صادر الأمن السوداني، اليوم الأربعاء، نسخ خمس صحف مستقلة، بعد طباعتها، أربعة منها لليوم الثاني على التوالي، وهي صحيفة اليوم التالي، وصحيفة الجريدة، وصحيفة التيار، وصحيفة الوطن ، وصحيفة الأيام، والأحد الماضي أغلقت السلطات قناة أم درمان الفضائية، بحجة عدم حصولها على ترخيص، وهو ما كذبه مالكها حسين خوجلي، الذي قال أنهم يعملون بشكل قانوني منذ إنطلاق بثهم قبل 6 سنوات.
وكشف صحفيون سودانيون، أن مصادرة نسخ الصحف الخمس، بعد طباعتها، تمت دون أحكام قضائية، بينما يؤكد المسؤولون الحكوميون، أن القانون يتيح للجهاز تعليق صدور الصحف، في حال نشرها مواد “تضر بالأمن القومي”، لكن حقوقيين يقولون، إن القانون لا يعطيهم هذا الحق.
مصادرات
وكشف رئيس تحرير صحيفة “الجريدة” المستقلة، أشرف عبد العزيز، عدم تلقي إدارة تحرير الصحيفة أي إخطار بأسباب المصادرة، مشيرا إلى أن مصادرة الصحيفة حدثت بعد اكتمال مراحل طباعتها، ولم يستبعد أن تكون تغطية الصحيفة للعصيان المدني الذي نفذ في السودان ودعت إليه المعارضة وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هو السبب.
بينما أكدت سكرتير تحرير صحيفة الأيام، مشاعر رمضان، أن مصادرة عدد اليوم الأربعاء من الصحيفة، قد جرت قبل وصول الصحيفة إلى منافذ البيع بلحظات.
وتتعرض صحف الخرطوم بين الفينة الأخرى لمصادرة أعدادها قبل وصولها إلى منافذ البيع دون أسباب، ما دفع جهات حقوقية إلى المطالبة بوقف هذه الإجراءات.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير أكد خلال مخاطبته لدورة برلمانية سابقة، أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية تجاه الصحف “أمر ضروري لحماية المجتمع”.
الخوف الإيجابي
وكتبت صحيفة الجريدة، في نسختها الإلكترونية اليوم الأربعاء، ردا على تصريح نائب الرئيس السوداني، نعم لقد فشل العصيان المدني بنسبة كبيرة، ربما تجاوزت التسعين في المئة، تزيد أو تنقص باختلاف القطاعات الفئوية، ولا ينبغي للحزب الحاكم وقياداته أن يفرحوا، فقد والله بلغ غليان الشارع غداة تلك القرارات الاقتصادية الكارثية، بما فيها (جليطة) تحرير أسعار الدواء، منتهاه، وما أحجم الناس عن العصيان اقتناعا بأداء الحكومة، وهي تخبط كما العشواء مضيِّقة الخناق على الشعب ومتجاهلة بدائل كثيرة كان من الممكن أن تلجأ إليها بدلاً من تلك القرارات المستفزة، فقد فرحت السلطة لفشل العصيان المدني، لكنه فرحٌ منقوص والله العظيم، فرحت كذلك بذلك الخوف الذي اعترى قيادات الحزب الحاكم والذي جعلهم لأول مرة يشعرون بخطورة تلك الدعوة ويتفاعلون مع غضب الجماهير بصورة إيجابية.
وتلك التراجعات جديدة في سلوك الحكومة، التي اعترفت، ربما لأول مرة، بأخطائها، ذلك التفاعل، بل ذلك الخوف الإيجابي من الحزب الحاكم مفرح لكل من يعمل من أجل نقل هذه البلاد إلى مسار جديد
وأضافت الصحيفة، نائب الرئيس يقول بأن العصيان قد فشل، وبنسبة 90 في المئة، هل يعلم الطيب مصطفى أن الحكومة تقول إنه فشل بنسبة مليون في المئة، وكما أقسم الأستاذ الطيب مصطفى، نقسم أنك لو تعلقت بأستارهم، ما هم بغافرين لك، أو مسامحيك، أنت تحرث في البحر وتريق المداد، انتهى وقت مسك العصا من نصفها، أعد النظر في تجربة العصيان المدني، وأعد تحليلك، ربما تجد ما يعينك على التعرف على نتائجه، إن الخوف في داخلك من افتراض نجاح العصيان، أكثر من فرحك لفشله.
بدء عمليات تفتيش ومراجعة وحصر للعاملين بالدواوين الحكومية
وعلمت صحيفة المجهر السياسي، أن الشؤون الإدارية بالوزارات والمؤسسات السودانية، بدأت عمليات تفتيش ومراجعة للموظفين، بجانب حصر الحضور والغياب للموظفين العاملين بالدواوين الحكومية، توطئة لاتخاذ إجراءات محاسبية في مواجهة المتغيبين عن العمل، لردعهم عن المشاركة في العصيان المدني.
ومن جانب آخر، احتشدت العشرات من النساء في شارع بيت المال بأم درمان بالقرب من منزل الزعيم الأزهري رافعات لافتات تدعو الى إسقاط النظام، وأكدت المشاركات في الوقفة سلمية احتجاجهن، في وقت تدخلت الشرطة واستخدمت القوة في تفريقهن.
واعتقلت قوات الأمن الأسبوع الماضي 4 شخصيات معارضة بارزة، من بينها السياسي المخضرم صادق يوسف، وهو قيادي في أكبر ائتلاف سياسي معارض للرئيس السوداني عمر حسن البشير.
