المعارضة الإيرانية تعلن مسئوليتها عن تنفيذ هجوم إلكتروني

أثارت تسريبات نشرتها مجموعة مجهولة تطلق على نفسها “الأيدي المفتوحة”، جدلا في إسرائيل، بعد إعلانها أنها تمتلك وثائق من هاتف رئيس الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، ديفيد بارنيع، ما دفع الحكومة الإسرائيلية للتعليق على هذه التقارير التي نشرتها مواقع إخبارية إيرانية.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ما نُشر هي وثائق قديمة وليست من هاتف رئيس الموساد.

ونشرت تلك المجموعة، المرتبطة بعناصر إيرانية، على تطبيق التليجرام، مجموعة صور ووثائق شخصية لرئيس الموساد الإسرائيلي خلال مقطع مصور، وزعمت أن تلك الوثائق هي نتاج سنوات طويلة من المراقبة، والتي بدأت بمراقبة بارنيع منذ 2014، وحمل الفيديو عنوان بالعبرية “هدية عيد المساخر”.

السابق 1 من 3 التالي

وأشار موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي إلى أن الفيديو نشر على قناة أنشئت مساء الثلاثاء ويتابعها 30 شخصا فقط، والفيديو مترجم للعبرية والعربية والإنجليزية.

وعرض الموقع صورا شخصية لرئيس الموساد وتذاكر طيران ووثائق ضريبية له ولأفراد أسرته، وصورا من الأقمار الصناعية لمنزل يُقال أنه مسكنه، ورغم أنه لم يتم التأكد من صحة تلك الوثائق، إلا أن تلك المجموعة أعلنت أنه سيتم الكشف عن المزيد من الوثائق في القريب.

ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان هاتف بارنيع قد تعرض للاختراق أم جاءت التسريبات من حاسوبه الشخصي، ولم يتضح بعد الجهة التي تقف وراء هذا التسريب – إن صح، إلا أن هناك احتمالا بأن تكون هذه عملية من قبل جهاز استخبارات أجنبي لإحراج بارنيع.

ونقلت صحيفة “معاريف” عن المحلل السياسي والأمني، باراك رافيد، قوله بإن العملية كانت ضد رئيس الموساد، وأن الهدف منها لم يكن الحصول على معلومات سرية ولكن محاولة إحراجه.

وأشار إلى أنها محاولة من الحرس الثوري الإيراني لإيصال رسالة لرئيس الموساد الإسرائيلي في عيد المساخر اليهودي.

ورأى رافيد أن نشر مقاطع من وثائق وصورا خاصة لرئيس الموساد الإسرائيلي هو أمر “محرج”، معلقاً على ما نشره مكتب رئيس الحكومة بأن تلك الوثائق قديمة قائلا “عندما يعلن مصدر مهم الدولة إن شيئًا ما قديم، أعرف على الفور أنه ربما ليس قديمًا، لكن لا بأس”.

ولفت إلى أنه من الواضح أن الاختراق لم يستهدف هاتف رئيس الموساد أو حاسوبه، إنما استهدف زوجته، متابعاً: “ولم يكن الهدف من هذا الاختراق أمنيا”.

أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية بأن عددا من المواقع الإلكترونية الحكومية الإسرائيلية قد تعطلت، اليوم الإثنين، ويسود اشتباه بأن هذا العطل ناجم عن هجوم إلكتروني مصدره إيران.

وأشارت إلى أنه من بين المواقع المتضررة، مواقع خاصة بوزارات الداخلية والصحة والعدل ومكتب رئيس الحكومة والبريد.

وبحسب مصدر أمني، فقد أعلنت المنظومة الأمنية والمقرات الإلكترونية في إسرائيل حالة الطوارئ لدراسة حجم الأضرار، في الوقت نفسه يجري فحص المواقع الاستراتيجية مثل الكهرباء والماء لمعرفة إذا ما كانت قد تعرضت لهجوم أم لا.

وقال مصدر في المنظومة الأمنية الإسرائيلية لـ”هآرتس” إن هذا الهجوم الإلكتروني هو الأكبر والأوسع ضد إسرائيل، وتشير تقديرات بأن دولة أو منظمة كبيرة تقف وراء هذا الهجوم.

وأوضح موقع “سروجيم” إلى أن المواقع عادت للعمل بعدها بدقائق، وذلك بعد أبلغ الزوار بتعذر استخدامها، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية بشن هجوم إلكتروني ضد إسرائيل.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية ادعاءات بأن هجوما إلكترونيا إيرانيا استهدف مواقع حكومية إسرائيلية.

وأشار موقع “Ice” العبري إلى أن العطل الذي ضرب عدة مواقع إلكترونية حكومية ناجم عن اختراق مخطط من قبل قراصنة إلكترونيين، وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن تسريب البيانات الخاصة بمستخدمي تلك الخدمات.

وعلى الجانب الآخر، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، في وقت سابق، بأن قوات الأمن أحبطت عملية تخريب مزمعة في موقع فوردو النووي الرئيسي في البلاد قامت بها شبكة جندتها إسرائيل وبأن القوات نفذت عدة اعتقالات.

واتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عدة هجمات على منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي وقتل علماء نوويين إيرانيين خلال السنوات الماضية. ولم تنف إسرائيل أو تؤكد هذه المزاعم.

قال ناشطون إيرانيون إن خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول تعطلت، وذلك بعد أسبوع من احتجاجات في جنوب غرب البلاد بسبب نقص المياه.

ودعت الولايات المتحدة طهران إلى السماح للإيرانيين بالتعبير عن أنفسهم بحرية من دون خوف من العنف والاحتجاز التعسفي.

وفي هذا السياق، قال الباحثة في الشأن الإيراني، منى سيلاوي، إن النظام الإيراني يتعامل بطريقة وحشية كعادته مع الاحتجاجات، رغم حفاظ المتظاهرين على السلمية، ورجحت أن الاحتجاجات ستنتشر خلال الأيام المقبلة في باقي المناطق الإيرانية المتعاطفة مع قضية الأحواز.

وأضافت سيلاوي، خلال مداخلة لفضائية الغد، أن المسألة لا تقتصر على نقص المياه في إقليم خوزستان، إنما هي قضية تدمير البيئة وحياة المواطنين في تلك المنطقة، إذ هناك الملايين ممن يعيشون على العمل الزراعي وتربية المواشي.

وأكدت أن تلك الخطوة تأتي في إطار سياسات النظام الإيراني لتقليل عدد العرب الموجودين في هذه المنطقة، لافتة إلى أن ملف المياه أصبح سلاحاً بين الدول.

وعن الموقف الأمريكي، أشارت سيلاوي إلى أن الولايات المتحدة أمام تحد أخلاقي، لاستمرارها في المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني رغم اعتلاء رئيس جديد لإيران على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب انتهاك حقوق الإنسان وقتل المعارضين.

وتابعت أن الولايات المتحدة تقع تحت ضغط إعلامي ومن المؤسسات الحقوقية بسبب سكوتها على ما يحدث في إيران.