بعد فرنسا وبريطانيا.. هل تعيد أوروبا حساباتها بشأن الأسد ؟

تشير الدوائر السياسية في بريطانيا إلى ظروف دولية مستجدة، مع تغيير موازين القوى لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، وهي ظروف تراها ملائمة قد يعيد معها الغرب حسابات التعامل مع الأسد، في أعقاب التوجهات الجديدة للسياسات البريطانية والفرنسية والتي تراجعت عن مواقف سابقة.
ولم يستبعد مركز أبحاث دراسات المستقبل في لندن، أن يعيد الغرب حساباته بشأن مصير ودور الرئيس الأسد في المرحلة المقبلة، بعد أن صدرت عن لندن وباريس إشارات معنية بهذا  التغيير.
وأوضح خبيرالدراسات الاستراتيجية بالمركز جورج إستنانولي، أن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، صاحب الإشارة الأولى عقب العمليات الإرهابية في باريس، مؤكدا أن الوصول إلى سوريا موحدة يتطلب انتقالا سياسيا، وهذا لا يعني أن الأسد يجب أن يرحل قبل الانتقال، ولكن يجب أن تكون هناك ضمانات للمستقبل، وفرنسا ليست متمسكة برحيل الأسد قبل الانتقال السياسي في سوريا.

images (5)

 ويرى الخبير البريطاني، أن شرط رحيل الأسد قد سقط، رغم توافق الدول الأوروبية وأمريكا ودول خليجية على التمسك بهذا الموقف بإصرار، ثم تبدل الموقف الفرنسي، وأعقبه بصورة أكثر توضيحا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمام مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي، بأن الخلاف بين الدول الغربية وروسيا بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد تقلص وسيتقلص أكثر، وبعد أن كان الخلاف هائلا بين بريطانيا وأمريكا وفرنسا والسعودية من جهة، وروسيا من الجهة الأخرى، حول  الضرورة الملحة برحيل الأسد، إلا أن ذلك الخلاف يتقلص وأعتقد أنه سيتقلص أكثر.
وحسب تقرير المركز البريطاني لدراسات المستقبل، فإن الموقف الألماني أصبح قريبا من التوجه الفرنسي البريطاني، باعتبار أن الأسد ليس المشكلة التي تثير الهواجس الأمنية في أوروبا وإنما تنظيم داعش وجبهة النصرة، في سوريا.

NB-124196-635588380748818259

 وطالب وزير الخارجية الألماني، فرانك فاتلر شتاينماير، بتوحيد الجهد للتعامل مع التنظيمات الإرهابية في سوريا أولا، وألا تتناحر قوات المعارضة والقوات الحكومية ضد بعضها البعض وأن تصبح مكافحة داعش أكثر فاعلية، وأن تقاتل المعارضة السورية المعتدلة “داعش” والإرهابيين لإنقاذ وطنهم من الإرهاب، وهو التحدي الأكبر في الأزمة السورية، ورؤية وزير خارجية ألمانيا التي عبرت عن الموقف الرسمي لبلاده، سبقت رؤية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي تراجع عن تصريحات سابقة، مؤكدا أنه قد يكون من الممكن أن تتعاون السلطات السورية والمعارضة ضد تنظيم “داعش” دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مؤقتا، أي لم يعد الأسد المشكلة وفقا لتحليل التقرير الذي نشره المركز  اليوم الإثنين.

0,,18849942_303,00

واستعرض تقرير سياسي لصحيفة الجارديان البريطانية، الظروف الدولية والإقليمية المحيطة بالأزمة السورية، والتي أصبحت أفضل مما كان متوقعا، حيث اكتسب الرئيس السوري عوامل دعم لموقفه، وخاصة بعد الهجمات الإرهابية في باريس  مساء 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقد تغير موقف فرنسا، حول بقاء بشار الأسد في منصبه، بعدما كانت تطالب برحليه قبل الحديث عن محاربة الإرهاب، والعنصر الثاني، حسب الصحيفة، هو  فشل الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيل معارضة مسلحة معتدله تطيح بالأسد و”داعش” في نفس الوقت، والفشل أعطى الأسد  فرصة إضافية له في الحكم، وبعد أن أنفقت “البنتاجون” على تدريب نحو 60 مقاتلا من “المعارضة المعتدلة” خلال شهرين 42 مليون دولار، وبعضهم قتلوا، فيما وقع آخرون في الأسر، حتى اعترفت  وزارة الدفاع الأمريكية  بأنها ستتوقف عن تدريب مقاتلي المعارضة السورية، حتى تتم إعادة تقييم برنامج التدريب الأمريكي الذي فشل في مهامه.

 189

وتوقع خبراء ومسؤولون بريطانيون، حسب تقرير الجارديان، إعادة تقدير الحسابات من جديد، بشأن الوضع في سوريا، وحل الأزمة  سياسيا بوجود الرئيس بشار الأسد، لأن مكافحة داعش أمر حاسم لدى الدول الأوروبية، ولن تكون فعالة تماما إلا إذا اتحدت كل القوى السورية مع التحالف الدولي، ولذلك فإن ما حققه الجيش السوري من إنجازات على الأرض كان له تأثيرا في تحول المواقف لصالح الرئيس الأسد، وبعد أن استعاد الجيش السوري السيطرة على الأرض، واستطاع تحقيق المزيد من الانتصارات، على جبهات عدة في وسط وجنوب وشمال البلاد، وبتغطية من الطيران الروسي، وكان أهم انتصارات الجيش السوري هو فك الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، بعد ما يقرب من 3 أعوام من محاصرة “داعش” للمطار، حسب التقرير، متوقعا أن تعيد أوروبا حساباتها، ما ينعكس على مباحثات فيينا  في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، المعنية بسبل الحل السياسي للأزمة السورية.

 

PIC BY PAUL GROVER AT THE PRESIDENTIAL PALACE IN DAMASCUS,SYRIA. PIC SHOWS THE PRESIDENT OF SYRIA BASHAR ASSAD IN INTERVIEW PIC PAUL GROVER

 

 

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]