لم تكد تهدأ موجة الاحتجاج على تعديل المناهج التعليمية في الأردن، التي أججها السلقيون وجماعة الإخوان، منتقدين ما وصفوه بحذف مواد دينية، ووضع منهج يتعارض مع الشريعة الإسلامية، رغم توضيح وزير التربية والتعليم الأردني، بعدم إجراء تغيير في المنهج، وأن التعديل طال تصحيح بعض الأفكار التي يدرسها الطلاب، إلا أن كتيبا للإجابات النموذجية لطلاب الصف الخامس الابتدائي أثار موجة أكثر حدة، مع احتجاجات أوساط المثقفين والسياسيين، والحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة، على “تكفير” العالم الإسلامي الفيلسوف الفقيه ابن سيناء.
وكتيب اللغة عربية لطلبة الصف الخامس، يحمل اسم الوسيط، ويباع في المكتبات والأسواق، يتضمن إجابة “نموذجية” لسؤال ورد في درس ابن سينا في مادة اللغة العربية: السؤال: ما رأيك بابن سينا؟
وجاء الجواب: “على الرغم من مكانته العلمية، إلا أنه رجل ملحد فلسفي قرمطي يسب الصحابة، وقد حكم بكفره شيخ الإسلام ابن تيمية والغزالي والفارابي”.
وطالبت القوى السياسية والشعبية، وزارة التربية والتعليم ودائرة المطبوعات والنشر بسحب هذا الكتيب من الأسواق، والتحقيق فيما ورد به، من أفكار “شاذة وخطيرة” على عقول الأطفال من تلاميذ رالمرحلة الابتدائية.
وأبدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة، استغرابها من هذا الجواب “النموذجي” وفق المعلم الذي أعد هذه الإجابة، وقال بيان الحملة، إن ما حدث “يحرض أطفالنا على اعتبار الفلسفة تهمة تستحق التكفير، علما بأن محتوى المادة الموجودة في الكتاب لا يمت بصلة للإجابة التي وضعها هذا المعلم، بل على العكس، فنص المادة يشيد بابن سينا من كافة النواحي”.
