المظاهرات تشتعل في إسرائيل.. واتهامات لإدارة بايدن بتأجيج الاحتجاجات
شارك آلاف الإسرائيليين في تظاهرات حاشدة بعدد من المدن والبلدات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، احتجاجا على مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع قانون يقلص ذريعة “عدم المعقولية”، وسط اتهامات للحكومة بإضعاف الجهاز القضائي، وتقويض صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية.
وقال بني غانتس رئيس حزب معسكر الدولة، وأحد قادة المعارضة إن الإسرائيليين سيخرجون، اليوم الثلاثاء، للتظاهر ضد «انقلاب النظام الذي نفذه الائتلاف الحكومي بما يهدد الديمقراطية في إسرائيل».
فيما اتهم وزير الثقافة الإسرائيلي عميحاي شيكلي، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتأجيج الاحتجاجات التي وصفها بالفوضى.
وقال وفق ما نقلت (القناة 12) العبرية، إن التعليقات التي أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، وانتقدت الحكومة بشأن برنامج الإصلاح القضائي، كانت بالتنسيق مع زعيم المعارضة يائير لابيد ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك. مضيفاً: «في كل مرة يريدون فيها إشعال النيران.. يظهر فجأة تعليق من قبل الرئيس الأميركي».
وتابع «هذه التعليقات مدفوعة من قبل لابيد وباراك (…) هناك قدر معين من التنسيق بين أبناء بايدن ولابيد وإيهود باراك خاصة في التوقيت».
قانون مثير للجدل
وكان الكنيست الإسرائيلي صادق ليلة أمس، بالقراءة الأولى على مشروع القانون الذي يحد من بعض سلطات المحكمة العليا، ضمن تعديلات قضائية مقترحة دفع بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وتمت المصادقة على النص في قراءة أولى على ثقة (64 صوتاً) من أعضاء الكنيست، وهو عدد نواب الائتلاف الحكومي، مقابل (56 صوتاً) من المعارضة ضد النص الذي يرمي لإلغاء إمكانية أن يفصل القضاء في “مدى معقولية” قرارات الحكومة.
ويهدف مشروع القانون الجديد إلى الحد من سلطات المحكمة العليا في إبطال القرارات التي تتخذها الحكومة والوزراء والمسؤولون المنتخبون في إسرائيل.
وأشعلت خطة إدخال تعديلات على قوانين السلطة القضائية وإضعاف الجهاز القضائي، التي طرحها ائتلاف الأحزاب القومية والدينية وحزب الليكود برئاسة نتنياهو، احتجاجات لم يسبق لها مثيل عندما أدخلت إسرائيل في أزمة سياسية كبيرة، واشعلت تظاهرات امتدت لأكثر من 27 أسبوعاً على التوالي .
تظاهرات حاشدة
وعمت التظاهرات الحاشدة كافة المدن الرئيسية في إسرائيل من بينها: (تل أبيب، حيفا، القدس المحتلة، الخضيرة، وريشون ليتسيون، وهرتسيليا،..) وغيرها من المناطق والبلدات ، وندد المشاركون بالتظاهرات بمصادقة الكنيست على مشروع القانون، وكافة الخطوات التي يقوم بها الائتلاف الحاكم في إسرائيل للسيطرة على القضاء.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن من المتوقع أن تستمر الخطوات الاحتجاجية خلال ساعات النهار على أن تتصاعد في ساعات المساء، وذلك بتنظيم تظاهرات في سلسلة تقاطعات في أنحاء البلاد.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن المتظاهرين أغلقوا كافة الطرق في جميع أنحاء إسرائيل وتم اعتقال العشرات من المتظاهرين الذين خرجوا ضد التعديلات القضائية.
وعززت الشرطة الإسرائيلية من وجودها في الشوارع والطرق والمفارق الرئيسية وسط حالة من التوتر الشديد التي تخلها تنفيذ عمليات اعتقال ضد المشاركين في التظاهرات.
وعملت الشرطة الإسرائيلية على تفريق المتظاهرين بالقوة، وذلك أثناء محاولتها خلال فتح الطرق الرئيسية في تل أبيب وحيفا والقدس والتي تشهد تظاهرات حاشدة، كما استخدمت سيارات رش المياه لإخلاء المتظاهرين من شارع 1 باتجاه القدس، حيث اندلعت صدامات بين المتظاهرين والشرطة غرب القدس خلال المظاهرات المناهضة لإضعاف القضاء.
وأغلق مئات المتظاهرين طريق 443 باتجاه القدس بالقرب من حاجز “مكابيم”. وتم القبض على اثنين منهم من قبل قوات الشرطة التي عملت على فتح الشارع ومنعت من المتظاهرين إغلاقه.
كما شاركت العشرات من الناشطات من حركة “بناء بديل” في إسرائيل في تظاهرة أمام مطار بن غوريون ( قلنديا) في اللد، ورفعن لافتات كتب عليها “أهلا بكم في غلعاد”، على اسم الدولة التي أقيمت في كتاب “قصة خادمة”.
وجاء في بيان مقتضب صادر عن الحركة: «دولة ديمقراطية تدوس على حقوق المرأة والأقليات، هذا الصباح نعلن يوم احتجاج ومقاومة تشارك فيه عشرات الآلاف من النساء في جميع أنحاء البلاد من الشمال إلى الجنوب».
وقام عشرات المتظاهرين في “هرتسليا” بنصب خيمة احتجاج وإشعال الإطارات احتجاجا على مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على تقويض صلاحيات المحكمة العليا، وقاموا باغلاق طريق «هسيراه» وسط قمع من أفراد الشرطة الإسرائيلية.
اتهام واشنطن
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن منظمي الاحتجاجات، نيتهم إغلاق الطريق السريع، والطرقات والمحاور الرئيسية في كافة المدن والبلدات الإسرائيلية، وتصعيد التظاهر في مطار بن غوريون، وعند مفرق كابلان في تل أبيب، وأمام المحكمة العليا وبيت الرئيس الإسرائيلي في القدس، وأمام السفارة الأميركية في تل أبيب.
وقالت القناة 12 العبرية، إن وزير الثقافة الإسرائيلي عميحاي شيكلي اتهم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتأجيج الإحتجاجات في اسرائيل والتي وصفها بالفوضى.
وأضافت أن الوزير شيكلي قال إن التظاهرات والاحتجاجات التي تدعمها الإدارة الأمريكية تتم بالتنسيق مع رئيس الحكومة السابق إيهود براك، وزعيم المعارضة يائير لابيد.
وأوضح الإعلام العبري، أن التظاهرات ستشهد أكثر زخماً ومشاركة خلال ساعات المساء كجزء من “يوم التشويش”.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، 42 متظاهرا ممن شاركوا في المظاهرات الاحتجاجية ضد خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء.
وأضافت في تصريح صحفي، أن الاعتقالات تمت بسبب الإخلال بالنظام العام، وإغلاق الطرقات الرئيسية، وعرقلة عمل أفراد الشرطة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية (كان) أن وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، دعا إلى اعتقال روي نيومان، أحد قادة الاحتجاج، بزعم مخالفة تعليمات الشرطة والتظاهر في مطار بن غوريون في اللد.
وطالب كاتس التحقيق مع نيومان للاشتباه في تحريضه على التمرد والفتنة وتعطيل النظام العام، قائلا إن “هذا هو المناسب في دولة القانون”.
