السياسة والاقتصاد والأمن.. 3 مسارات تحدد مستقبل ليبيا
منذ انتخاب السلطة الجديدة في ليبيا لم تتوقف التحركات الداخلية والخارجية، بهدف حشد الدعم، وتمهيد الطريق لحصول حكومة الوحدة الوطنية على الثقة.
وفي هذا السياق، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال اتصال هاتفي أجرته مع رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة، أهمية انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وفقا لمتطلبات اتفاق وقف إطلاق النار.
فيما أكد الدبيبة على الدور الإيجابي لألمانيا تجاه ليبيا من خلال قيادة موقف أوروبي موحد، وتبني فكرة مؤتمر برلين لإنهاء الصراع في ليبيا.
وكان الدبيبة قدم، الخميس، تشكيلته الحكومية النهائية مرفقة بالأسماء المقترحة لتولي الحقائب الوزارية إلى هيئة رئاسة مجلس النواب، التزاما بخارطة الطريق المحددة في الاتفاق السياسي.
ومن المقرر أن تستضيف مدينة سرت الإثنين المقبل جلسة منح الثقة لإعطاء حكومة الدبيبة الضوء الأخضر لممارسة مهامها.
ثلاث مسارات تحدد مستقبل ليبيا ولا يستقيم أن ينجح أحدها دون البقية، فالسياسة والأمن والاقتصاد يصب الواحد منها في الآخر.
ووفقا لهذه القاعدة يتحرك المبعوث الأممي إلى ليبيا إيان كوبيش، لكن مهمته أكثر تعقيدا مما يبدو وهو يواجه لاعبين كثر داخليا وآخرين إقليميين ودوليين، وإن كان تفاهم الليبيين يتقدم على غيره في هذه المرحلة.
فسياسيا انتهاء رئيس الحكومة المكلف عبد الحميد الدبيبة من تشكيلته الحكومية لمناقشتها في جلسة البرلمان الإثنين قبل منحها الثقة يؤمن التزاما مبدئيا بخريطة الطريق المحددة في الاتفاق السياسي والتي حددت الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل تاريخا لإجراء الانتخابات.
أمنيا وصول طليعة وحدة مراقبين دوليين لوقف إطلاق النار إلى ليبيا مؤشر إيجابي حيث ستعمل بالتعاون مع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لتقديم الدعم لآلية مراقبة وقف إطلاق النار.
يبقى المسار الاقتصادي معلقا بمدى تقدم مساري السياسة والأمن، وهو ما أكدت عليه مجموعة العمل المنبثقة عن مجموعة المتابعة الدولية المعنية بليبيا.
وفي بيان لها أكدت على أهمية التئام مجلس النواب الليبي في موعده للنظر في تصويت منح الثقة للحكومة.
وشددت مجموعة العمل على أن الوضع الحالي يستدعي تحملا للمسؤولية أمام تحديات كثيرة، على رأسها التصدي لجائحة كورونا، ودفع مرتبات موظفي القطاع العام، والتمويل اللازم لاستمرار عمل المؤسسة الوطنية للنفط، كما حذرت مجموعة العمل من وقوف ليبيا على أبواب أزمة كهرباء بدءاً من أوائل صيف 2021.
موقف مماثل عبرت عنه روسيا، التي تستقبل المبعوث الأممي إيان كوبيش، وخلال لقاء الأخير بوزير الخارجية سيرجي لافروف، أكد الطرفان أهمية عقد مجلس النواب لجلسته في الثامن من مارس لمنح الثقة لحكومة عبدالحميد دبيبة المؤقتة.
وبهذه المواقف يرمي اللاعبون الإقليميون والدوليون الكرة في مرمى الليبيين ويحملونهم مسؤولية إنجاح المساعي الأممية، فهل نجاح الليبيين مرتبط فقط بإرادة داخلية، أم أن تحريك بعض الخيوط خارجيا قد يربك المشهد ويعيده إلى خانته الأولى؟
