احتل أبو عمر الشيشاني مكانة قوية في تنظيم «داعش» منذ إعلان تأسيسه، وهو القائد العام للمجلس العسكري للتنظيم والمتحكم الأكبر في تدفق المقاتلين الأجانب إلى صفوفه، وبحسب الأنباء الواردة حوله فإن موقع تواجده في الوقت الراهن هو العراق.
يعتبر الشيشاني قائدا عسكريا عاما للتنظيم ومؤسس ما يعرف بـ «الكتيبة الحمراء» التي تضم مئات من مقاتلين شيشان وقوقاز يتميزون بلحاهم ذات اللون الأحمر أو البرتقالي.
وبحسب عدي الخدران القيادي في ميليشيا الحشد الشعبي الموالية للجيش العراقي، فإن «الكتيبة الحمراء» أكبر وأقوى كتائب تنظيم «داعش» في العراق دخلت لساحة القتال محافظة صلاح الدين، في الوقت الذي يعد فيه الجيش مدعوما بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمعركة مصيرية من أجل استعادة الموصل، معقل التنظيم في العراق.
وتجري الاستعدادات والتدريبات لخوض معركة الموصل في قواعد عسكرية في إقليم كردستان العراق ومعسكر سبايكر الذي كان قاعدة للقوات الأمريكية إبان غزو العراق، وبحسب مسؤولين عراقيين وأمريكيين فإن قوات أجنبية ستشارك في المعركة البرية لتحرير الموصل.
وقال الخدران إن «داعش» يحاول تعويض خسائره بعد استعادة الجيش العراقي لسيطرته على الرمادي مركز محافظة الأنبار أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرا إلى أن مقاتلي الحشد الشعبي لاحظوا دخول «الكتيبة الحمراء» في معارك على حدود مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين جنوب الموصل.
وأضاف الخدران في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية اليوم، الاثنين، أن التنظيم يسعى لتحقيق انتصار معنوي في معارك صلاح الدين من خلال الزج بأقوى كتائبه في المعركة بعد خسائره في الرمادي وسنجار.
ويشن الجيش العراقي معارك واسعة في الأنبار لتطهير المحافظة من فلول مقاتلي التنظيم الذين انتشروا في أنحائها منذ طردهم من الرمادي أواخر الشهر الماضي، بينما استعادت قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، السيطرة على جبل سنجار الذي يعتبر طريقا استراتيجيا لإمدادات «داعش» بين سوريا والعراق.
ونقلت وسائل الإعلام العراقية عن مصادر بالحشد الشعبي معلومات مؤكدة تفيد بمشاركة واسعة للمقاتلين الشيشان والقوقاز في معارك مرتقبة لتحرير الأجزاء الشمالية من محافظة صلاح الدين، فقد تعهد رئيس الوزراء العراقي بأن 2016 سيكون عام تحرير الموصل من قبضة «داعش»، وتعتبر تكريت إحدى المدن الاستراتيجية التي خسرها التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويعتبر «أبو عمر الشيشاني» مرشحا قويا لخلافة البغدادي في زعامة التنظيم، واسمه الحقيقي طرخان تيمور باتيرشفيلي، وكان أحد قادة الجيش الجورجي في ثمانينيات القرن الماضي إبان سقوط الاتحاد السوفييتي، وتطوع في الجيش خلال العقد الأول من الألفية، إلا أنه سرّح من الجيش لإصابته بوباء السل عام 2010، واعتقل لحيازته سلاحا دون ترخيص وأفرج عنه بعد 16 أشهر لتدهور حالته الصحية.
انتقل إلى اسطنبول ومنها إلى سوريا عام 2012 حيث أسس «جيش المهاجرين والأنصار» بريف حلب مشكلة من أكثر من 2000 مقاتل شيشاني وقوقازي، وسرعان ما بايع البغدادي خليفة «داعش» ليعين قائدا للقطاع الشمالي أوائل 2013، ومنها ليكون ثاني أخطر المطلوبين في التنظيم بين العراق وسوريا.
وأشارت مصادر إعلامية روسية وعراقية إلى أن تعداد المقاتلين القوقاز والشيشان في صفوف تنظيم «داعش» تخطى حاجز 10 آلاف مقاتل بينهم 3000 في سوريا ونحو 2000 روسي، إلا أن تضاربا في الأعداد لا يسمح بالوقوف تحديدا على تعداد هؤلاء في صفوف التنظيم في أي من البلدين.
وتشير إحصائيات رسمية إلى أن أعداد الروس في التنظيمات الإرهابية في سوريا يصل إلى 2000 بينهم 1800 «داعشي»، ولفت مراسلون ميدانيون أجانب إلى أن القوقاز والشيشان يشكلون العمود الفقري لقوات النخبة التابعة للتنظيم أو ما يطلق عليه «الكتيبة الحمراء» بينها: جيش دابق وجيش العُسرة، وتشكل كل كتيبة من عدد يتراوح بين 300 إلى 350 مقاتلا.
وكما كان الشيشاني مسؤول تهريب المقاتلين سرا من جورجيا إلى روسيا عبر أنفاق قبيل تسريحه من الجيش الجورجي، أسس كتائب النخبة في «داعش» التي أصبحت أقوى خلايا المقاتلين الأجانب المسؤولة عن تأمين الإمدادات والانتقال بين سوريا والعراق.
