نجح مهندس زراعي فلسطيني في إدخال أنواع جديدة من نباتات الزينة والورود، بعد 8 سنوات من العمل في هذا المجال، فليس من السهل إنتاج أنواع من الورود والأزهار في منطقة مهددة من قبل الاحتلال وقلة المياه.
وأكد المهندس مؤمن عمرو، أن المنتج الفلسطيني قادر على المنافسة، بالرغم من وجود تحديات عديدة، قائلا: “منذ عام 2012 بدأنا بتجربة زراعة الورد الجوري وزرعنا 2000 شتلة، وبأقل الإمكانيات التي تتوفر، وخضنا هذه التجربة الفريدة والصعبة، كون هذه المنطقة تصنف في إطار مناطق C المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.
ومناطق C هي المناطق التي تحوي متسعا لإمكانيات التطوير الحضري والزراعي والاقتصادي للضفة الغربية، وتستغل إسرائيل سيطرتها التامة هناك في مجال التخطيط والبناء لتمنع الفلسطينيين منعا شبه تام من البناء في مناطق C.
عراقيل إسرائيلية
وأكثر شيء يخشاه المهندس عمرو، وفق ما قال لقناة “الغد”، هو مصادرة وهدم مشتله الزراعي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتعمد وضع العراقيل أمام الإنتاج الزراعي الفلسطيني، وكذلك جائحة فيروس كورونا التي تحد من قدرة التسويق لمثل هذه الأزهار.
وأوضح المهندس عمرو، أنه رغم كل هذه الصعاب نجح في إنتاج وإدخال أنواع جديدة من نباتات الزينة والورود تزرع للمرة الأولى في فلسطين، مثل زهرة الثلج وأزهار أخرى، قائلا: “منذ العام 2018 نجحنا في إدخال أصناف جديدة لأول مرة فى فسطين مثل أزهار الثلج، وهى شجرة للزينة وأصلها من أمريكا الشمالية”.
متابعا حديثه، وكذلك نزرع زهرة الجربيرا والتي تعد من أجمل زهور الزينة والتنسيقات وهي محببة للجميع كونها تزرع في البيوت الزجاجية والبلاستيكية وتتعدد أنواع الجربيرا وألوانها بشكل لا يوصف ليصل العدد إلى آلاف الأنواع، تتدرج ألوانها من الأبيض إلى الأحمر والأصفر والزهري”.
ولفت المهندس عمرو من مدينة دورا جنوب مدينة الخليل في الضفة الغرية المحتلة، إلى أن الكثير من هذه الأزهار تستخدم في تنسيق بوكيهات الورود التي تستخدم للمناسبات ويوجد عليها اقبال كثير من قبل محبيها نظرا لجمالها ورائحتها التي تجد القبول لدى محبيها.
دعم المشاريع الريادية
هذا المشروع الريادي الدعم من قبل الجهات والمؤسسات الزراعية فى فلسطين، خاصة أن المزراعين في فلسطين والريادين بحاجة لحاضنة من أجل الإستثمار في مشروعاتهم التى تساهم في القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل.
وتعد زراعة الورود امرا نادرا في الضفة الغربية المحتلة، وأوضحت الإغاثة الزراعية أن هناك فقط ثلاث مزارع، بمساحة لا تتجاوز السبع دونمات (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، في طولكرم وطمون و الخليل في الضفة الغربية ، وتحتاج السوق الفلسطينية إلى زراعة نحو مئة دونم، أو ما يعادل 4 ملايين وردة سنويا، من أجل تلبية احتياجات الفلسطينيين.
وأوضحت الإغاثة الزراعية، أن ما يتم إنتاجه في الوقت الحالي يصل من 200-300 ألف وردة، والباقي تم استيراده من إسرائيل، و بعض أنواع الورود تصل تكلفة الدونم الواحد منها لـ30 – 50 ألف شيكل (الدولار يعادل 3.4 شيكل)، ومنها ما يستمر لسنتين أو سنة واحدة، ومنها ما يستمر لثلاثة شهور فقط، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على كاهل المزارع.
مصادرة الأراضي
ومناطق C هي المناطق التي تحوي متسعا لإمكانيات التطوير الحضري والزراعي والاقتصادي للضفة الغربية، وتستغل إسرائيل سيطرتها التامة هناك في مجال التخطيط والبناء لتمنع الفلسطينيين منعا شبه تام من البناء في مناطق C.
ونجد أن ما يقارب 60% من مناطقC أي نحو 36% من مجمل مساحة الضفة الغربية – تفرض إسرائيل هذا المنع بواسطة تعريف مساحات شاسعة كـ”أراضي دولة” و”أراضي مسح” و”مناطق إطلاق نار” و”محميات طبيعية” و”حدائق وطنية” وذلك عبر ضمها إلى مسطحات نفوذ المستوطنات والمجالس الإقليمية أو عبر القيود والتضييقات السارية على الأراضي التي احتجزتها إسرائيل بين جدار الفصل والخط الأخضر.
وحتى في الـ40% المتبقية من مناطق C تطبق إسرائيل سياسة تمنع البناء الفلسطيني منعًا شبه تام إما عن طريق الرفض الكلّي تقريبًا لجميع طلبات استصدار رخص البناء من أي نوع كان.
