الدراما الهندية لم تكن البداية.. الجمهور المصري متابع قديم لبوليوود
تعد بوليوود ثاني أضخم إنتاج سينمائي في العالم بعد هوليوود، لامتلاكها مقومات عديدة مكنتها من الوصول إلى مجتمعات ذات ثقافات متعددة، ونالت إعجابهم ومحبتهم.
هناك أسباب عديدة يمكن أن تفسر تلك الظاهرة، أهمها أن الثقافة الهندية اكتسحت العالم خلال العقد الأخير، على جميع المستويات، الفني ويتضمن السينما والرقص، الموسيقى وغيرها، كذلك في مجال الأزياء، ومجال الأطعمة.
أما على مستوى الدراما خاصة في مصر، فقد نالت السينما الهندية حب وإعجاب الجمهور منذ سنوات طويلة، وكان هناك متابعة دائمة لأبطالها وعلى رأسهم النجمان أبي تبت شان، وشاروخان.
وكان الجمهور على موعد دائم خلال العيدين الفطر والأضحى مع فيلم هندي، يعرض على شاشة التليفزيون المصري، بشكل ثامت.
https://youtu.be/q9Xx7isUJCg?t=35m22s
وفي فترة التسعينات عرف الوطن العربي المسلسلات المدبلجة بالعربية، والبداية كانت مع الدراما المكسيكية التي ظلت محور اهتمام الجمهور العربي لسنوات، حتى ظهور الدراما التركية، ورغم أن الدراما المصرية تعد الأضخم على مستوى الوطن العربي، لكنها واجهت منافسة شرسة أمام الدراما التركية لأسباب عديدة. وظلت الدراما التركية محور اهتمام الجمهور العربي والمصري بوجه خاص، إلى أن برزت الدراما الهندية على الساحة العربية.
وبدأ اهتمام الجمهور المصري بالدراما الهندية، مع دبلجة بعض المسلسلات الهندية باللهجة المصرية، والتي كان لها طابع كوميدي، والبداية كانت مع مسلسل «ماهي ستايل» بأصوات فنانين مصريين، ومع مرور الوقت سحب البساط من الدراما التركية، لتستحوذ الدراما الهندية على اهتمام المشاهد المصري.
ولم يتوقف الأمر عند الجانب الكوميدي فقط، بل نالت المسلسلات الرومانسية الاهتمام الأكبر، وأصبح الجمهور يحفظ أسماء البطلين «الحبيبين»، وينتظر بفارغ الصبر تطور الأحداث بينهما. من أشهر هؤلاء الثنائيات بطلي مسلسل «فرصة ثانية» ياش وآرتي، الذي يحكي قصة أثنين كانت لهما حياة سابقة وأطفال، ووسط ظروف متشابكة تنشأ قصة حب بينمها.
أيضا الثنائي خوشي وأرناف في مسلسل «ماذا اسمي هذا الحب»، وتدور قصته حول رجل أعمال مغرور يحب فتاة بسيطة، وكبريائه يمنعه من البوح بحبه لها.
أما الثنائي جيت ومان في مسلسل «جيت»، فيستعرض قصة حب بسيطة بين الفتاة جيت التي تزوجت من رجل يخدعها ويأخذ اموالها ويهرب خارج البلاد، لتواجه المشاكل وحدها وهي حامل في طفله، والطرف الثاني في القصة هو «مان» الشاب الغامض الذي تلتقيه بعد انتقالها لمدينة أخرى، ويحاول مساعدتها في حل مشكلاتها.
ونال المسلسل التاريخي الدرامي «الزوجة العشرون»، شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي، حيث استعرض قصة الحب الشهيرة بين السلطان المغولي جهانكيز ابن جلال الدين وفتاة من العامة حلمت بأن تكون ملكة تدعى نور جيهان.
وحاليا يعرض مسلسل «قدري أنت» ويحكي قصة الزوجان روهان وموسكان، ويستعرض حياتهما المليئة بالحب على مدار 5 سنوات، رغم الخلافات الزوجية المعتادة في مثل هذه العلاقات.
وكانت بداية عرض المسلسلات الهندية في الوطن العربي، سنة 2012 مع قناة «زي ألوان» ومقرها دبي لمالكها رجل الأعمال الهندي سوبهاش تشاندرا، وفي نفس التوقيت تقريبا عرضت قناة mbc، عدد من المسلسلات المدبلجة باللهجة المصرية، واللبنانية، والخليجية. بعدها أقامت قناة خاصة بالدراما والسينما الهندية وأسمتها mbc bollywood في 2013. ولازالت الدراما الهندية تنال متابعة واستحسان من الجمهور العربي، والمصري على وجه الخصوص.
ولم تختصر العلاقة الهندية المصرية على الدراما فقط، بل هناك العديد من الفاعليات الفنية والثقافية المستمرة، التي تقام في القاهرة من قبل السفارة الهندية، وتلقى إقبال كبير من الجمهور المصري، آخرها تلك الفعاليات «مهرجان المأكولات الهندية»، الذي يقام حاليا في إطار احتفالات السفارة بفعاليات «الهند على ضفاف النيل».
ويعد المهرجان بمثابة تظاهرة فنية تقدم أشكالا من الموسيقى، والرقص، والفنون المسرحية والفنون البصرية الهندية، بالإضافة إلى أطباق من المطبخ الهندي، وجلسات لليوجا من أجل صحة أفضل.