“خلية الظواهري” أسدل الستار اليوم عليها بعد أعوام عاشتها في أروقة المحاكم، وقضت محكمة النقض– أعلى محكمة مصرية- اليوم الإثنين بتأييد براءة زعيم الخلية محمد الظواهري، شقيق الأصغر قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في حين حكم على عدد من أعضاء الخلية بتهم متفاوته بين السجن المؤبد 25 عاما و السجن المشدد 15 عاما.
الظواهري سليل واحدة من أكبر العائلات المصرية التي جمعت بين العلم والدين، بين دفتي حياته الكثير من السطور والقصص التى تحتاج لكشف اللثام عنها، لاسيما مع الزخم الإعلامي الذي سايره في الكثير من محطاته، فالبعض يعزوه إلى كونه شقيق زعيم تنظيم القاعدة، في الوقت الذي يرى فيه أخرون أنه صنعه بنفسه وباسمه، خصوصا عقب ظهوره المكثف بعد ثورة 25 يناير ومحاولته إحياء تنظيم الجهاد و جمع شتات التنظيم الذي تفرق بعد خروجهم من السجن لسنوات طويله وعقب وثيقة ترشيد الجهاد التي صدرت من السيد أمام أحد قادة التنظيم والذي تصدى لها الظواهري وصنعت خصومة كبيرة بينه و بين إمام.
محمد محمد ربيع الظواهري هو الشقيق الصغير لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ولد محمد الظواهري المكنى بأبي أيمن المصري، في مارس/ آزار عام 1953 م في مستشفى الدكتور مجدي بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة، وله من الأشقاء أيمن وأخته التوأم أمنية وكلاهما تخرج من كلية الطب، ثم هبة أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام، ثم حسين خريج كلية الهندسة.
جده لأبيه الشيخ محمد الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر عام 1929، ووالده الدكتور محمد ربيع الظواهري كان أستاذًا لعلم الأدوية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، وعمه الدكتور محمد الشافعي الظواهري أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة ورئيس اتحاد أطباء الجلد العرب.
أسرته من ناحية والدته لا تقل مكانة عن أسرة أبيه، فوالدته السيدة أميمة عزام إبنة عبد الرحمن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية وجده لأمه هو الأديب عبد الوهاب عزام أستاذ الآداب الشرقية وعميد كلية الآداب ورئيس جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام1974، وخاله المحامي محفوظ عزام رئيس حزب العمل المنحل.
انضم وهو ما زال طالباً في كلية الهندسة إلى جماعة الجهاد وتخرج في كلية الهندسة قسم عمارة عام 1974 واتهم في قضية الجهاد عام 1981، سافر خارج البلاد وعمل في منظمة الإغاثة الإسلامية في السعودية و التي مكنته من السفر إلي أفغانستان عدة مراتٍ لأفغانستان للمشاركة في المعارك ضد السوفيت.
تلقى بعض علومه الشرعية على يد عدد من الشيوخ منهم الشيخ عبد المحسن العباد رئيس الجامعة الإسلامية سابقاً والشيخ سفر الحوالي أستاذ العقيدة بالمملكة العربية السعودية والذي درس معه شرح العقيدة الطحاوية، والشيخ خربوش الإمام بالحرم النبوي والذي كان يدرس سنن أبي داود بسند متصل في حلقته بالمسجد النبوي بعد صلاة الفجر، والشيخ محمد أمين الهرري الأثيوبي.
حاول الأمن السعودي القبض عليه في عام 1993 ولم تنجح وساطة بعض الأمراء ثم خرج من السعودية دون اعتقال، وحكم عليه بالإعدام في قضية العائدين من ألبانيا إلى أن ألقي القبض عليهخارج مصر ، وتم عودته، لتتم إعادة محاكمته.
وأفرج عن الظواهري في يوم الخميس 17 مارس/ آذار عام 2011 بعد الثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم حسني مبارك، وبعد خروجه بـ72 ساعة في يوم السبت حوالي الساعة 11 مساءً بتاريخ 19 مارس 2011 تم أعتقاله مرة أخرى.
أعيد اعتقاله واقتياده إلى مكان مجهول، وبعد يومين أعلن الأمن المصري، بأن محمد الظواهري محكم عليه بالإعدام في القضية رقم 8 لسنة 1998 والمعروفة إعلامياً بقضية “العائدون من ألبانيا” وكان محمد الظواهري في عداد 8 أشخاص صدر ضدهم أحكام بالإعدام في نفس القضية ضمن 107 متهمين صدرت أحكام بالسجن لمدد مختلفة لعدد 50 منهم والباقون صدرت لهم أحكام بالبراءة.
أفرج عنه بعد ذلك بعد براءته من هذه القضية، وحاول خلال تلك الفترة تجميع شتات تنظيم الجهاد، وعقد عدد من الندوات وإبداء الرأي في العديد من القضايا بصفته ممثلا عن تنظيم الجهاد، إلي ان تم اعتقالة مرة اخري أثناء عودته لمنزلة بالمعادي عام2013، عقب ثورة 30 يونيو ، أثناء اعتصام رابعة. ووجهت له تهمة تكوين خلية تسعي لنشر الفوضى في البلاد و هي ما عرفت باسم خلية الظواهري، ولكن القضاء المصرى براء الظواهري من هذه التهم.
