البث المباشر
-
الآن | أخبار الرابعة
منذ 6 دقيقة -
التالي | الأخبار
17:00 القاهرة15:00 جرينتش -
اللاحق | زووم
17:30 القاهرة15:30 جرينتش -
أخبار السادسة
18:00 القاهرة16:00 جرينتش -
موجز الأخبار
19:00 القاهرة17:00 جرينتش -
المستقبل الحلم
19:05 القاهرة17:05 جرينتش -
موجز الأخبار
20:00 القاهرة18:00 جرينتش -
وراء الحدث
20:05 القاهرة18:05 جرينتش -
أخبار التاسعة
21:00 القاهرة19:00 جرينتش -
موجز الأخبار
22:00 القاهرة20:00 جرينتش -
بيت ياسين
22:05 القاهرة20:05 جرينتش -
أخبار المساء
23:00 القاهرة21:00 جرينتش
جمال زقوت يكتب: الانزلاق الداخلي خدمة لرواية الاحتلال
يبدو أن الرأي العام الدولي بات يدرك طبيعة ومدى التضليل الذي تأسست عليه حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة، والتي باتت تحصد حياة الأطفال من الجوع والجفاف، ذلك دون أن تتوقف ماكينة القتل عن الاستهداف الجماعي لحياة المدنيين وقتل عائلات بأكملها. فالإعلام الأميركي والغربي بشكل عام، والذي سبق أن وضع مصداقيته على المحك بفعل انزلاقه الكامل في تبني وترويج الرواية الرسمية الإسرائيلية حول السابع من أكتوبر، والتي استندت إلى ما يعرف بـ «الهسبراه» أي «جهاز الدعاية الإسرائيلية وهندسة الجمهور الغربي»، وفبركة هذا الجهاز وترويجه لسلسلة من الأكاذيب التي استهدفت تحضير الرأي العام الغربي، وكذلك داخل إسرائيل لتبرير مخططات الجرائم وحرب الإبادة، وكأنها “حرب عادلة للدفاع عن النفس” في مواجهة ما أسماه نتانياهو بـ «الداعشية الجديدة» و«النازية الجديدة» في محاولة منه ليس فقط لدعشنة حماس، بل وكذلك لشيطنة المدنيين في قطاع غزة، وبما يشمل حتى النساء والأطفال، حيث اعتبر الرئيس الإسرائيلي هيرتسوغ بأنه لا يوجد في قطاع غزة مدنيون، وقام شخصيًّا بالتوقيع على القذائف التي استهدفت هؤلاء المدنيين، سيما الأطفال والنساء الذين لا حول لهم ولا قوة.
استهداف الصحافيين لإخفاء الإبادة
المشاهد التي تمكَّن نشطاء الإعلام الاجتماعي في قطاع غزة من خلالها نقل حقيقة ما يجري من إبادة وتدمير شاملين، كسرت الستار الحديدي الذي حاولت «الهسبراه» إحكامه لإخفاء بشاعة الجرائم، مستهدفة ما يزيد على المئة وثلاثين صحافيًّا، حيث انتشرت هذه المشاهد البشعة عبر وسائل التواصل كالنار في الهشيم، وبات من الصعوبة بمكان حتى لبايدن وبلينكن وغيرهما من زعماء الغرب إخفاء حقيقة المجازر التي استهدفت، ولا تزال تستهدف، ترويع المدنيين الغزيين بهدف تهجيرهم، أكثر مما تدعيه إسرائيل بأن حربها تهدف إلى اجتثاث حماس، حيث أن هذا الادعاء وباعتراف قيادات عسكرية هدف زائف، ولا يمكن تحقيقه.
مناهضة الحرب وهزيمة الهسبراه
حيوية وثبات واتساع حركات مناهضة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتي نجحت، ليس فقط في هزيمة دعاية الهسبراه، بل أعادت معادلة الصراع وجذور القضية الفلسطينية إلى حقيقتها، وبدأت تحقق تقدمًا في إعادة تصويب مضامين الرواية الفلسطينية لشعب يناضل على مدى أكثر من مئة عام في مواجهة الهجمة الصهيونية ومخططات طمس الهوية واقتلاع الوجود الفلسطيني من أرضه منذ النكبة قبل ما يزيد على خمسة وسبعين عامًا حتى اليوم، ومن أجل نيل شعب فلسطين حريته وكرامته الإنسانية والوطنية وحقه الطبيعي في تقرير مصيره .
تراجع فرص بايدن الانتخابية بسبب الحرب
اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، وإصرار نتانياهو حتى على عدم أخذ نصائح بايدن في الاعتبار، والتي هي في وقائع الحرب لا تتناقض كثيرًا مع مخططات حكومة الحرب الاستراتيجية إزاء حماس وقوى المقاومة، ولكنها لا تضعه في مزيد من الحرج الذي بات فاضحًا، ولا يمكن تجاهله، سيما مع قاعدته الانتخابية سواء في أوساط الشباب وداخل التيار التقدمي للحزب الديمقراطي وأوساط واسعة من اليهود أو في أوساط الجاليات التي كان لها الدور الحاسم في نجاحه في الانتخابات السابقة «العرب والمسلمون والأفارقة واللاتينيون»، الأمر الذي بات يهدد فرص نجاحه بخطر داهم، وهو ما يعني بالنسبة للإدارة وقادة الحزب الديمقراطي، وكأن نتنياهو يستثمر الوقت والتعارض مع إدارة بايدن بما يخدم عودة ترامب للبيت الأبيض، حيث يدرك مدى دعمه لنتنياهو كأولوية قبل إسرائيل.
الديمقراطيون: نتنياهو ضل الطريق
هذه التحولات وغيرها بدأت تؤثر بصورة جدية في العلاقة بين بايدن ونتانياهو، والتي وصلت حد إعلان زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر اعتبار أن نتنياهو بات يشكل خطرًا على إسرائيل، ويدعو من موقعه كأكبر المناصرين لها إلى انتخابات لتصويب مكانة إسرائيل دون عبث نتنياهو، الأمر الذي أثنى عليه بايدن وتلاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس، ما يظهر وجود موقف أميركي راسخ لإزاحة نتنياهو من المشهد، وربما كمكون من حملة انتخابية مضادة لاستعادة مكانة بايدن في أوساط ناخبيه من هذا المدخل .
تحول نوعي في الإعلام الأميركي والغربي
في هذا المناخ المتغير ولو ببطء شديد في العلاقة بين إدارة بايدن ونتنياهو، يمكن النظر لتقرير شبكة CNN الإعلامية عن قتل المزيد من الأطفال في قطاع غزة بسبب الجوع والجفاف، والذي عرضت فيه المذيعة بريانا كيلار بعضًا من قصص هؤلاء الصغار الذين قتلوا إما نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية أو بسبب الجوع والجفاف، كتحول بارز في الإعلام الأميركي وانتصارًا للانتفاضة الكونية المناهضة للحرب، وسقوطًا مروعًا للهسبراه ومعها أكاذيب نتنياهو وحكومة حربه الفاشية التي لم يستثنها تشاك شومر من هجومه .
لا خيار لشعبنا سوى الوحدة والتوافق
الملفت للانتباه، بل والمثير للحزن، أنه في ظل هذه المتغيرات التي يمكن البناء عليها بما يفتح الطريق نحو فرض عزلة دولية وإقليمية على حكومة الحرب ومساءلتها، بما في ذلك ما يجري في محكمة العدل الدولية، ومحكمة الرأي العام، واستثمار الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وما يتطلبه كل ذلك من وحدة وتوافق فلسطينيين، وبلورة رؤية وخطاب وخطة وأدوات فلسطينية وطنية جامعةً وقادرة على تحقيق ذلك، وبما يشمل تعزيز قدرة شعبنا على الصمود في مواجهة حرب الإبادة والاستيطان والحسم. للأسف فقد تم إدارة الظهر لكل هذه القضايا التي ترقى لحاجة وجودية لقضيتنا وحقوق شعبنا وقدرته على الصمود ومواصلة النضال لاستعادتها، والأخطر هو العودة لخطاب الانقسام وتصفية الحسابات الضيقة، والانزلاق نحو اتهامات أخطر ما فيها هو تبرأة جيش الاحتلال من مسؤوليته عن جرائم الإبادة الجماعية، وتحميلها لأطراف فلسطينية، الأمر الذي طالما سعت إليه حكومة الحرب، وهو ما سيستخدمه نتانياهو للاستمرار في تبرير حربه التي تستهدف الجميع دون استثناء، وفي مقدمتهم أصحاب سياسة استرضاء المحتل بهندسة مستقبل النظام السياسي الفلسطيني من خلف الإرادة والمطالب الشعبية والوطنية، وبما قد يعرض قضية شعبنا وحقوقه الوطنية لأفدح المخاطر، بما فيها خطر التصفية التي هي عنوان وهدف الحرب الغاشمة على شعبنا .
جمال زقوت يكتب: مفاوضات وقف العدوان.. والحاجة لموقف وطني موحد
ما زالت المفاوضات حول ورقة صفقة باريس الخماسية داخل عنق الزجاجة دون قدرة الأطراف المباشرة على رفضها أو الموافقة عليها.
فالمفاوضات تجري بشأن قضايا جوهرية في مقدمتها وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات العدوان والاحتلال من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، وقضيتي الإعمار وعودة النازحين إلى بيوتهم، بالإضافة إلى تدفق المساعدات الإغاثية ورفع الحصار عن القطاع.
وتشير المعلومات المسربة حول اتفاق «صفقة باريس» إلى أنه في الوقت الذي ينص فيه الاتفاق بصورة واضحة ومحددة على آلية تبادل الأسرى، الذي يعتبر حاجة إسرائيلية، حيث يسعى نتنياهو لإغلاق هذا الملف لمنعه من التدحرج نحو اتساع المطالبة بوقف الحرب، فإن بنود اتفاق الصفقة تتجاهل مسألتي وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، الأمر الذي يشكل أولوية مفتاحية لوقف المجازر، وضمان قدرة الناس على العودة إلى بيوتهم أو أماكن سكنهم.
كما أن نص الاتفاق لا يُقدم أي ضمانات إقليمية ودولية بعدم تجدد العدوان، أي الاستمرار بارتكاب المجازر ضد المدنيين، كما أنه لا يقدم أية ضمانات ملموسة وموثوقة بانسحاب قوات الاحتلال، في وقت أن أركان حكومة الحرب يواصلون إعلانهم وتمسكهم بإقامة منطقة عازلة، أي استمرار الوجود العسكري، بل واقتطاع جزء من أرض القطاع المحدودة أصلاً لهذا الغرض.
هذا في وقت أن إسرائيل سبق واقتطعت ما يزيد على مئة وثلاثة وتسعين كيلو مترا مربعا من مساحة القطاع وفقاً لخطوط الهدنة لعام 1949، التي أشارت إلى أن مساحة قطاع غزة هي 555 كيلو متر مربع وليس 362.
فتغييب النص الواضح عن مسألة الانسحاب الكامل، قد يحمل مؤشراً تستثمره إسرائيل لتنفيذ خطتها بالمنطقة العازلة، الأمر الذي يتعارض مع المواقف المعلنة لأطراف الاتفاق بما في ذلك واشنطن التي سبق وأعلنت في أكثر من مناسبة رفضها لاحتفاظ إسرائيل بأي مساحة من أرض القطاع.
حكومة حرب نتنياهو، التي تعاني من تفجر خلافات جذرية بين أركانها، تناور إزاء اتفاق الصفقة هذا، في محاولة لإبداء الحرص على إعادة محتجزيها من القطاع دون أن تلزم نفسها بأي من المطالب الفلسطينية التي تصر عليها قوى المقاومة.
كما يفتقر الاتفاق إلى الالتزام الواضح بإعادة الإعمار وتأمين النازحين، الذي لم يأت ذكره سوى في الإطار العام، في وقت أن مخططات إسرائيل للتهجير لم تُطوَ بعد، وهي مصممة على السيطرة على شريط محور فيلادلفيا ومعبر رفح للتحكم بشكل رئيس في عرقلة دخول مواد الإعمار، مبقيةً هدف ما تسميه «التهجير الطوعي» مفتوحاً على مصراعيه في سياق خطتها لاستكمال تنفيذ ما عجزت عنه عسكرياً لاجتثاث حركة «حماس» والمقاومة عبر التحكم بعملية إعادة الإعمار.
في المقابل، فإن حركة «حماس» وقوى المقاومة، ورغم إدراكها للكارثة الإنسانية الناجمة عن حصار القطاع وعرقلة دخول المساعدات ومدى حاجة الناس لوقف الحرب، الذي بات يشكل حالة إجماع شعبي فلسطيني ومن قبل الشعوب المساندة لشعبنا وقضيته العادلة، فهي أيضا تعلم أن معيار ضمان عدم فكفكة الحاضنة الشعبية للمقاومة يتطلب التزاماً واضحاً بمنع التهجير بكل مسمياته، والبدء الفوري في إعادة إعمار ما دمره العدوان الهمجي المتواصل على القطاع.
ومن الواضح أن موقف «حماس» الداعي لتشكيل حكومة وفاق وطني مسؤولة عن إدارة شؤون الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، ينبع من مدى الحاجة لحكومة قادرة على التصدي الفعال لقضية إعادة الإعمار، والتي بدونها فمخاطر التهجير تظل قائمة.
صحيح أن ما ينقله الوسطاء لحركة «حماس» بأن مسار اتفاق الهدنة سيؤدي إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار، حيث سيكون من الصعب على حكومة الاحتلال العودة للحرب، ولكن الصحيح أيضاً أن عدم الالتزام بذلك يبقي الأمر في يد إسرائيل بمواصلة عدوانها وإن بأشكال مختلفة، ولا يمكن استثناء سياسة الاغتيالات .
وفي هذا السياق، فإن مطلب «حماس» وقوى المقاومة بضرورة وجود آلية حقيقية وعملية وضامنة تؤدي فعلياً إلى وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من غزة، هو موقف ضروري لمنع إبقاء المبادرة في يد الحكومة الإسرائيلية، وهو ما تخطط له قوات الاحتلال لجهة فرض أمر واقع شبيه لما يجري في الضفة الغربية المحتلة بالسيطرة الأمنية الشاملة التي تمكنها من تنفيذ الاجتياحات والاعتداءات اليومية على المواطنين الفلسطينيين.
وهنا يبرز غياب أمر في غاية الأهمية لجهة الحاجة لضمانات بوقف الاعتداءات الإرهابية واليومية من قبل قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ضد أبناء شعبنا وممتلكاتهم ومصادر رزقهم في أرجاء مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية، الأمر الذي يؤكد مدى الحاجة لوحدة الموقف الوطني إزاء مسألة الوقف المتبادل للعنف بما يشمل الضفة الغربية وإرهاب المستوطنين، وليس اقتصار ذلك فقط على قطاع غزة، في وقت تُطلق فيه يد جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين بارتكاب مزيد من الاعتداءات الإرهابية للتضييق على حياة الناس، ودفعها لمغادرة أرضها وحصرها في كانتونات تمهيداً لترحيلها.
إزاء هذا، وبعد سنوات الانقسام الطويلة، وما خلفته من تآكل غير مسبوق للنظام السياسي ودوره، فإنه من المستغرب أن يستمر بعض رموز هذا النظام في ترداد معزوفة الشروط المسبقة أمام حركتي «حماس» و«الجهاد»، بما في ذلك الالتزام بقواعد أوسلو، وبما يسمى بشروط الرباعية التي لم تعودا قائمتين سوى لدى هؤلاء ، وما يعكسه ذلك من إصرار على البقاء داخل أقفاص أوسلو وقيود الانقسام، وهو ما يبقى لحكومة الاحتلال القدرة على المناورة والمضي قدماً في تمزيق الكيانية الوطنية وتصفية القضية الفلسطينية.
إن وحدة الصف ومساندة المطالب الشعبية التي تطرحها المقاومة لوقف الحرب العدوانية على شعبنا، يشكلان مدخلاً جدياً لصون هذه الكيانية، واستعادة وحدة المؤسسات الوطنية الجامعة، بل فإن الإقدام الفوري على إعادة بناء هذه المؤسسات بمشاركة الجميع، بما في ذلك حركتا «حماس» و«الجهاد»، وفي إطار موقف وطني موحد يحمي التعددية السياسية، سيقطع الطريق على المناورات الإسرائيلية من ناحية، ويضمن تحقيق المطالب الفلسطينية، بما فيها تحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وأن تبدأ حكومة الوفاق الوطني بتنفيذ أولويات الإجماع الشعبي لإعادة إعمار القطاع، واحتضان أبناء شعبنا في القطاع لمنع تمرير مخططات الاحتلال من خنقهم تمهيداً لتهجيرهم.
والسؤال الثقيل على قلوب جميع الفلسطينيين خاصة الذين يكتوون بنار العدوان، وما يخلفه من كارثة إنسانية هو: لماذا الإحجام عن الإسراع بهذا الأمر الذي يعتبر الرافعة الوطنية لوقف الحرب الهمجية، وليس فقط معالجة آثارها الكارثية؟
______________________________________
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
د. حسام الدجني يكتب: طوفان الأقصى والسيناريوهات المحتملة
في تمام الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر 2023م دوت صافرات الإنذار في مدن دولة الاحتلال، ومع بزوغ الشمس بدأت تتكشف الأسباب، عملية طوفان الأقصى النوعية والأكبر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من حيث التخطيط، والعمل الاستخباراتي، واختيار التوقيت، والنتائج.
أكثر من ألف قتيل إسرائيلي، وعشرات الأسرى نتيجة العملية، ولكن هناك نتائج أكثر عمقًا وأهمية تتمثل في:
- تمكنت عملية طوفان الأقصى من كي وعي الجمهور الإسرائيلي حول صورة جيشه، ما يعني أن ميزان المناعة القومي في إسرائيل – (العلاقة بين المجتمع والمؤسسة العسكرية والأمنية) – خلال الفترة المقبلة سيشهد تزايدًا ملحوظًا، ما يعني أن معدل الهجرة العكسية لرأس المال الاجتماعي في إسرائيل سيزداد.
- طوفان الأقصى نجحت في كسر هيبة دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأسطورته الأمنية أمام دول وشعوب المنطقة.
- طوفان الأقصى أفشلت مخططات ومشاريع دولية كادت أن تمنح إسرائيل مكانة وقوة سياسية واقتصادية على منطقة الشرق الأوسط.
- رفعت الروح المعنوية للشعب الفلسطيني وأعادت إحياء واقعية فكرة التحرر الوطني والانعتاق من الاحتلال.
جن جنون نتانياهو وأركان حكومته، وذهب لإعلان حالة الحرب على قطاع غزة، وبدأ في عملية عسكرية أطلق عليها السيوف الحديدية، وقصفت طائراته البشر والحجر والشجر، وارتكب جرائم إبادة جماعية بقصف المنازل فوق ساكنيها، كما استخدم أسلحة محرمة دوليًا أهمها الفوسفور الأبيض لقتل المدنيين الفلسطينيين، ولم تسلم مراكز الإيواء التابعة للأونروا من القصف، وكذلك قوارب الصيد في ميناء غزة، ودمر أحياء بأكملها في صورة تعيد إلى الذاكرة ما قامت به إسرائيل في الضاحية الجنوبية، ومارس جريمة التهجير القسري بحق أكثر من مليون فلسطيني.
يبقى السؤال الأهم: ما هي السيناريوهات المحتملة للمشهد في قطاع غزة…؟
أستطيع أن أرصد ثلاثة سيناريوهات على طاولة البحث في إسرائيل:
السيناريو الأول: الاجتياح البري الشامل لجميع مناطق قطاع غزة.
مقدمات ومتطلبات هذا السيناريو إسرائيليًّا ما يلي:
- حسم الجيش الإسرائيلي لمنطقة الغلاف عسكريًّا وضمان تفريغها من أي مقاوم فلسطيني.
- تهيئة الرأي العام الدولي بخطورة حركة حماس وربطها بداعش، وتسويق أخبار كاذبة مثل قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء من أجل التأليب عليها والمساس بصورتها من حركة تحرر إلى إرهاب عبر استراتيجية إعلامية تحريضية ضد حماس وحصر المعركة الإعلامية معها، وتشويه صورتها، لحشد الدعم الدولي لارتكاب مجازر كبيرة ضد غزة.
- عمليات قصف جوي مكثف على غزة في تكرار لتجربة الضاحية (الأرض المحروقة).
- إقناع أو الضغط على مصر لفتح ممر إنساني لتهجير أكبر كم من الفلسطينيين نحو سيناء لتجاوز معضلة الفاتورة البشرية من المدنيين وتحقيق هدف تفريغ قطاع غزة من سكانه، وكشف ظهر المقاومة.
- تهجير قسري لسكان محافظتي غزة والشمال كمرحلة أولى يهدف لتحقيق مُكتسبين:
الأول: تفريغ غزة من المدنيين ما يساهم في منح الاحتلال قدرة على تجاوز معضلة الفاتورة البشرية ويسهل عليه تكرار نموذج الضاحية (الأرض المحروقة)، بحيث يكون التغول بأقل الخسائر في صفوفه.
الثاني: تشكل الخطوة من وجهة نظر الكيان كسرا لفكرة البقاء والصمود بحيث يصبح ممكناً في مراحل لاحقة تحقيق الهدف الاستراتيجي من المعركة وهو التهجير إلى سيناء.
- البدء بعملية الاجتياح الشامل عبر خطة عسكرية يشرف عليها مجلس إدارة الحرب والذي تم تشكيله يوم الأربعاء 11/10/2023م بعد انضمام غانتس.
إيجابيات السيناريو بالنسبة للاحتلال:
- استعادة الردع وترميم صورة الجيش الإسرائيلي.
- إضعاف المقاومة وحكمها لدرجة كبيرة.
سلبيات السيناريو بالنسبة للاحتلال:
- حرب إقليمية قد تطيح بالمشروع الصهيوني وتضرب السلام والاستقرار الإقليمي والدولي وتحدث تحول بالخارطة السياسية للشرق الأوسط.
- قوة وصلابة المقاومة وما قد يترتب عليه من خسائر في صفوف الجيش والأسرى لدى المقاومة.
- تأليب الرأي العام في العالم العربي والإسلامي والغربي على أنظمتهم السياسية، وقد تخرج الأمور عن السيطرة فتخسر الولايات المتحدة حلفاء هامين بالمنطقة.
- ما بعد انتهاء المعركة، وسؤال من سيدير شؤون قطاع غزة في حال فشل سيناريو التهجير أو أن مصر أعادت من خرج لغزة وألقت الكتلة الديموغرافية في وجه الاحتلال.
وفقاً لهذا السيناريو فإن مدة المعركة: (معركة طويلة بحاجة الى أسابيع لحسمها).
السيناريو الثاني: سيناريو الاحتواء والصفقة.
ما يعزز هذا السيناريو أداء المقاومة الفلسطينية وقدرتها على المناورة والصمود وتوجيه الضربات المتنوعة (قصف صواريخ – مسيرات – عمليات إنزال خلف خطوط العدو) وأيضاً توفر ضغوط داخلية وخارجية على الاحتلال لدفعه للقبول بصفقة سياسية بموجبها تقبل إسرائيل بحل سياسي على أرضية الانسحاب الإسرائيلي من حدود الرابع من حزيران1967م والإفراج عن جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية، وعودة الأسرى الصهاينة لذويهم، وحتى يتحقق هذا السيناريو مطلوب أيضاً تحرك جميع المستويات الشعبية والرسمية للدول العربية والإسلامية وحلفائهم للضغط على مصالح الغرب لوقف عدوان إسرائيل على غزة، والقبول بالصفقة السياسية الشاملة.
اذا تحقق ذلك ستنتهي المعركة قريبا (عدة أيام) ولكن ضمن تفاوض تحت النار. (الصورة الأخيرة).
السيناريو الثالث: استمرار المعركة الجوية والحصار والاجتياح البري المحدود.
وفقا لهذا السيناريو يستمر القصف الصهيوني المكثف الذي يؤسس لخسائر كبيرة بالشعب الفلسطيني والهدف المراد تحقيقه: كي وعي شعبنا لدفعه لتجاوز الانتصار الكبير في طوفان الأقصى. يرافقه اجتياح محدود للمناطق المدمرة وذلك لالتقاط صورة الانتصار.
ترجيح السيناريوهات:
السيناريو الأول مرجح وبقوة وارهاصاته بدأت بالظهور سواء عبر المواقف الإقليمية والدولية، والسلوك الإسرائيلي في مسرح العمليات ووصول القطع البحرية الأمريكية لشرق المتوسط، ودخول حزب الله المتدرج لأرض المعركة، وتهديدات أطراف المحور بدخول المعركة إذا قررت إسرائيل توسيع عملياتها في غزة، ولكن هذا السيناريو ممكن أن يضعف ويتراجع عندما ينشط الحراك الشعبي والدبلوماسي داخل فلسطين وخارجها. وهنا سيرجح السيناريو الثاني، إلا أن العمل بالسيناريو الثالث وهو المعمول به حالياً سيتوقف عندما تتوفر الشروط المرتبطة بالسيناريو الأول.
خيارات المقاومة الفلسطينية وفقاً للسيناريوهات السابقة:
العملية التاريخية الكبرى في السابع من أكتوبر، طوفان الأقصى بالنسبة للمقاومة ما حققته هو الحد الأعلى في الانجاز، والهزيمة الأكبر للاحتلال، وهو ما يمنح الاحتلال أفضلية في المضي بالعملية بغض النظر عن النتائج، كون هذه النتائج من الصعب أن تكون بوزن وحجم نتائج المعركة، وهذا يتطلب من المقاومة بناء خياراتها وفقاً لاتجاهين:
الأول: حقيقة موقف محور المقاومة وساحة الضفة الغربية والداخل المحتل، وحراك الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم من الحرب، وهل فعلاً ستفتح نيرانها بكل قوة لاستنزاف العدو وتشكيل صدمة أخرى غير صدمة طوفان الأقصى، وفقاً لهذا الاتجاه على المقاومة الصمود والقتال وجر الاحتلال لمعركة برية شاملة، لأن في نهاية المطاف ستكون النتائج والتداعيات للمعركة متعددة الجبهات وخيمة على الاحتلال.
الثاني: في حالة خذلان المقاومة فعليها أن تفكر بخيارات متعددة منطلقة من مبدأ الثبات والصمود على الأرض الفلسطينية، أهمها: الانطلاق بمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بموجبها يتم العمل على تقديم ملف قطاع غزة على أي ملف آخر، (غاز المتوسط – المطار – الميناء – التنمية المستدامة – المعابر)، ولن تتحمل غزة مسئولية ذلك بل من خذل غزة فلسطينياً وإقليميًا هو المسئول بخذلانه.
الخلاصة: معركة طوفان الأقصى هي ليست معركة حركة حماس رغم قيادة الحركة لها، ولا معركة قطاع غزة رغم أنها مسرح العمليات، ولكنها معركة فلسطين والأمن القومي العربي والإسلامي، وعليه وجب على الجميع تحمل مسئولياته بما يخدم تطلعات شعبنا الفلسطيني بالعودة والتحرير.
Hossam555@hotmail.com
[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]