تقرير: الأعياد اليهودية تحولت لمناسبة للاعتداء على الفلسطينيين
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، إن الأعياد اليهودية قد تحولت الى مناسبة إضافية للاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم وتراثهم الحضاري.
وأشار تقرير صادر عن المكتب الوطني، إلى أن سلطات الاحتلال استغلت “عيد الفصح” حسب التقويم العبري لفرض أمر واقع جديد عبر السيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية ومحاولة تهويد عديد الاماكن الاثرية والدينية.
وأوضح أن الاحتلال استباح خلال فترة الأعياد، العديد من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية،
واقتحم مستوطنون الأراضي الفلسطينية بحجة زيارة اماكن دينية وشارك في هذه الاقتحامات أعضاء من الكنيست الإسرائيلي المنتخب مؤخرا.
وكانت من أبرز الاقتحامات مؤخرا، عملية اقتحام قبر النبي يوسف في نابلس، بمشاركة نحو 1400 مستوطن وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.
انحياز أمريكي
وأكد المكتب على أن الانحياز الأمريكي للسياسة الاستيطانية التوسعية لإسرائيل يترك آثاره على أكثر من صعيد وفي مختلف المناسبات في إسرائيل، خاصة بعد أن إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافها بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري.
وقد أعلن رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، خلال جولة تفقدية للجولان المحتل، عن تقديره الكبير للدعم الأمريكي غير المحدود لسياسة الاحتلال والاستيطان،
وأشار المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ، إلى أن مدينة القدس المحتلة، شهدت سلسلة اقتحامات كبيرة، إذ قاد وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري ارئيل اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، في ثالث أيام “عيد الفصح اليهودي”.
ولفت التقرير إلى أن المستوطنين استباحوا باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، عبر باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، بدءا من ساحة باب المغاربة مرورا بساحة المسجد القبلي والمراوني وباب الرحمة وصولا إلى منطقة باب القطانين.
كما اقتحم 250 مستوطنا، موقعا أثريا في قرية الجيب الأثرية، وأدوا طقوسا في المكان. وأغلقت قوات الاحتلال الطريق الرئيسية المؤدية إلى القرية أمام المواطنين لمدة ساعتين، وذلك لتأمين الحماية للمستوطنين، أثناء تأدية الطقوس التلمودية.
وأضاف التقرير، أن مئات المستوطنين، اقتحموا ليومين متتاليين، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، بحجة إقامة احتفالات بمناسبة الأعياد اليهودية.
ووضعت قوات الاحتلال مكعبات إسمنتية على المداخل الثلاثة، وعمدت على منع الطواقم الصحفية من الوصول إلى الموقع الأثري ، وقامت قوات الاحتلال والمستوطنين بوضع “لافتات إرشادية” تصف سبسطية بـحديقة إسرائيل الوطنية في الضفة الغربية المحتلة.
وقد تسابق أعضاء الكنيست الإسرائيلي الجديد في استغلال هذه الأعياد لتأكيد رؤيتهم لدور الكنيست في تشجيع الاستيطان وفرض السيادة على الضفة الغربية استنادا لنبش القبور وإضفاء هالة من الأساطير عليها.
وكان اتحاد أحزاب اليمين قد طالب حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو ، بعدم إخلاء أي مستوطن وعدم الاعتراف بدولة فلسطينية.
عقاب جماعي
وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها سلطات الاحتلال يستمر هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل عام وفي القدس بشكل خاص.
كان آخر هذه العمليات المنافية للقانون الدولي هدم منزل الشهيد عمر أبو ليلى في قرية الزاوية – محافظة سلفيت ، في وقت أكدت فيه جهات أمنية إسرائيلية ” إنها تعلم أن هذه السياسة لم تجدي نفعاً، ولكن استمرارها يأتي من باب تهدئة المستوطنين الذين يطالبون باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، أصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا لرؤساء بعثات عدد من دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله حول هدم ممتلكات فلسطينية في أحياء القدس الشرقية يرفض فيه هذه السياسات ويؤكد أنها تتعارض مع القانون الدولي.
وقالت بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، انها تتابع بقلق بالغ قيام السلطات الإسرائيلية بهدم ممتلكات فلسطينية في منطقة وادي ياصول في حي سلوان في القدس الشرقية بتاريخ 17 نيسان الجاري . وتتوقع بعثات دول الاتحاد الأوروبي من السلطات الإسرائيلية إعادة النظر في تنفيذ أوامر الهدم المتعلقة بالممتلكات الفلسطينية في وادي ياصول.
تقرير أممي
كما وثق تقرير صادر عن الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية “اوتشا” حول الوضع بالخليل حجم انتهاكات جيش الاحتلال والمستوطنين في المنطقة المحتلة من قلب مدينة الخليل منطقة(H1) التي تضم حوالي 133 ألف مواطن فلسطيني وزج فيها الاحتلال ببضع مئات من المستوطنين بصورة مخالفة للقانون الدولي الذي ينص على عدم جواز نقل دولة الاحتلال رعاياها ومستوطنيها إلى الأرض المحتلة.
وقالت الأمم المتحدة “إن هذه المنطقة شهدت العديد من اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين الذين يعيشون في معازل ومناطق مغلقة بالأسلاك الشائكة والجدران والحواجز”، مؤكدة أن هذه المنطقة شهدت أعمال عنف في سياق أنشطة استيطانية تنتهك القانون الدولي.
وأوضح التقرير ان سلطات الاحتلال منذ أبريل/نيسان 2015 شددت من إجراءاتها على منطقة (H1) وبخاصة حركة المواطنين ووضعت قيود على تنقلهم ويوجد نحو 1022 عائق عسكري ثابت ومتحرك في المنطقة.وهذه القيود التي يفرض الاحتلال تلزمهم وتفرض عليهم العيش في منطقة معزولة وتمنع تحركهم بحرية وتمنع زيارتهم من أقاربهم وتحد من الوصول للخدمات الضرورية لهم وأفرزت شريحة من المواطنين متضررين وشريحة تعيش في ظروف صعبة وقاسية وتشكل المدينة هدفا للنشاط الاستيطاني المكثف منذ احتلال الضفة عام 67 وأقيم فيها خمسة مجمعات استيطانية.
