تواصلت اليوم الانتفاضة الشعبية التي يقوم بها أفراد أقلية “الأورمو” في إثيوبيا، والمستمرة منذ 4 أسابيع، حيث شهد إقليم
“بني شنقول” المقام عليه سد النهضة، حالة من الانتفاضة الشعبية القوية من قبل أهالي الأورومو، رفضًا للتوسيعات التي تريد الحكومة الإثيوبية تنفيذها في العاصمة.
واستعانت قوات الشرطة الإثيوبية، وفقًا لما نقلته صحيفة “أديس أنيوز الحكومية” الناطقة باللغة الأمهرية، بالطائرات المروحية المسلحة لقمع المحتجين، وحفاظًا على سد النهضة من التعرض لأي خطر.
وقالت مصادر في المعارضة الإثيوبية، إن قوات الجيش استخدمت طائرات الهليوكوبتر المسلحة في قمع المتظاهرين، وإطلاق النار عليهم في مدينة “سولولتا ” وإقليم “بني شنقول” على بعد 20 كيلو مترا شمال العاصمة “أديس أبابا”، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات
جماعة الأورمو
هي جماعة عرقية تتواجد في إثيوبيا وشمال كينيا وأجزاء من الصومال، بتعداد 30 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويشكل أفرادها واحدا من أكبر الأعراق في إثيوبيا، بما يمثل حوالي 49.34٪ من عدد السكان وفقًا لتعداد عام 2007 في إثيوبيا. لغتهم الأم هي أورومو، ويسكن عدد كبير منهم في إقليم “بني شنقول” المقام عليه سد النهضة الإثيوبي ويعرفوا بـ أفان أورومو أو الأورميفا.
وقد شهدت الاسابيع الماضية عدة مظاهرات في مناطق متفرقة من ولاية “أوروميا”، أحد ولايات إثيوبيا التسع، ضد خطة الحكومة لتوسيع نطاق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتضم مناطق جديدة تابعة للولاية.
احتجاجات واعتراضات تنتهي بعمليات اعتقال
أبدى المحتجون من ولاية “أوروميا” تخوفهم من تمدد العاصمة، وتهجير الفلاحين المنتمين إلى جماعة الأورومو الإثنية من أراضيهم، وتجددت احتجاجاتهم بعد مقتل 10 من طلابهم نتيجة اعتراضهم على سياسيات الحكومة الإثيوبية ، حيث رفعوا مطالب تضمنت الاعتراف بلغتهم كلغة رسمية للولاية، وتحسين الإدارة على المستوى المحلي.
في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة الإثيوبية رفضها لتظاهرات الأورمو، و اعتقلت وزارة الداخلية الإثيوبية ما يقارب من 400 مواطن من ذلك الإقليم في الأسبوع الماضي.
قتلى ومظاهرات وتعبئة عامة
فيما نقلت الوكالة الإثيوبية الرسمية الناطقة باللغة الأمهرية خبر مقتل 75 شخصا على الأقل، خلال التظاهرات التي نظمها عدد من الأهالي بإثيوبيا خلال الفترة الماضية، رفضا لتوسيعات الحكومة بالعاصمة الإثيوبية.
وأعلن الجيش الإثيوبي حالة من التعبئة العامة في الوحدات الخاصة به، وذلك بسبب الاحتجاجات المستمرة التي تنظم من قبل مواطني “الأورومو”.
في الوقت الذي كلفت فيه الحكومة الإثيوبية، الجيش بمواجهة تظاهرات الأورمو، كما سمحت له بقطع الإنترنت عن الأماكن الذي يتواجد فيها الأورومو إذا شعر جنوده بخطر يهدد العاصمة الإثيوبية أو إقليم بني شنقول.
تضامن برلماني مع إقليم “أوروميا”
وعلى الجانب الاخر، أعلن البرلمان الإثيوبي تضامنه مع تظاهرات إقليم “أوروميا” ضد الحكومة الإثيوبية وضد رغبتهم في التوسع في المشاريع على حساب الأراضي الزراعي الخاصة بهم، لافتًا إن الحكومة الإثيوبية لا يمكنها تنفيذ خطة التوسع داخل أوروميا دون مناقشة مع المجتمع المحلي ودون موافقة من البرلمان
وأوضح البرلمان إن كافة المشاريع التنموية لا تتطلب استخدام العنف أو القوة بقدر ما تتطلب إشراك الجمهور والموافقة على العديد من المطالب حتى لا تحدث اضطرابات أو صراعات.
