ليبيا.. بيان خماسي يرحب بخطة اللجنة العسكرية المشتركة

أكد المبعوث الأممي الى ليبيا عبدالله باتيلي، في إحاطته الدورية أمام مجلس الأمن الدولي، على أن جميع القادة في ليبيا طلبوا إجراء تعديلات على قوانين الانتخابات.
وشدد باتيلي أيضا في إحاطته على أهمية توحيد المؤسسات وأن يتم الحفاظ على المكاسب الأمنية التي تحققت.
بدورها، أعربت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن عن دعم واشنطن تشكيل حكومة تصريف أعمال لإجراء الانتخابات.
وتكتسب إحاطة باتيلي أمام مجلس الأمن، أهمية في ظل ما تشهده ليبيا من تطورات سياسية وأمنية.
وأشار باتيلي إلى اتفاق القادة الليبيين على أهمية اضطلاع لجنة 6+6 بتعديل القوانين الانتخابية، والمضي قدما نحو إجراء الانتخابات، مضيفا في الوقت نفسه أنه كثف المشاورات مع عدد من المسئولين الليبيين، وتقدم بمقترحات مكتوبة للتعامل مع الأوجه المختلف عليها والنقائص التقنية في قوانين الانتخاب.
وشدد باتيلي أيضا على أهمية توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية وأن تحافظ كل الأطراف على المكاسب الأمنية التي تحققت في السنوات الأخيرة، داعيا إلى محاسبة المسلحين الذين يرتكبون العنف ضد المدنيين.
وتأتي تلك الإحاطة بعد أيام من دعوة رئيس المجلس الرئاسى محمد المنفى، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد الجيش خليفة حفتر خلال اجتماع ثلاثي في بنغازى للمبعوث الأممي لعدم اتخاذ أى خطوات منفردة فى المسار السياسى.
وترفض أطراف سياسية وعسكرية واجتماعية فاعلة فى المشهد الليبى أى تحرك من باتيلى لتشكيل لجنة رفيعة المستوى للإشراف على الانتخابات مثلما ألمح لذلك خلال إحاطة سابقة له أمام مجلس الأمن وذلك فى حال عدم توافق مجلسي النواب والأعلى للدولة على القوانين الانتخابية.

لمزيد من التفاصيل، ناقش برنامج «حصة مغاربية»، إحاطة باتيلي في مجلس الأمن، وتطورات الأزمة الليبية، مع فرج زيدان الكاتب والباحث في العلوم السياسية، وأحمد أبو عرقوب الكاتب والباحث السياسي.

بـ”تقديرات متباينة” استقبل الليبيون إحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، أمام مجلس الأمن الدولي، ففي حين اعتبرها البعض واضحة وتعبر عن الواقع الليبي، وما وصلت إليه الأزمة الراهنة، قال آخرون إن  إنها منحازة لطرف دون غيره، وإن باتيلي نفسه لم يختلف عن سابقيه.

وجاءت إحاطة باتيلي أمام مجلس الأمن مناقضة لما أعلنته اللجنة المشتركة بين مجلسي النواب والدولة “6+6” بشأن الانتهاء من إنجاز القوانين التي تعتبر أساسا لإجراء الانتخابات، وذلك بعد أن أكد باتيلي أن القوانين الانتخابية المقترحة التي وافقت عليها اللجنة  خطوة مهمة إلى الأمام، لكنه أشار إلى أن القوانين لم تحل القضايا الخلافية، وليست كافية للسماح بإجراء انتخابات.

وبحسب المبعوث الأممي، فإن هناك 4 مسائل خلافية على الأقل في نتائج مشاورات اللجنة بشأن قانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهي معايير الترشح للسباق الرئاسي، والجولة الانتخابية الرئاسية الثانية، واشتراط إلغاء الانتخابات البرلمانية حال فشل الرئاسية، وتشكيل حكومة جديدة، مشدداً على أن تشكيل حكومة جديدة تتولى الإشراف على العملية الانتخابية المفترضة، مسألة خلافية تتطلب اتفاقاً سياسياً جديداً بين الأطراف الليبية.

وبالتزامن مع ذلك أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أن قوانين الانتخابات الرئاسية والتشريعية الصادرة عن لجنة “6+6″، ستعرض على مجلس النواب لإصدارها “بطريقة دقيقة” بعد عيد الأضحى، مضيفا أنهم سيعملون مع المجلس الأعلى للدولة لتشكيل حكومة تشرف على الانتخابات في أقرب الآجال.

وفي هذا السياق، قال رئيس مجموعة العمل الوطني للدراسات السياسية، خالد الترجمان، إن إحاطة باتيلي جاءت بعد اعتذاره عن حضور بيان بوزنيقة بعد انتهاء جلسات الحوار لمجموعة (6+6)، ما يعني أن هناك رؤية داخل البعثة الأممية بالتحفظ عن ما صدر من اللجنة.

وأشار إلى أن رئيس البرلمان كان له عدة تحفظات، لافتا إلى أنه المفترض أن تعود تلك النقاط إلى اللجنة ليعاد نقاشها.

واعتبر أن الأزمة الحقيقية هي أن من يدير المشهد في ليبيا هي الدول الأجنبية، والليبيين باتوا عبارة عن أدوات تستخدمها هذه الدول.

كذلك، رأى المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة، السنوسي إسماعيل، أن باتيلي فقد مصداقيته منذ أن طرح في مجلس الأمن لجنة عالية المستوى متجاهلا التعديل 13 للدستور، ثم ادعى أنه لم يسمع به رغم أن مجلس النواب والدولة أحاطاه به قبل تلك الجلسة.

وتابع أن المبعوث الأممي فشل في كل مهامه، وأنه حاول أن يمارس نوعا من الخداع على أعضاء مجلس الأمن، وأشار إلى أن البعثة الأممية تحاول أن تمارس دور الندوب السامي على الشعب الليبي، مؤكداً أن هذا الأمرة مرفوض.

استبعد الدكتور يوسف الفارسي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة، إجراء الانتخابات في ليبيا هذا العام، وأرجع ذلك إلى حالة الانقسام والصراع الدائر على مستوى الحكومة والمجالس.

وأضاف الفارسي في مقابلة مع قناة الغد، أن هناك دعوات من أجل تشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات، واستدرك قائلا: “حتى هذا الأمر لن ينجح، إلا إذا كان هناك تشكيلا للحكومة بدعم دولي يساعد على حل كافة المشكلات العالقة”.

وأشار الأكاديمي الليبي إلى أن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، يحاول الضغط على الأطراف الليبية، عبر تأكيده في مجلس الأمن على أن الإجراءات الراهنة في ليبيا غير كافية ولن تنهي الصراع.

وذكر الفارسي أن “الأرضية السياسية في ليبيا غير مناسبة لغياب التوافق بين الأطراف”.

وأكد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي خلال إحاطة أمام مجلس الأمن أن الانتخابات الناجحة في ليبيا تتطلب مشاركة سياسية من جميع الأطراف. واعتبر باتيلي أن قوانين الانتخابات التي اقترحتها لجنة 6+6 المشكلة من مجلسي النواب والدولة غير كافية لتسوية المواضيع الأكثر إثارةً للخلاف. وأضاف أن انسحاب المقاتلين والمرتزقة يبقى بعيد المنال.

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح العمل على إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن، وأشار خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري حنفي جبالي أن هناك اتفاقا كبيرا على الثوابت.

بدوره، أكد رئيس مجلس النواب المصري حنفي جِبالي أن القيادة السياسية في مصر حريصة على تقديم كل أشكال الدعم لتحقيق استقرار ووحدة ليبيا ، مشددا على أهمية أن يكون حل الأزمة الليبية ليبيًّا، عبر إنجازِ انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة.