بدأت في تونس أشغال القمة الفرنكفونية التي تنعقد هذه المرة في جزيرة جربة غرب البلاد، وحضر كل من الرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس الفرنسي ايمانول ماكرون و رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في الجلسات الأولى لهذه القمة التي ستتناول عدة قضايا إقليمية ثقافية واقتصادية وسياسية تتعلق بالشباب خاصة غير ان العنوان الاقتصادي بات الاكثر هيمنة على فعاليات هذه القمة .
وتأتي القمة الفرنكفونية في جزيرة جربة التونسية بعد سنتين من التأجيل بحضور لافت لعدد من الرؤساء، فهي قمة تطرح عدة قضايا ترتبط بالفضاء الفرنكفوني وادماج الشباب في الرقمنة وتثمين تراث اللغة الفرنسية.
غير أن عدة عناوين أخرى طغت على هذه القمة حيث طرح المشاركون ملف التعاون السياسي و الاقتصادي في ظل الظرف الخاص الذي تمر به دول العالم منذ بدء الصراع الاكراني الروسي وتداعيات جائحة كورونا.
مراقبون اعتبروا ان استفادة تونس من انعقاد هذه القمة في جزيرة جربة سيكون كبيرا بالنظر إلى حاجة السلطة التونسية لدعم دولي للمسار السياسي الجديد كما ستمكنها هذه القمة من كسب الاستثمارات والشراكات الاقتصادية في القطاعين السياحي والثقافي.
نحو ثلاثين رئيسا ومسؤولا حكوميا يشاركون في القمة الفرنكفونية التي قد تخرج بها تونس بدعم دولي اوروبي وافريقي لمسارها السياسي الجديد كما قد تجد فرصا لمساعدتها اقتصاديا.
ومن باريس أكد الدكتور حسان القبي أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية جامعة باريس، أن القمة المنعقدة في تونس هي قمة مصالحة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع قارة أفريقيا.
وأوضح القبي، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاريبية، أن فرنسا تحتاج إلى توطيد نفوذها مرة أخرى في دول إفريقيا بعد الانسحاب من مالي في الفترة الأخيرة.
ومن جزيرة جربة بتونس أكد محمد صالح مجيد الكاتب والباحث في العلوم السياسية، أن القمة هدفها خلق منطقة مشتركة من التبادل الثقافي والتجاري بين دول القمة.
وأوضح مجيد، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن المنتدى سيناقش لأول مرة إمكانية تحقيق فضاء حر للتبادل الرقمي بين الدول الأعضاء.
