي الملكي الوراثي صامدا..يخطئ من يظن اليوم وبعد مائة عام أن بالإمكان الانقلاب على تقاليد راسخة، وتسوية حسابات شخصية وتحقيق مطامح ذاتية خارج سلطة الدستور والقانون.
الملك يمثل الشرعية الدستورية، وهو بما له من حقوق وما عليه من واجبات نص عليها الدستور وتوافق عليها أبناء الأمة، عنوان الدولة ورأسها وحامي دستورها، وقائد قواتها المسلحة، التآمر عليه وعلى عرشه خيانة للأمة ودستورها.

استقرار الأرن مرتبط باستقرار مؤسسة العرش

ويؤكد «الخيطان »، أن استقرار الأردن وصموده ارتبط تاريخيا باستقرار مؤسسة العرش، وأي محاولة للعبث بهذه المعادلة، ستعرض المملكة لحالة من عدم الاستقرار، اختبرناها من قبل، وذقنا ويلاتها، ولن يسمح أردني يوما بتكرارها..العشرية المنصرمة كانت درسا قاسيا، تعلمنا منها معنى وقيمة الاستقرار والأمن والسلم الأهلي، وشهدنا على دول من حولنا كيف لعبت فيها أصابع الخارج، وتركت شعوبها غارقة بالدم ومشردة في الشتات.
الأردن بموقعه الجيوسياسي، يعد كنزا ثمينا؛ استقراره وثباته أساسي لدول المنطقة والإقليم، لكن في موقع إغراء بالتوظيف والتلاعب لتحقيق مكتسبات لبعض الأطراف، من اتجاهات عدة. عندما يشعر من حولنا أن الأردن قوي بتماسكه الداخلي، ينصاعون للأمر الواقع، لكن عندما تتوفر ثغرة لا يترددون في التسلل منها.
يبدو أن مجموعة واهمة قد راهنت على الأوضاع الاقتصادية الصعبة لبناء حالة يمكن أن تشكل أساسا في المستقبل القريب، لخرق الدستور وخلق حالة فوضى في البلاد، لحسابات خارجية، تسعى لتوظيف تمرد فردي لصالحها.
ويقول فهد الخيطان : إن المعلومات المتوفرة لدى صانع القرار، هائلة وخطيرة وصادمة، قد لا تتوفر الظروف لكشفها كاملة لاعتبارات أمنية وسياسية، لكن جانبا غير قليل منها سيكون متاحا للرأي العام.

ساعات ثقيلة حسمت القصة

المهم في كل ذلك أن مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية كانت تمسك بالخيوط منذ البداية وتتابع التحركات بدقة، وهي التي قررت ساعة الصفر، ووضعت الأمور في نصابها..شعر الأردنيون أنها ساعات ثقيلة، لكنها كانت كافية لحسم القصة، ويبقى لنا أن نتابع تداعياتها وفصولها وما ستلقيه من ظلال على المشهد الداخلي الأردني في مقبل الأيام..بالنتيجة الأردن وكعادته تغلب على المكيدة وخرج سالما قويا.

الدولة الأردنية اكبر منجز حضاري للشعب الأردني

ومن جانبه يؤكد السياسي الأردني البارز، ظاهر المصري ـ  وزير الخارجية ورئيس الوزراء الأردني الأسبق ـ إن الدولة الأردنية هي أكبرُ منجز حضاري للشعب الأردني، خلال المائة عام الماضية: وهي منجزٌ تمت صناعته في ظروف عالمية وإقليمية بالغة التعقيد والقسوة، شملت ثلاث حروب عالمية، هي الأولى والثانية والباردة، بالإضافة إلى ما اصطلح على تسميته بثورات الربيع العربي، في العقد الأخير، بموجتيه الأولى والثانية.
لقد تمت المحافظة على الدولة الأردنية بحكمة دستورها، وبقوة رجالاتها، وبإعلاء رأس الدولة لقيمة وروح الالتزام بالدستور، وأُعلي بنيانها، عبر عشرة عقود، بجهد وطاقة أبناء الشعب الأردني بجميع فئاته، وبنظامه السياسي الهاشمي المنفتح والمتحضر، في العمل على تنمية وتطوير هذه الدولة.

 

وعلى طول تلك المئوية، لم تتمكن تيارات الشد العكسي من طمس قدرات الناس وإمكاناتهم الهائلة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]