تشهد الولايات المتحدة الأميركية توترًا حادًّا جراء الخلاف بين حاكم تكساس، والحكومة الفيدرالية، بسبب ملف المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للولاية.
أزمة تكساس.. بين الألاعيب الانتخابية والمساعي الفيدرالية للحشد العسكري
وتقول المؤشرات إن ثمة احتمالًا للتصعيد، حيث ترسل الحكومة الفيدرالية تعزيزات صوب الولاية الجنوبية، لفرض قرار المحكمة العليا الصادر قبل أيام بإزالة السياج الشائك، بينما يتمسك غريب أبوت حاكم الولاية بالإبقاء عليه لمنع تدفق المهاجرين.
وعلى وقع الأزمة، تلوح في الأفق أصوات تطالب بانفصال الولاية عن الاتحاد الأميركي.
وفي التقرير التالي، تستعرض «الغد» تاريخ ولاية تكساس منذ انفصالها عن المكسيك وحتى اللحظة الراهنة الشائكة.
الموقع الجغرافي
تقع ولاية تكساس أقصى الجنوب الأميركي من الوسط، وتحدها ولايات لويزيانا من الشرق، وأركنساس من الشمال الشرقي، وأوكلاهوما من الشمال، ونيو مكسيكو من الغرب، كما أن لها حدودًا مع الولايات المكسيكية تشيواوا، كواهويلا، نويفو ليون، تاماوليباس من الجنوب الغربي، كما يحدها خليج المكسيك من الجنوب الشرقي.
خط زمني
كانت إسبانيا الدولة الأوروبية الأولى التي تحكم تكساس، وادعت الحكومة الإسبانية في 1519 ملكيتها لأراضي تكساس، إلا أن إسبانيا أهملت المنطقة.
وفي 1685 أنشأت فرنسا مستعمرة لها في تكساس، وهو الأمر الذي أثار حفيظة إسبانيا لما تمثله المستعمرة الفرنسية من تهديد على طرق التجارة الإسبانية.
وفي عام 1699، جرى إنشاء الحصون الفرنسية في خليج بيلوكسي وعلى نهر المسيسيبي، وأنهى ذلك السيطرة الإسبانية الحصرية على ساحل الخليج.
وبعد عام 1714 أدرك الإسبان أن الفرنسيين يمكن أن يمثلوا تهديدًا للمناطق الإسبانية الأخرى، وأمروا بإعادة احتلال تكساس لتكون منطقة عازلة بين المستوطنات الفرنسية في لويزيانا وإسبانيا الجديدة.
وفي عام 1763، اعترفت بريطانيا بحق إسبانيا في الأراضي الواقعة غرب نهر المسيسيبي. وحصلت بريطانيا العظمى على ما تبقى من أراضي فرنسا في أميركا الشمالية.
وفي 1821 استقلّت المكسيك عن إسبانيا بعد انتصارها في الحرب التي بدأت عام 1810 ضد إسبانيا. في البداية، أُديرت تكساس المكسيكية بأسلوب الإدارة ذاته عندما كانت خاضعة لإسبانيا (تكساس الإسبانية). وعقب إقرار دستور المكسيك لعام 1824، اعتُمدت البنية الفيدرالية، وأُلحقت تكساس بمقاطعة كواويلا لتكوين ولاية «كواويلا وتيخاس».
وفي 1835 اندلعت معركة غونزاليس بين تكساسيين ومفرزة من الجيش المكسيكي، ورغم أن المعركة كانت صغيرة للغاية ولم تشهد سوى سقوط ضحيتين من الجانب المكسيكي وإصابة واحد فقط من المحاربين التكساسيين، فإن تكساس أعلنت انتصارها.
وفي 1836 أعلنت تكساس استقلالها، وجرى إنشاء جمهورية تكساس التي استمرت لفترة قصيرة.
وفي عام 1845، انضمت تكساس إلى الولايات المتحدة لتكون الولاية الثامنة والعشرين.
وفي 1846 وبسبب انضمام تكساس إلى الولايات المتحدة اندلعت الحرب الأميركية المكسيكية والتي أسفرت عن حصول الولايات المتحدة بموجب معاهدة غوادالوبي هيدالغو على أقاليم كاليفورنيا ونيفادا، ويوتا، ومعظم أريزونا ونيومكسيكو وأجزاء من كولورادو وويومينج.
وفي 1860 كانت تكساس من بين 11 ولاية أميركية تنفصل عن الاتحاد الفيدرالي عقب انتخاب إبراهام لينكولن رئيسًا للبلاد وتزايد المشاعر المناهضة للعبودية في الولايات الشمالية، ما عجل باندلاع الحرب الأهلية الأميركية.
وفي 1865 خسرت الولايات الجنوبية «كونفيدرالية الولايات الجنوبية»، الحرب ومن بينها تكساس، وبدأت عملية إعادة دمج لتلك الولايات استمرت لأكثر من عقد من الزمان.
في تسعينيات القرن العشرين عادت النزعة الانفصالية تظهر من جديد في تكساس.
وفي 2005 تأسست حركة تكساس القومية.
وفي 2016 جدد الانفصاليون في الولاية تطلعهم إلى الاستقلال، متخذين من تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء شعبي أسوة لهم، وقال رئيس حركة تكساس القومية، دانيال ميللر، إن «التصويت الذي قاده المواطنون في بريطانيا يمكن أن يكون نموذجًا لتكساس التي كانت مقاطعة مستقلة بين عامي 1836 و1845».
وفي يونيو 2022، أصدر الحزب الجمهوري في تكساس تقريره عن لجنة البرنامج الدائم والقرارات لعام 2022 الذي يحث الهيئة التشريعية على إجراء استفتاء في عام 2023 للانفصال عن الولايات المتحدة.
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
