وسط ترحيب دولي وإقليمي، أقرت اللجنة العسكرية (5 + 5) خطة إخراج المرتزقة من ليبيا، لكن ذلك لم يمنع ظهور أسئلة حول إمكانية تنفيذ الخطة وإنهاء الوجود الأجنبي في ليبيا.
بدأ التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي وظهور عدد من القوى التي تريد السيطرة على البلاد أو على جزء منها، فمنذ بداية 2014 أصبحت ليبيا قاعدة خلفية ومركزا للتدريب لعدد من الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيمي القاعدة وداعش لتدريب المقاتلين ثم الانطلاق نحو تركيا، ومنها إلى الداخلين السوري والعراقي.
وتحولت ليبيا نفسها إلى ساحة للقتال واستقر بها هؤلاء المقاتلون وانضموا لصفوف تنظيم داعش ومجلس شورى ثوار بنغازي للقتال ضد الجيش الليبي الذي أطلق عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر في مايو 2014.
تركيا مصدر إزعاج
وقال جمال الفلاح، رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية، إن إخراج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية بات أمرًا محسومًا عند المجتمع الدولي، موضحا أن هناك صراع نفوذ دولي في هذا الشأن.
وأضاف الفلاح خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن تركيا أصبحت مصدر إزعاج للمجتمع الدولي، وبالأخص للاتحاد الأوروبي كونها تستغل وجودها في حلف شمال الأطلسي.
وأوضح الفلاح، أن إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل مرهون بإخراج المرتزقة، لأن هناك من يرى أنها تدفع بشخصيات معينة بمناطق نفوذها سواء في الشرق أو الغرب.
وفي عام 2016 شاركت مجموعات من المرتزقة التشاديين في الأعمال القتالية واتخذت من جنوب ليبيا مركزا لها ضد النظام الحاكم في تشاد، وتحالفت في البداية مع مجلس شورى بنغازي الموالي لتنظيم القاعدة ، وفي عام 2017 وتحت الضغط وقعت اتفاقا مع الجيش الليبي يقضي بعدم الاعتداء عليه.
أما التدخل التركي، فبدا واضحا في نوفمبر من عام 2019، حين وقعت تركيا مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج, بدأت أنقرة بموجبها إرسال قوات لدعم حكومة الوفاق في صراعها مع الجيش الليبي, وكان العدد وقتها محدودا ومقتصرا على القوات التركية النظامية من خبراء ومشغلين فنيين.
تصريحات جوفاء
ومن طرابلس، أكد الدكتور عبد الحميد النعيمي، الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية بجامعة طرابلس، أن إخراج المرتزقة من الأراضي الليبية ما هو إلا مجرد أمنية.
وأوضح الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية بجامعة طرابلس، أن المجتمع الدولي ليس لديه رغبة صادقة في حل هذا الملف وإخراج المرتزقة، موضحا أن ما نشهده مجرد تصريحات جوفاء.
سحب قوات فاغنر
ومن موسكو، قال أندريه مورتازين، الكاتب والباحث السياسي والمختص بشئون الشرق الأوسط، إن سحب القوات الأجنبية سيتم تدريجيا وعلى مراحل، موضحا أن روسيا ترغب في علاقات جيدة مع الأطراف في ليبيا.
كما أكد مورتازين أن روسيا لا تؤيد الموقف التركي تجاه ليبيا، وترغب أن تكون ليبيا خالية من المرتزقة والقوات الأجنبية، لافتا إلى أنه قد يكون هناك خبراء من الروس.
وأشار مورتازين أن روسيا ستسحب خبرائها إذا سحبت تركيا مرتزقتها على الساحة الليبية.
