الصين تعرض التوسط لحل مشاكل القرن الإفريقي
عرض أول مبعوث خاص للصين إلى القرن الأفريقي، اليوم الإثنين، التوسط في النزاعات في المنطقة حيث تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها وحماية استثماراتها من الصراعات.
وقال شيويه بينغ في مؤتمر سلام تقوده الصين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ”أنا على استعداد لتقديم جهود وساطة للتسوية السلمية للنزاعات على أساس إرادة دول هذه المنطقة”.
وترتكز منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية على إثيوبيا، التي هزتها مؤخرًا الحرب التي انتشرت من منطقة تيجراي الشمالية. قال رئيس الوزراء أبي أحمد الأسبوع الماضي إن الحكومة لا تريد الحرب بعد الآن. ونفى تقارير عن إجراء مفاوضات مع زعماء تيجراي المنافسين لكنه قال إن لجنة حكومية ستقدم قريبا خارطة طريق بشأن هذه القضية.
ولم يرد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليغيسي تولو على الفور، اليوم الإثنين، عندما سئل عما إذا كانت الحكومة ستقبل عرض الوساطة الصيني. وواصلت جهود الوساطة الأخرى في الأشهر الأخيرة من قبل الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة وكينيا.
حضر مؤتمر السلام الذي تقوده الصين وزراء خارجية ونواب من السودان والصومال وجنوب السودان وكينيا وأوغندا وجيبوتي. ومن الجدير بالذكر أن إريتريا، التي انضمت إلى القوات الإثيوبية في نزاع تيغراي، كانت غائبة بشكل ملحوظ، وكانت من بين الدول الأفريقية التي زارها وزير الخارجية الصيني في أوائل هذا العام. ولم يرد وزير الإعلام الإريتري على الفور عندما سئل عن الغياب.
وتشمل مصالح الصين في القرن الأفريقي أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي، واستثمارات للنفط في السودان وجنوب السودان والتصنيع في إثيوبيا ومجموعة من مشاريع البنية التحتية.
وأشار المبعوث الصيني في خطابه إلى ”قضايا العرق والدين والحدود المعقدة والمتشابكة” في المنطقة، وأشار إلى أنه يمكن أن يكون ”من الصعب التعامل معها، حيث يعود العديد منها إلى الحقبة الاستعمارية”. وأكدت الصين، مثل روسيا، افتقارها للأنشطة الاستعمارية في إفريقيا على عكس العديد من الدول الأوروبية.
وقال رضوان حسين مستشار الأمن القومي الإثيوبي في المؤتمر: ”دعونا نتحمل نصيبنا من المسؤولية عن فشل (السلام الإقليمي) ونلتزم بأخذ مصير منطقتنا بأيدينا”، مشيرًا إلى الاهتمام بتجنب ” التدخل الخارجي غير المبرر والضغط غير المبرر”، وكان هذا هو موضوع رد إثيوبيا على انتقادات البعض في الغرب بشأن صراع تيغراي، كما كانت إثيوبيا على خلاف مع السودان المجاور بشأن الأراضي المتنازع عليها وبناء أديس أبابا لسد ضخم ومثير للجدل في النيل الأزرق سيكون أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
