«جبهة النصرة» تنطلق باسم جديد بعيدا عن تنظيم «القاعدة»‎

تتحالف «جبهة النصرة»، المجموعة «الإرهابية» المعروفة بتنظيمها الشديد، التي أعلنت اليوم الخميس، فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة»، مع عدد من الفصائل التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعد «جبهة النصرة»، أكبر مجموعة جهادية في سوريا، بعد تنظيم «داعش».

وظهرت الجبهة إلى العلن في يناير/ كانون الثاني 2012، بعد عشرة أشهر من حركة الاحتجاجات التي بدأت سلمية ضد النظام قبل قمعها بالقوة وتحولها مع تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية إلى نزاع دام تسبب بمقتل أكثر من 280 ألف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وشكلت الجبهة في بداياتها امتدادا لـ«دولة العراق الإسلامية»، فرع تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين، وكانت انطلاقة زعيمها وهو سوري يعرف باسم أبو محمد الجولاني، في العراق، حيث كان قائدا في محافظة نينوى التي تعد معقلا للجهاديين خصوصا في كبرى مدنها الموصل.

وفي أبريل/ نيسان 2013، رفضت «جبهة النصرة»، الاندماج مع تنظيم «داعش»، وبايعت زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، الذي أعلن في نوفمبر/ تشرين الثاني، أن «جبهة النصرة»، هي الممثل الوحيد لتنظيم «القاعدة» في سوريا.

ودارت معارك عنيفة بين الطرفين انتهت بطرد تنظيم «داعش»، لمقاتلي الجبهة من معقلهم أنذاك في محافظة دير الزور (شرق)، الغنية بالنفط.

  • ثمانية آلاف مقاتل ..

وإلى جانب قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تعد «جبهة النصرة» في سوريا، أحد أبرز فروع تنظيم القاعدة الجهادي الذي أسسه أسامة بن لادن، وتراجع نفوذه في السنوات الأخيرة، مع تصاعد نجم تنظيم «داعش»، الذي بات يتصدر التهديد الجهادي في العالم.

وبخلاف تنظيم «داعش»، الذي يقاتل كل من لا يبايعه، لا تعارض «جبهة النصرة»، شرعية وجود مجموعات أخرى وتنظوي في تحالفات مع فصائل إسلامية سورية تقاتل قوات النظام.

كما تحظى بشعبية كونها تضم عددا كبيرا من المقاتلين السوريين، بينهم من قاتل سابقا في الفصائل المسلحة، تمكنت من جذبهم بفعل تنظيمها وقدراتها المالية.

وتضم الجبهة بين سبعة آلاف وثمانية آلاف مقاتل، وفق الخبير توماس بييريه، فيما يقدر الباحث في الحركات الجهادية في سوريا والعراق أيمن التميمي، عدد مقاتليها بأنه يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف، ثمانون في المئة منهم سوريون.

وتتمتع الجبهة بنفوذ في محافظتي حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، التي باتت منذ الصيف الماضي تحت سيطرتها مع فصائل إسلامية منضوية في إطار «جيش الفتح» بعد طرد قوات النظام منها.

وأوضح بيرييه في فبراير/ شباط الماضي، أنه «ليست هناك أراض تتحكم فيها جبهة النصرة، حصرا حتى في المناطق الخاضعة لنفوذها مثل بعض أجزاء محافظة إدلب، حيث تتعايش مجموعات أخرى معها».

وقد أكد حينها، أن «مركز الثقل» هو محافظة إدلب، وبالتالي جنوب محافظة حلب.

وكان زعيم النصرة أبدى في يوليو/ تموز 2014، طموحه لتشكيل «إمارة إسلامية» مماثلة «للخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش»، في محافظة الرقة السورية والموصل في العراق.

  • تمويل غامض ..

ويبقى تمويل هذه المجموعة غامضا إلى حد ما.

وبحسب التميمي، «لدى جبهة النصرة علاقات مع المخابرات التركية وجهات مانحة أخرى»، في وقت اعتبر بييريه، أن «قطر تغض النظر منذ فترة طويلة عن جمع الأموال الخاصة في أراضيها لدعم النصرة، في حين تقدم تركيا دعما لعمليات الجبهة على طول حدودها».

وتصنف الولايات المتحدة، «جبهة النصرة»، على أنها منظمة «إرهابية» وقد استهدفتها الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة اميركية في سوريا مرات عدة وان بوتيرة اقل بكثير عن تنظيم الدولة الاسلامية.

ومنذ سبتمبر/ أيلول 2015، شكلت الجبهة هدفا للطائرات الروسية التي تشن حملة جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول، إنها تستهدف تنظيم «داعش»، ومجموعات «إرهابية» أخرى. وتتهمها قوى غربية بينها الولايات المتحدة وفصائل مقاتلة باستهداف مجموعات المعارضة «المعتدلة»، أكثر من تركيزها على الجهاديين.

وتنفي موسكو هذه الاتهامات، مطالبة الأمريكيين بدعوة الفصائل إلى الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة كل من تنظيم «داعش»، و«جبهة النصرة».

وبعد أسبوع على اتفاق وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري، والروسي سيرجي لافروف، على تنسيق الجهود العسكرية في سوريا ضد تنظيم «داعش»، و«جبهة النصرة»، أعلن الجولاني، فك ارتباط مجموعته عن تنظيم «القاعدة»، معلنا تغيير اسم النصرة إلى «جبهة فتح الشام».

  • ضمان المستقبل ..

وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن تشارلز لستر، لـ«فرانس برس»، إنه «في نهاية المطاف فإن هذا التغيير سينعكس بشكل طفيف على النصرة كتنظيم، وعلى كيفية تصرفها وعلى أهدافها. لقد تدفق العشرات من كوادر القاعدة القدامى إلى سوريا خلال السنتين الماضيتين لتعزيز صورة النصرة، وبينهم أحمد سلامة مبروك، الذي ظهر بجانب الجولاني في شريط الفيديو».

وأضاف، أن «القاعدة تلعب دورا مهما وحاسما في هذا التطور، فتفكيرهم وتخطيطهم سيبقى أساسيا بالنسبة لجبهة فتح الشام الجديدة. ستظل ضد معظم المنظمات المعارضة المعتدلة في سوريا وستظل تعمل على أساس طائفي وستظل تسعى لإقامة إمارة إسلامية في سوريا، مع احتمال تنفيذ هجمات خارجية في الغرب».

ولفت إلى أنه «لا ينبغي النظر إلى هذا التطور باعتباره خسارة لتنظيم القاعدة. ففي الواقع قد يعود الأمر بالفائدة على الحركة الجهادية الدولية على المدى البعيد. فبعض كبار مفكري القاعدة بحثوا أهمية قيام حركة جهادية أقل مركزية. وتبدو هذه المؤشرات الأولى على إدراك قيمة ذلك».

وقد مهد تنظيم «القاعدة» الذي أسسه أسامة بن لادن، لفك الارتباط عبر تداول ذلك عبر الإنترنت.

ويأتي إعلان الجولاني بعد ساعات على تسجيل صوتي نشره تنظيم «القاعدة»، توجه فيه أحمد حسن أبو الخير، «نائب» زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وفق التسجيل، إلى «جبهة النصرة»، قائلا، «نوجه قيادة جبهة النصرة، إلى المضي قدما بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، ويحمي جهاد أهل الشام، ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر».

ويعقب فك «جبهة النصرة»، ارتباطها مع تنظيم «القاعدة»، اتفاق روسي أمريكي تم التوصل إليه قبل أسبوع لتنسيق الجهود العسكرية ضد تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا.

وتصنف الولايات المتحدة، «جبهة النصرة»، على أنها منظمة «إرهابية»، وقد استهدفتها الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أمريكية في سوريا مرات عدة، وإن بوتيرة أقل بكثير من تنظيم «داعش».

ومنذ سبتمبر/ أيلول 2015، شكلت الجبهة هدفا للطائرات الروسية التي تنفذ حملة جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول، إنها تستهدف تنظيم «داعش»، ومجموعات «إرهابية» أخرى.

وكان لستر كتب في تغريدة قبل أيام، أن الهدف من فك ارتباط النصرة، هو حماية نفسها من حملة روسية أمريكية تستهدفها، وضمان «مستقبلها في سوريا على المدى البعيد».

  • أمريكا لا ترى أية تغيير ..

قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الخميس، إن «جبهة النصرة»، ما زالت هدفا للطائرات الأمريكية والروسية في سوريا، على الرغم من قرارها قطع العلاقات مع تنظيم «القاعدة»، وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام».

وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي، إن إعلان «جبهة النصرة»، يمكن أن يكون ببساطة مجرد تغيير للمسميات، وإن الولايات المتحدة ستحكم عليها من تصرفاتها وأهدافها وعقيدتها.

فيما أعلن رئيس القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال جو فوتل، اليوم الخميس، أن «جبهة النصرة»، ما تزال تشكل في الواقع تهديدا، وأنها على علاقة بتنظيم «القاعدة»، رغم إعلانها فك ارتباطها بالتنظيم الجهادي.

وقال خلال منتدى أمني في إسبن في ولاية كولورادو، إن «هذه المنظمات ماكرة للغاية، وتتمتع بمرونة بشكل غير عادي.ينبغي أن نتوقع قيامها بأشياء».

وأضاف فوتل الذي يشرف على القوات الأمريكية في سوريا والعراق وأفغانستان، «يمكنهم إضافة فرع لشجرة، وجعله مختلفا قليلا، لكن هذا الفرع يجد جذوره في أيديولوجية ومفهوم أصولي. ووسط كل هذا، فإنها لا تزال تنظيم القاعدة».

وتابع، «يتعين علينا مواصلة الاهتمام بهم على الأمد الطويل، لا يمكننا أن نعتمد فقط على ما يفعلونه اليوم».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]