الصين وأمريكا.. الزيارات لا تتم صدفة
ليس من قبيل الصدفة أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ المدينة التي انطلق منها الجيش الأحمر الصيني في مسيرته نحو الشمال في الثلاثينيات من القرن الماضي.
ووفقا لما أوردته وكالة شينخوا الصينية للأنباء، فإن جولة شي، تتضمن زيارة إلى “جيل الميج”، وهي مؤسسة كبيرة تعالج معادن الأرض النادرة. وتعد الصين البلد الذي يتم فيه استخراج معظم هذه العناصر في العالم، فوفقا لصحيفة South China Morning Post ، تبلغ حصة الصين 90 ٪ من الإنتاج العالمي.
أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني برفقة رجله المفضل في المحادثات التجارية مع أمريكا، أثارت أسئلة حول دلالاتها، إذ زار الرئيس الصيني مصنعا غامضا، لم يكتسب شهرة من قبل.
وأثارت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى “جيل الميج”ـ حيث تتم معالجة خير معادن الأرض، شبح احتمال أن تتمكن بلاده من قطع إمدادات المواد الضرورية التي تحتاج إليها قطاعات ضخمة من الاقتصاد الأمريكي، مما يؤكد المخاوف المتزايدة من أن التكامل الاقتصادي واسع النطاق كلما ازدهر أصبح سلاحا جيوسياسيا.
ومن أبرز المعادن الاستراتيجية التي تنتج في الصين “السكانديوم- الإتريوم- اللانثانوم- السيريوم- البراسيوديميوم- النيوديميوم- البروميثيوم- الساماريوم- اليوروبيوم- الغادولينيوم- التيربيوم- الديسبروسيوم- الهولميوم- الإربيوم- الثوليوم- الإتيربيوم- واللوتيتيوم”. وأصبحت أداة جديدة الآن بيد الصين في الحرب التجارية ضد الولايات المتحدة.
وتستخلص هذه المعادن من صخور تستخرج من المناجم الضخمة، وبدونها ما كان يمكن للكمبيوترات المحمولة وأجهزة آي بود والشاشات التلفزيونية المسطحة أن تصل إلى حجمها المضغوط الذي نعرفه اليوم.
لكن الأمر لا يقتصر على الأجهزة الذكية فقط، فالمعادن النادرة تعتبر عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه في صناعة المغناطيسات القوية التي تمثل العنصر الأهم في ثورة الطاقة النظيفة، سواءً في مولدات طواحين الهواء أو في محركات السيارات الكهربائية.
هذه العناصر تضع العالم الآن أمام مشكلة عويصة، فالصين تنتج غالبية تلك الفلزات الأرضية النادرة، وقد بدأت أخيراً بتقليص حجم صادراتها. وهذه أنباء تبعث على القلق بالتأكيد، فلقد نبهت الحكومات الغربية وصناعة التكنولوجيا إلى حقيقة أن دولة واحدة تحكم قبضتها على إمدادات هذه المعادن الحيوية، وهناك ضرورة للعمل سريعاً لتدارك هذا الواقع الخطير.
من جانب آخر قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة العاصمة اليايانية طوكيو، يدعو إلى استثمار ياباني أكبر في بلاده، وقال لكبار مديري الشركات اليابانية إنه لم يكن هناك قط وقت أنسب للاستثمار في الولايات المتحدة من الوقت الحالي.
