تسود حالة من التوتر باحات المسجد الأقصى المبارك، في أعقاب مهاجمة قوات الاحتلال وأفراد الشرطة الإسرائيلية للمصلين المقدسيين وطلبة المدارس الشرعية، والاعتداء عليهم بالضرب وإجبارهم على الخروج بالقوة من المسجد الأقصى.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من المواطنين المقدسيين بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، بزعم قيامهم بتحطيم الأقفال والسلاسل الحديدة، التي وضعتها شرطة الاحتلال على باب الرحمة، ليلة أمس، في الوقت الذي أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق كافة أبواب المسجد الأقصى ومنع المصلين من الدخول إليه.
وعززت قوات الاحتلال وأفراد الشرطة الإسرائيلية الخاصة من تواجدها على البوابات المؤدية للمسجد الأقصى، وفي داخل البلدة القديمة وشوارعها وأزقتها، وقامت بالتدقيق في هويات المقدسيين واستجوابهم، في استمرار حالة التوتر في أعقاب قوات الاحتلال إعادة وضع الأقفال والسلاسل الحديدة على باب الرحمة.
وكانت مؤسسات رسمية مقدسية ونشطاء، دعت اليوم الإثنين، كافة أبناء الشعب الفلسطيني ومن يستطيع الوصول إلى مدينة القدس، للتوجه إلى المسجد الأقصى للرباط والاعتصام والمشاركة في أداء الصلوات في منطقة “باب الرحمة” داخل المسجد، بدءا من صلاة ظهر اليوم، الإثنين، في أعقاب إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق الباب بالأقفال والسلاسل الحديدية ليلة أمس الأحد، ضمن إجراءاتها الهادفة إلى تهويد الأقصى ومدينة القدس والسيطرة عليها.
بدوره، طالب مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، سلطات الاحتلال بإزالة السلاسل الحديدية فورا عن مبنى باب الرحمة، واحترام أنه جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ووقف الاعتداءات المستمرة من قبل شرطة الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك ومبانيه ومرافقه، وبحق المسلمين القادمين للصلاة فيه.
وقال المجلس، إنه “في حالة انعقاد دائم لمتابعة هذا الانتهاك ضد باب الرحمة، الذي هو جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي الشريف، بجميع مبانيه وبمساحته البالغة 144 دونما فوق الأرض وتحتها، وهو مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم”.
وحمل المجلس، في بيان صحفي، اليوم الإثنين، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة تجاه أي محاولة لتغيير الوضع القائم لباب الرحمة أو أي جزء من المسجد الأقصى المبارك، كما حمل سلطات الاحتلال مسؤولية أي أضرار معمارية تحدث لمبنى باب الرحمة نتيجة منعها الدائم لمديرية مشاريع إعمار المسجد الأقصى المبارك في الأوقاف من الدخول لإعمار هذه المبنى التاريخي، الذي يزيد عمره عن ألف وخمسمائة سنة، وأصبح بحاجة ملحّة لعملية الترميم.
وحذر المجلس من مغبّة أي مساس أو محاولة لتغيير الوضع القائم للمسجد الأقصى المبارك أو أي جزء من أجزائه، مشددا على أن وقف الأقفال والسلاسل الحديدة على باب الرحمة بمثابة اعتداء سافر على جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك، ويأتي ضمن سلسلة الاعتداءات التي يتعرض لها باب الرحمة من قبل الاحتلال منذ عام 2003.
وطالب المجلس سلطات الاحتلال باحترام الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم منذ عام 1967 للمسجد الأقصى المبارك، ودائرة الأوقاف الإسلامية التي تعتبر الجهة الرسمية والدينية الوحيدة المسؤولة والتابعة للمملكة الأردنية الهاشمية والتي تشرف إشرافا كاملا على المسجد الأقصى المبارك، وترفض قرار محاكم الاحتلال القاضي بإغلاق باب الرحمة لغاية الآن بحجج واهية.
