بعد صلاح الدين الأيوبي.. يوسف زيدان يهاجم قطز وبيبرس والداخل

أثارت تصريحات الكاتب والروائي المصري “يوسف زيدان” وهجومه على  صلاح الدين الأيوبي وقصة “وإسلاماه” جدلًا كبيرا في الشارع المصري، حيث اعتبر قصة “وإسلاماه” تزيد من حاسة العنف لدى الصغار، وأن كل ما يذكر عن قطز وصلاح الدين ليس حقيقة وأنه مبالغ فيه.

وأضاف زيدان، خلال لقاء تليفزيوني، “ما قدمه الفنان “أحمد مظهر” في فيلم “الناصر صلاح الدين” لم يجسد الشخصية الحقيقة لصلاح الدين الأيوبي،  صلاح الدين من “أحقر” الشخصيات في التاريخ الإنساني، لأنه قام بجريمة ضد الإنسانية عندما عزل رجال الفاطميين عن نسائهم حتى لا يرى الذكور النساء إلى أن انقطع نسلهم، وقام أيضاً بحرق مكتبة القصر الكبير”.

ورداً على هذه التصريحات، قال النائب محمد عبد الله، عضو مجلس النواب، لوسائل إعلام مصرية، أن ما قاله زيدان “افتراء وهجوم على ثوابت تاريخية مثبتة ومتحقق منها ولا مجال للتشكيك فيها” .

وأضاف عبد الله: “صلاح الدين قاد حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين، في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي استولى عليها الصليبيون، وتمكن في النهاية من استعادة مدينة القدس في معركة حطين”.

فيما هاجم الداعية السلفي الشيخ سامح عبد الحميد، في بيان رسمي صادر عنه، يوسف زيدان، حيث قال: “زيدان يريد تشويه صلاح الدين الأيوبي، ويريد عودة الصهاينة مرة أخرى، لسنا بحاجة له حتى يُحدثنا عن صلاح الدين، صاحب السيرة المُوثقة في كتب التاريخ الصحيح، فكان قائدا عظيما وله نجاحات مجيدة” .

فيما علق الكاتب الروائي  يوسف زيدان على كافة المهاجمين له، في تصريح مقتضب لـ “الغد” :قائلاً: ” الردود لا تأتي بهذه الطريقة، فإذا أتى أي شخص برأي مدعوم بأسانيد علمية، علينا أن نرد على هذا الرأي بأسانيد علمية أخرى، ونكذب ما قاله بالحجج العلمية، فالحجة بالحجة، ولكن الهجوم من أجل الهجوم هذا لا ينبغي أن يحدث”. .

هاجمت أستاذة اللغة العربية بجامعة بيروت الدكتورة  سوسن الأبطح، ما قاله الروائي المصري يوسف زيدان في الندوة التي شارك بها بمهرجان ثويزا بالمغرب، إذ قال زيدان إنه لم يخرج عالما في اللغة العربية من قلب الجزيرة العربية وأن تلك المنطقة عانت من «سراق الإبل» قبل أن يدخلها الاسلام.

سوسن الأبطح قالت في مقالتها بصحيفة الشرق الأوسط السعودية «كنا لنتعاطف مع زيدان ونتفهمه لو قال: إن العربية كانت في الجزيرة٬ مع بدء الدعوة٬ بلاغة في السليقة واجتهاًدا في الشفاهة٬ وفصاحة في الشعر٬ وإن العرب في صدر الإسلام٬ مع بدء توسع الرقعة الجغرافية٬ شغلوا بالتدوين لحفظ تراثهم خوًفا عليه من الضياع والتشتت٬ بفعل الفتوحات الإسلامية المتسارعة٬ وإن التقعيد وبروز النحاة لم يبلغ أوج ازدهاره إلا مع المدرستين «البصرية» و«الكوفية»، هذا كله لا عيب فيه٬ ولا ينتقص من أهل الجزيرة٬ كما أنه لا يرفع٬ في أي حال٬ من شأن العراق النازف والبائس».

وأوضحت «في ذاك الزمن٬ كما اليوم «سّراق إبل» و«قّطاع طرق»٬ و«سفاحون» و«خونة» و«مؤلهو موتى». قراءة الماضي٬ علمًيا٬ لا تكون بألفاظ مبتذلة٬ واستصغار للشعوب٬ واجتزاء للوقائع٬ والقول: «إن الجزيرة لم تعرف عالًما واحًدا في العربية»٬ هذا ليس مما يخدم اللغة ولا أهلها»

ووصفت الأبطح زيدان بالمتبرع  لقصم ظهر البعير ولم يهتم بالحفاظ على اللغة باعتبارها من الروابط الباقية بعد التباين السياسي والاقتصادي والتعليمي٬ واتهمت الأبطح زيدان بتعمده تقسيم الأمة إلى فئة أنجبت نحاة وأخرى أصابها العقم٬ وشعوب بحضارة وأخرى بلا حضارة.

وتابعت أستاذة اللغة العربية اتهاماتها لزيدان بأن أسلوبه فج٬ وأنه يبحث عن الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي ختام مقالتها قالت لن تتحسن أحوال اللغة العربية٬ ولن تفقد المزيد من ألقها المهدور٬ بعد أقوال زيدان. والحرب الطاحنة في اليمن٬ لن تحل قضيتها بنسبة أصل العربية إلى ذلك البلد بعد أن غادرته السعادة.