رغم أن الانتخابات النيابية المقبلة في الأردن، تختلف عن سابقاتها، بحكم القانون الجديد الذي دفع بجميع الأحزاب المعارضة في البلاد إلى المشاركة، بعد أن أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين غير القانونية مشاركته بالانتخابات بـ19 قائمة تحمل اسم التحالف الوطني وتضم شخصيات من الجماعة وتيارات أخرى، فإن أجواء الانتخابات السابقة، تنعكس حاليا على مناخ الانتخابات المقبلة، بعدما ظلت الأحزاب الأردنية حبيسة “صندوق الصوت الواحد” .
واللافت للنظر، أن الدعاية الانتخابية الفردية التي برزت مع بداية عملية الترشح للانتخابات النيابية في الأردن الثلاثاء الماضي، واستمرت حتى الخميس، كشفت أن الأحزاب الأردنية لا تزال حبيسة نظام الصوت الواحد الذي تم استبداله بنظام جديد منذ نحو عام. وغلبت دعاية المرشح الواحد على الدعاية الكاملة للقائمة الانتخابية، حيث عمد الكثير من المرشحين إلى نشر صورهم وبياناتهم الانتخابية دون بقية أعضاء القائمة، رغم أن القانون الجديد للانتخابات المزمع إجراؤها في 20 سبتمبر/ أيلول المقبل يعتمد على القوائم الانتخابية.
ويؤكد رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، خالد الكلالدة، أن نظام الدعاية الفردية يثبت أن أغلبية المرشحين لم يتخلصوا من القانون السابق “الصوت الواحد”، موضحا أن التجربة وفق القانون الجديد ستلغي هذه الظاهرة.. وكشف “الكلالدة” أن عدد القوائم التي ترشحت بلغت 230 قائمة تضم 1293 مرشحا منهم 1035 ذكورا و258 إناثا”، وأن الهيئة بصدد دراسة القوائم الانتخابية، للإعلان عن القوائم المقبولة والمرفوضة بداية الأسبوع المقبل، دون تحديد يوم بعينه.
ويذكر أن قانون “الصوت الواحد” المثير للجدل الذي تم الاستغناء عنه، كان يقوم على انتخاب مرشح واحد عن كل دائرة على أن تقسم البلاد إلى دوائر بعدد أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) بحيث يكون عدد ناخبي الدوائر متساويا. ولطالما كان هذا القانون محل رفض من قبل القوى السياسية الأردنية، حتى أن بعضها قاطع الدورات الانتخابية الأخيرة للضغط من أجل إلغائه.. وتم إلغاء قانون الصوت الواحد، واعتماد قانون جديد لانتخابات البرلمان، في شهر اغسطس / آب من العام الماضي، يتقلص بموجبه عدد أعضاء مجلس النواب إلى (130) بدلا من (150) وبموجب القانون الجديد، أصبح بإمكان الناخب الإدلاء بأصوات مساوية لعدد المقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية.
وفي توضيحة لظاهرة مناخ “الصوت الواحد” يرى الكاتب الصحفي الأردني، المختص في شؤون البرلمان، وائل جرايشة، أن عقلية “الصوت الواحد” لا تزال تسيطر على المرشحين خاصة وأن العديد منهم خاض انتخابات سابقة جرت على أساس هذا النظام، وليس على نظام العمل الجماعي بأساس القوائم التي تجرى عليها الانتخابات النيابية الآن، وأن تغيير هذه العقلية التي تسيطر على الكثير من المرشحين أمر ليس سهلا، ولهذا الأمر تجد الكثير من المرشحين يتصدرون القائمة على حساب زملائهم داخلها.
ويؤكد ” الجرايشة”، أن عودة هذه الظاهرة، ترتبط بتصدر الشخصيات العامة والنواب السابقين للقوائم، لجلب الأصوات وتعريف الناس بالقائمة وأعضائها، أي أن المصلحة الفردية وجلب الأصوات الشخصية هما الهدفان الأساسيان للكثير من المرشحين.. من هنا يبدو أن الأحزاب وكأنها ما زالت حبيسة ” الصوت الواحد”.