التونسيون يرفضون زيارة وفد الكونجرس.. ويؤكدون: «الرئيس لن يتراجع»
كشفت الدوائر السياسية والإعلامية في تونس، عن رفض القوى السياسية والشعبية، لزيارة وفد الكونجرس الأمريكي المرتقبة إلى تونس، اليوم السبت، ولقائه بعدد من الشخصيات الفاعلة من ممثلي الأحزاب والمنظمات الوطنية.
الرئيس قيس سعيد سيمضي قدما ولن يتراجع
الزيارة أثارت جدلا واسعا يشوبه الكثير من التوجس، حيث من المقرر ـ بحسب الدوائر السياسية وشبه الرسمية في تونس ـ أن يكون النظر في الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد ومستقبل البلاد في الفترة القادمة محور التحاور بين الطرفين الأمريكي والتونسي.
-
وتؤكد القوى السياسية والحزبية في تونس، أن «الرئيس قيس سعيد سيمضي قدما ولا تراجع إلى الوراء».
رفض فتح الباب أمام التدخل الأجنبي
الزيارة يشوبها كثير من الريبة والتشكيك في دافعها ونواياها، بحسب جريدة «الصحافة اليوم» التونسية، لأنها تندرج في خانة فتح الباب أمام التدخل الأجنبي في الشأن الوطني التونسي وهو ما قابلته بعض الأطراف التي وجه لها الطرف الأمريكي الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء بالرفض، مثل «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان» التي عبرت عن رفضها دعوة الوفد الأمريكي معتذرة عن الحضور ضمن قائمة المدعوين معبرة بذلك عن موقفها من هذه الزيارة.
حماية السيادة الوطنية
ومن بين الأحزاب التي عبرت صراحة عن رفضها المشاركة في لقاء وفد الكونجرس الأمريكي، «حركة الشعب» التي كشفت عبر بلاغ أصدرته، أمس الجمعة، عن رفضها الدعوة التي وجهتها لها السفارة الأمريكية لحضور اللقاء مع وفد الكونجرس الأمريكي المبرمج ظهر اليوم ، حيث أعربت عن موقفها المبدئي القاضي بحماية السيادة الوطنية، وعدم السماح لأي جهة خارجية بالتدخل في الشأن الوطني مؤكدة انخراطها الدائم في الذود عن استقلالية القرار الوطني، ومعارضة كل ما من شأنه المس بسيادة تونس وشعبها.
القرار الوطني «لا فيه شراء أو بيع»
وأعرب الأمين العام للاتحاد العام الشغل (أكبر منظمة نقابية في تونس)، نورالدين الطبوبي، اليوم السبت، عن رفض قبول دعوة السفارة الأمريكية للقاء وفد من الكونجرس لمناقشة الشأن الداخلي..وأضاف: كل الشعوب أدرى بإصلاحاتها وبخصوصياتها.. نتعارك ونختلف في إطار رؤية إصلاحية تونسية»، مشددا على أن القرار الوطني «لا فيه شراء أو بيع».
وقد كان «الحزب الدستوري الحر» قد عبر أول أمس عن رفضه لدعوة السفارة الأمريكية للمشاركة في هذا اللقاء، إذ ترى رئيسة الحزب، عبير موسي، أن في هذا اللقاء مساسا بالسيادة الوطنية التي تقتضي معالجة الأزمات الداخلية صلب الأطر التونسية التونسية من منطلق حق الشعب التونسي في تقرير مصيره..واتهمت حركة النهضة «الإخوانية» بفتحها المجال للتدخل الأجنبي والأمريكي تحديدا في الشأن الوطني.
شكوك حول توجه أمريكي لدعم «النهضة»
وهذا اللقاء الذي يأتي في ظرف استثنائي، بحسب الباحثة التونسية صبرة الطرابلسي، يسوده الكثير من الترقب والتساؤل حول خارطة الطريق مجهولة المعالم حاليا، ولعل أغلب المخاوف والتوجسات التي تحملها هذه الزيارة لتونس تتجه نحو إمكانية دعم الطرف الأمريكي للحزب المتضرر من قرارات 25 يوليو/ تموز (حركة النهضة الإخوانية) والذي طالب علنا المجتمع الدولي بالتدخل في الشأن التونسي تحت مسمى إنقاذ التجربة الديمقراطية.
- خاصة إذا علمنا أن رضوان المصمودي (عضو المكتب السياسي لحركة النهضة)، المعروف بتصريحاته المحرّضة على تونس، ودعواته السلطات الأمريكية إلى منع المعونات عنها، هو من أكثر الداعين والداعمين لهذه الزيارة التي يراد بها على ما يبدو الضغط على الرئيس قيس سعيد لتغيير مواقفه أو تعديلها.
