ضربت غارات للحكومة السورية مناطق خاضعة للمعارضة بالقرب من العاصمة دمشق ومدينة حلب، أكبر مدن البلاد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، اليوم السبت، في حين أطلقت المعارضة قذائف هاون على دمشق، في أمر نادر الحدوث منذ دخول وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ في أواخر فبراير / شباط.
وحذر مسؤولون غربيون، من ضمنهم مبعوث الأمم المتحدة الذي يقود المفاوضات مع الفصائل السورية المتحاربة، من أن وقف اطلاق النار يواجه خطر الانهيار التام نتيجة تصاعد العنف وانسحاب جماعة المعارضة المدعومة من السعودية من المحادثات يوم الاثنين.
وتتهم المعارضة الحكومة بتقويض المحادثات من خلال الهجمات الجارية، في حين تقول الحكومة إنها تستهدف فقط الجماعات الإرهابية التي لم تدخل ضمن إطار وقف اطلاق النار.
وقال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، إن المحادثات سوف تستمر حتى يوم الأربعاء كما كان مقررا، لكنه قال إن الجانبين مستقطبان للغاية، ما يلقي ظلالا من الشك حول القدرة على إنقاذ المحادثات الرامية إلى إيجاد حل سياسي للصراع المستمر منذ خمس سنوات.
ويبدو أن العنف الذي جرى اليوم السبت، يؤدي فقط إلى تصلب موقف المعارضة. وعبر أنس العبدة، زعيم الائتلاف السوري المعارض الذي يتخذ من تركيا مقرا له والممثل في محادثات جنيف، عن أسفه من ترهل المجتمع الدولي في الرد على ما وصفها بـ«المذابح التي ترتكب ضد المدنيين»، وذلك ردا على العنف في حلب.
وقتلت الغارات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب ما لا يقل عن 12 شخصا، من بينهم أطفال، عندما استهدفت منطقة سكنية وسوقا في حي طريق الباب بالمدينة المتنازع عليها، حسبما قال مركز حلب الإعلامي الذي يديره نشطاء.
ونشرت صور الدمار على صفحة مركز حلب الإعلامي بموقع فيس بوك والمواقع الأخرى، حيث أظهرت مبان مدمرة وفرق الانقاذ تنقل مدنيين من تحت الأنقاض ومن الطوابق العليا للمباني المدمرة، ومن ضمنهم نساء وأطفال مصابون بالرعب.
قبل ذلك بيوم، قتل ما لا يقل عن 18 شخصا في غارات جوية على العديد من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، في أمر وصفه النشطاء بأنه أشد حملة من الغارات الجوية منذ بدء وقف اطلاق النار.
وحاصرت القوات الحكومية المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من كافة الجوانب باستثناء ممر قادم من الحافة الشمالية الغربية من المدينة، وقالت جماعات المعارضة إن ورود تقارير عن هجوم جديد للحكومة على معاقلهم في المدينة قد يقوض محادثات السلام.
وبالقرب من العاصمة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، والمركز الصحفي السوري الذي يديره نشطاء المعارضة إن القصف الحكومي على معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، إحدى ضواحي دمشق، أسفر اليوم السبت عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا، من ضمنهم ثلاث نساء وطفلان.
وعادت قذائف الهاون لتسقط في العاصمة، التي شهدت فترة هدوء نسبي خلال وقف اطلاق النار على الرغم من العنف في أماكن أخرى.
في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية السورية إن قذائف الهاون التي أطلقتها المعارضة سقطت على اثنين من أحياء العاصمة دمشق، من ضمنها قذيفة سقطت على بعد عدة مئات من الأمتار من السفارة الروسية.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن طفلا قتل جراء قصف المعارضة خارج دمشق.
