اليوم العالمي للغة العربية.. اعتراف دولي بدور لغة التواصل الحضاري
يحتفل العالم كل عام في اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول باليوم العالمي للغة العربية، كونها إحدى أقدم اللغات السّامية، ولعبت دوراً هامًّا عبر العصور في ربط الثقافات الإنسانيّة مع بعضها البعض، فقد كانت دائمًا أداةً لإنشاء المعارف المختلفة ونقلها إلى الحضارات الأخرى، كما أن اللغة العربية كانت ولا زالت وسيلةً مهمّةً للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام العالمي.
- وتم إقرار اليوم العالمي للغة العربية في عام 2010 من قبل اليونسكو لتعزيز التفاهم الثقافي وإبراز اللغة العربية باعتبارها واحدة من أهم اللغات في العالم، حيث يحتفل العالم في الثامن عشر من شهر ديسمبر / كانون الأول باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة رقم 3190 (د-28) المؤرخ في 18 ديسمبر/ كانون الأول 1973 والذي قضى بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، تجسيدا لحرص الأمم المتحدّة منذ تأسيسها على دعم وتعزيز تعدد اللغات وتنوع الثقافات، ولذلك فقد اتخذت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم إدارة شؤون الإعلام قراراً يقضي بالاحتفال بكلّ لغةٍ من اللّغات الرّسمية السّت للأمم المتحدة، وكون اللغة العربية هي إحدى هذه اللغات الرسمية، فقد تقرر الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
اللغة العربية والتواصل الحضاري
الاحتفالية باليوم العالمي للغة العربية هذا العام تحت عنوان «للغة العربية والتواصل الحضاري»، تأكيدا على الدور المهم الذي تلعبه اللغة العربية في مدّ جسور التواصل بين الناس، والدور التاريخي الذي لعبته اللغة العربية عبر العصور، فقد كانت دائمًا أداةً لإنشاء المعارف المختلفة ونقلها إلى الحضارات الأخرى، كما أن اللغة العربية كانت ولا زالت وسيلةً مهمّةً للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام العالمي.
- وتعد اللغة العربية واحدةً من أكثر اللّغات انتشارًا في العالم، وهي أيضًا إحدى اللّغات الرسّمية السّت للأمم المتحدة، على الرغم من أن اللغة العربية هي لغة الإسلام، إلا أنها تعود إلى أكثر من مائة عام قبل الديانة الإسلاميّة، فقد تم العثور على أقدم النّقوش العربيّة في أوائل القرن السادس الميلادي، واستندت اللغة العربية أساسًا إلى الأبجدية الآرامية التي تم تعديلها وتكييفها بعد ذلك على مدى سنوات عديدة لتصبح أخيرًا اللغة العربية المعروفة اليوم الخاصة والمتميزة، وفي عام 632، نزل القرآن الكريم باللغة العربية على النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.
وسادت اللغة العربية لعدة قرونٍ لأنها كانت لغة السياسة والعلم والأدب، لذلك كان لها تأثيرٌ مباشرٌ أو غير مباشر ٍفي العديد من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: الأوردية والتركية والكردية والفارسية والماليزية والألبانية والإندونيسية وبعض اللغات الإفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض لغات الدول الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية، وتعدّ اللغة العربية مصدرًا مهمًا للمفردات للعديد من اللغات الأوروبية، مثل البرتغالية والإسبانية والإنكليزية والفرنسية والصّقلية، وكذلك اللغات غير الأوروبية مثل السواحلية والأوزبكية.
واكتسبت اللغة العربية شهرةً وانتشاراً كبيرين نظراً لارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي وبالقرآن الكريم، ومن أهم الأسماء التي أطلقت عليها:
- لغة القرآن الكريم: فهي اللغة التي نزل بها القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- لغة الضاد : أطلق العرب على اللغة العربية اسم لغة الضاد، لأنه حرفٌ تختصّ به اللغة العربية من دون جميع لغات العالم.
واختصر أمير الشعراء أحمد شوقي جمال وتفرد اللغة العربية ..قائلا: «إن الذى ملأ اللغات محاسنا.. جعل الجمال وسره في الضاد».
