«الكمامات».. سلاح بريطانيا في مواجهة السيناريو الأسوأ لكورونا
تتجه الحكومة البريطانية لفرض استخدام الكمامات في الأماكن العامة، وذلك عقب تحذير خبراء في مجال الصحة بأن البلاد قد تواجه في الشتاء القادم موجة ثانية من فيروس كورونا ستكون أشد فتكا، وقد تحصد أرواح ما يصل إلى 120 ألف شخص على مدى تسعة أشهر في أسوأ التصورات.
وأكدت صحيفة تليجراف، يوم الثلاثاء، إن بريطانيا قد توصي قريبا بوضع كمامات في كل الأماكن العامة بما في ذلك المكاتب ومواقع العمل الأخرى.
وأضافت أن مسؤولين بدأوا محادثات خاصة مع جماعات تمثل جهات العمل الرئيسية مع إعداد الوزراء “خارطة طريق” لتفادي حدوث موجة ثانية من كوفيد-19، وذلك خلافا لما قاله وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بإن الحكومة لن توصي الموظفين في المكاتب بوضع الكمامات أثناء نوبات العمل.
جونسون وقواعد أشد صرامة
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه قد تكون هناك حاجة لتطبيق قواعد أشد صرامة بشأن وضع الكمامات، مشيرا إلى أنه يرغب في رؤية مزيد من الالتزام باستخدامها في المتاجر في إنجلترا، خاصة وأنها اختيارية على عكس اسكتلندا.
وأضاف جونسون، في جلسة تلقى فيها أسئلة الجمهور: “أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر صرامة في التشديد على استخدام الناس كمامات في الأماكن الضيقة حيث يلتقون بأشخاص لا يقابلونهم عادةً”.
السيناريو الأسوأ
وكان خبراء في مجال الصحة قد حذروا، أمس في تقرير لأكاديمية العلوم الطبية البريطانية ، من أن بريطانيا قد تواجه في الشتاء القادم موجة ثانية من مرض كوفيد-19 ستكون أشد فتكا وقد تحصد أرواح ما يصل إلى 120 ألف شخص على مدى تسعة أشهر في أسوأ التصورات.
وقال ستيفن هولجيت وهو أستاذ جامعي، شارك في إعداد التقرير، إنه مع احتمال انتشار كورونا في الشتاء حيث يقضي الناس وقتا أطول معا في أماكن مغلقة، فإن موجة ثانية من الجائحة قد تكون أشد خطورة من الموجة التي نشهدها حاليا.
وأضاف: “هذا ليس تنبؤا ولكنه احتمال.. الوفيات قد تكون أعلى مع ظهور موجة جديدة من كوفيد-19 هذا الشتاء ولكن يمكن الحد من خطر حدوث ذلك إذا اتخذنا إجراء على الفور”.
وبلغ العدد الحالي للوفيات بمرض كوفيد-19 في المملكة المتحدة نحو 45 ألفا وهو الأعلى في أوروبا. وأفاد إحصاء لرويترز بناء على مصادر رسمية للبيانات أن أكثر من 55 ألف شخص في المجمل توفوا ويشمل ذلك الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض.
وقالت أكاديمية العلوم الطبية إن هناك “درجة كبيرة من عدم اليقين” حول الكيفية التي سيتطور بها وباء كوفيد-19 لكنها حددت “التصور الأسوأ العقلاني” حيث سيرتفع عدد تكاثر الإصابات أو إعادة انتاج الفيروس والذي يرمز له بالحرف الإنجليزي (آر) إلى 1.7 بداية من سبتمبر 2020 فصاعدا.
وقالت آن جونسون نائبة رئيس الأكاديمية إن موسما سيئا لإنفلونزا الشتاء إلى جانب تراكم عدد كبير من المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى وحالات مزمنة سيزيد من الضغط الكبير على الخدمات الصحية مما يؤكد الحاجة إلى الاستعداد الآن.
وأضافت: “كوفيد-19 لم يذهب.. نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لنظل أصحاء هذا الشتاء”.
أعداد الضحايا تتزايد
وبلغت حصيلة ضحايا مرض كوفيد-19 في بريطانيا أمس، 55873 حالة تشمل حالات الاشتباه في الإصابة وفقا لحسابات رويترز المستندة إلى بيانات من مصادر حكومية، مما يلقي الضوء على أن الدولة من أكثر الدول تضررا بفيروس كورونا المستجد.
ويشمل إحصاء رويترز حالات الوفاة الوارد في شهادات وفاة أصحابها أن سبب الوفاة يرجع للإصابة بمرض كوفيد-19 وذلك في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية حتى الثالث من يوليو تموز وحتى الخامس من يوليو تموز على الترتيب كما يشمل الوفيات الأحدث بالمستشفيات.
وبلغت الحصيلة اليومية التي أعلنتها الحكومة، ولا تشمل سوى الوفيات بعد تأكد الإصابة بالفيروس، 44830 حالة.
