لا يزال التساؤل الحائر داخل الدوائر السياسية في الجزائر، يطرح احتمالات ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، رغم ظروفه الصحيه، وتقدمه في العمر ـ 80 عاما ـ ويرى سياسيون جزائريون، أن كافة المؤشرات تؤكد أن السلطة تسير بخطى متعثرة لكن بإصرار نحو ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فالنظام أغلق على نفسه منذ قرابة عشر سنوات، متاهة الرئاسة، ويتحسب جيدا لفتح الأبواب أمام الجدل حول «الرئيس المقبل»، بالرغم من مرض الرئيس بوتفليقة، ورغم الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد، وتفتح أبوابا على المجهول.
وربطت الدوائر السياسية والإعلامية في الجزائر، بين خطة عمل الحكومة التي عرضها رئيس الوزراء أحمد أويحيى، الأحد الماضي، والتي ستتم المصادقة عليها في البرلمان دون مفاجآت الخميس المقبل، وبين حسابات عدم وجود أي تغيير محتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى في 2019، فالحكومة التي يقودها أويحيى وتقول إنها تطبق برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اقترحت برنامجا اقتصاديا على مدى خمس سنوات، في حين أنه لم يتبق على الانتخابات الرئاسية المقبلة سوى أقل من سنتين، وبات واضحا أن الحكومة تتعامل مع موعد الانتخابات الرئاسية، على أنه مجرد محطة إجرائية.
وبحسب تحليل المراقبين في الجزائر، فإن مخطط عمل الحكومة الجزائرية، يشير إلى احتمال « ملتبس»، هل هو حل واقعي للأزمة الاقتصادية أم تمهيد لولاية خامسة للرئيس بوتفليقة؟
التقارير الإعلامية والسياسية في الجزائر، تؤكد أنه رغم الأوضاع الصحية للرئيس بوتفليقة التي لم تعد كما كانت من قبل، إلا أن السلطة تسير باتجاه خيار واحد وهو التجديد لبوتفليقة، لعدة أسباب:
* أولها : أن البدائل الممكنة غائبة، ولو على مستوى الواجهة، كما أن فتح باب الخلافة سيفتح أبواب جهنم على الفريق الحاكم، لأن ذهاب بوتفليقة سيوقد ويوقظ طموحات نائمة.
* ثانيا: رغم قيام الرئيس بوتفليقة بتعديل الدستور العام الماضي، لينص على تحديد الولايات الرئاسية باثنتين فقط ، وهو ما اعتبره الكثير من الجزائريين دليل زهد (ولو متأخر) في السلطة، لكن في حقيقة الأمر فإن الدستور الحالي يكفل لبوتفليقة ولايتين أخريين، لأنه لم ينتخب في الولايات الأربع في إطار تعديل الدستور، وبما أن الدستور لا يطبق بأثر رجعي، فإن أمام بوتفليقة فرصة للبقاء لولايتين مدة كل واحدة منها خمس سنوات.
* ثالثا: إن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، لن يعتمد عليه في تقدير الموقف بأن يترشح لولاية خامسة، من عدمه، والدليل أنه ترشح لولاية رابعة دون أن يعلن عن ذلك بنفسه، ودون أن يقوم بحملة انتخابية، والسيناريو نفسه قد يتكرر في العام 2019، في ظل منطق الاستمرارية وربح الوقت، حتى لو كان ذلك يمثل في نظر الاخرين هروبا إلى الأمام.
