حادث السفن.. لماذا تشير أصابع الاتهام إلى إيران؟
في توتر جديد تشهده منطقة الشرق الأوسط، من المرجح أن تكون إيران المتهم الأول فيه، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، الأحد، تعرض 4 سفن تجارية لعمليات تخريب قرب مياهها الإقليمية.
وأكدت الخارجية الإماراتية، في بيان، عدم وجود أضرار بشرية، أو تسريبات مضرة من تلك السفن، لافتة إلى أن السفن المتضررة من عدة جنسيات.
وطالبت الإمارات، التي تتمتّع باستقرار أمني كبير، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لمنع أي محاولة للمساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية.
ولم تحدّد الإمارات طبيعة الأعمال التخريبية أو الجهة التي تقف خلفها، لكنها أكدت أن تحقيقا يجري “حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية”.
واعتبرت الإمارات، أن “تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها تطورا خطيرا”.
ناقلتان سعوديتان
وصباح الإثنين، أشار وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إلى إن ناقلتي نفط سعوديتين تعرضتا للتخريب من الحادث.
وقال الفالح، في بيان، إن الهجوم يسهتدف تهديد حرية الملاحة وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة.
ولفت إلى أنه “لم ينجم عن الهجوم أي خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود، في حين نجم عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين”.
وأكد على المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية، تحسبا للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي.
تنديدات
من جانبه، ندد مجلس التعاون الخليجي بتلك “العمليات التخريبية”، وقال الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، في بيان، “مثل هذه الممارسات غير المسؤولة من شأنها أن تزيد من درجة التوتر والصراع في المنطقة، وتعرض مصالح شعوبها لخطر جسيم”.
كما أدانت مصر تلك العمليات التخريبية، وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنها تدين كل ما من شأنه المساس بالأمن القومي الإماراتي وسلامة جميع حدوده البرية والبحرية.
وأكد البيان تضامُن مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب الإمارات في مواجهة التحديات التي قد تواجهها والتصدي لكل المحاولات لزعزعة استقرار الدولة الشقيقة.
وكذلك دانت وزارة الخارجية الأردنية، الإثنين، بالعمليات التخريبية، وجدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، موقف الأردن الثابت والرافض لأي عمل إجرامي يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي أيا كان مصدره.
كما أكد وقوف المملكة إلى جانب الإمارات العربية المتحدة في التصدي لأي محاولة تستهدف أمنها واستقرارها.
مكان حساس
وأوضحت الخارجية الإماراتية، أن الحادث وقع قرب إمارة الفجيرة، وهي واحدة من أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم، وتطل على مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي لنقل النفط والغاز للأسواق العالمية.
ومكان الحادث حساس بطبيعة الحال، إذ يقع بالقرب من مضيق هرمز، الذي يفصل بين دول الخليج وإيران، التي دخلت مؤخرا في حرب كلامية متصاعدة مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الأمريكية والوجود العسكري الأمريكي بالمنطقة.
وقال الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين، إنه على علم بالتقرير الخاص بتعرض سفن تجارية لعمليات تخريب، لكنه أحال أي استفسار إلى السلطات الإماراتية.
تعليق إيراني
وقال عضو كبير بالبرلمان الإيراني، الأحد، إن الانفجارات قرب ميناء الفجيرة بالإمارات تثبت هشاشة أمن دول الخليج العربية.
وكتب حشمت الله فلاحت بيشة، رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان، في حسابه على تويتر، “انفجارات الفجيرة تظهر أن أمن جنوب الخليج أشبه بالزجاج”.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، صباح الإثنين، الحادث بـ”المقلق والمؤسف”، وطالب بتحقيق لكشف ملابساته.
ونقلت وكالة الطلبة للأنباء، وهي وكالة شبه رسمية، عن المتحدث عباس موسوي قوله، “مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبي على أمن الملاحة البحرية”، مطالبا دول المنطقة “بتوخي الحذر من مؤامرات لزعزعة الاستقرار من قبل عناصر أجنبية”.
وزاد التوتر بالمنطقة حيث أعلنت واشنطن عن إرسال حاملة طائرات وقوات أخرى إلى الشرق الأوسط بسبب ما قالت إنها تهديدات إيرانية، بينما وصفت طهران الوجود العسكري الأمريكي بأنه يعتبر “هدفا” وليس تهديدا.
وزادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغوط على إيران باستهدافها بعقوبات منذ انسحاب واشنطن العام الماضي من الاتفاق النووي الدولي، الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015.
اقرأ أيضا: «ثلاثي الرعب».. تفاصيل قوة الردع الأمريكية في وجه إيران
روحاني يستنجد بالجبهة الداخلية.. فهل تنقذ سفينته الغارقة؟
اتساع الأزمة الأمريكية الإيرانية.. وشركاء الاتفاق النووي يراجعون حساباتهم
وكثفت واشنطن العقوبات على طهران هذا الشهر بإلغاء إعفاءات سمحت لبعض البلدان بشراء النفط الإيراني، قائلة إنها ترغب في تقليص صادرات الخام الإيراني إلى الصفر.
سنضربهم في الرأس
ويتزامن حادث العمليات التخريبية مع تصعيد إيراني ضد أمريكا، حيث قال قائد بارز بالحرس الثوري، الأحد، إن الوجود العسكري الأمريكي في الخليج كان دوما يمثل تهديدا خطيرا، لكنه أصبح الآن هدفا.
وأضاف أمير علي حاجي زادة، قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، وفقا لوكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، “إذا أقدم الأمريكيون على خطوة فسنضربهم في الرأس”.
وفي مقابلة مع شبكة “سي.إن.بي.سي” تذاع اليوم الإثنين، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، “إذا قررت إيران استهداف مصالح أمريكية، سواء في العراق أو أفغانستان أو اليمن أو أي مكان بالشرق الأوسط، فإننا مستعدون للرد بالطريقة الملائمة، لكنه أضاف “هدفنا ليس الحرب”.
إيران المتهم الأول
يشير محللون إلى أن إيران المتهم الأول بالوقوف وراء العمليات التخريبية ضد سفن تجارية بمياه الإمارات الإقليمية.
من جانبه، يقول المحلل السياسي مازن العليوي، إن أصابع الاتهام تشير إلى أن إيران صاحبة المصلحة من هذه العمليات، متوقعا أن تكون قد استخدمت ذراعها الحوثي في ذلك الأمر.
وأشار العليوي، في مداخلة مع قناة الغد، إلى أن الإمارات تبحث عن محاسبة قانونية دولية لمنفذي ذلك الهجوم، معتبرا أن ما تمارسه إيران سينعكس سلبا عليها، وتوقع أن تتخذ جهة دولية كبرى إجراءات ضد إيران، مشيرا إلى أنها تسعى دائما للعبث والتخريب في المنطقة.
وفي الإطار ذاته، قال المحلل السياسي، الدكتور عصام إسكندر، إن الإمارات دولة مستهدفة من إيران، وبعض الدول المجاورة مثل قطر وتركيا واليمن، مشيرا إلى أن رد الفعل يجب أن يكون حاسما وفوريا ومباشرا.
وطالب إسكندر، في مداخلة مع قناة الغد، المجتمع الدولى بأن يتقلد مسؤولياته في هذه الواقعة، متابعا: “لا نريد أن تكون الإمارات ورقة للتفاوض أو ساحة للصراع بين إيران والولايات المتحدة، كما لا نريد أن تصبح الإمارات كبش فداء هذا الصراع”.
