حافظ البرغوثي يكتب: ترامب شق شعبه وحزبه

كان متوقعًا أن يعمد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لإصدار عفو عن نفسه قبل مغادرته منصبه، بعد أن عفا عن مجموعة من مقربيه ومستشاريه الذين أُدينوا بتهم مختلفة أثناء خدمتهم معه، كما عفا عن مرتكبي جرائم قتل في العراق أو أن يعهد إلى نائبه مايك بنس بالمهمة بعد أن يتنازل له عن الرئاسة. لكنه في الأيام الأخيرة راكم المخالفات ضد نفسه بتورطه في اقتحام الكونجرس، ما أثار غضب نائبه وشق صفوف الحزب الجمهوري، وواجه تهمًا ترقى إلى الجريمة في الكونجرس، فبدلاً من العمل  بالقول الشائع “يا رايح كثر الملائح”، إذ به  يحوله إلى “يا رايح كثر القبائح”.

كان ترامب يعلم أن هناك مجموعة من القضايا تنتظره بعد خروجه من البيت الأبيض، تتراوح بين التحرش والاغتصاب  والتهرب الضريبي والتضليل والاتصال بعميل أجنبي، لكنه أضاف إليها جريمة التحريض على اقتحام مبنى الكابيتول، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح آخرين. بل وعد بمواصلة نهجه التحريضي بعد خروجه من البيت الأبيض مستندا إلى قاعدته الانتخابية، حيث صوت له أكثر من سبعين مليون أمريكي، أغلبهم يؤمنون بنظرية تفوّق العرق الأبيض، وهي نظرية نازية المضمون.

وقد برزت الجماعات العنصرية هذه بقوة منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، حيث رفض قي بداية حكمه إدانة تظاهرة لليمين المتطرف اشتبكت مع معارضيه وأسفر ذلك عن مقتل امرأة، وبعد إدانته الحادث تراجع وحمّل الطرفين المسؤولية. ولاحقًا واصل ترامب تفوهاته العنصرية ضد المهاجرين والأقليات والمسلمين والسود والأفارقة، واقترب من دعاة العبودية من الجنوبيين.

بالطبع فإن ترامب لم يخترع الجماعات الفاشية المتطرفة لأنها ظلت في المجتمع الأمريكي بعد إلغاء الرق والعبودية، لكن مواقفه أنعشت الجماعات العنصرية التي برزت بأسلحتها بعد مقتل  شاب أسود على يد الشرطة، وأدى ذلك إلى احتجاجات واسعة في المدن الأمريكية.

وظهر في عملية اقتحام مبنى الكابيتول أعضاء في جماعات مثل براود بويز وغيرها وهم من مؤيدي ترامب، وكلها تضم عناصر متطرفة تؤمن بتفوق العرق الأبيض ونبذ الملونين والسود والمهاجرين والمسلمين وبعضها يناصب اليهود العداء أيضًا.

ومع أن اليمين الإسرائيلي يؤيد سياسات ترامب، فإنه يتغاضى عن جوهر الفكر العنصري لأنصاره من الفاشيين المتعصبين للقومية الأمريكية التي تعتبر البيض الأوروبيين هم أصحاب الأرض الأمريكية دون غيرهم.

وتتواصل المجموعات اليمينية عبر النت فيما بينها وخاطبها الرئيس ترامب غبر تويتر ووصفهم بالقوميين، وأشاد بهم مرارا وحرضهم في تغريداته الأخيرة على اقتحام الكونجرس وأشاد بهم وهم يحطمون أبواب المبنى، ما دفع تويتر إلى حجب تغريداته. وهي جماعات تتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتنطلق من مفاهيم جماعة كو كلوكس كلان العنصرية القديمة التي عارضت إلغاء الرق والعبودية، كما عارض ترامب إزالة تماثيل والنصب التذكارية لقادة عنصريين إبان الاحتداجات الأخيرة   .

وكانت جماعة براود بويز أسسها عام 2016 الناشط اليميني الكندي البريطاني غافين ماكينز، ومنذ ذلك الحين نأى بنفسه عن المجموعة وهي منظمة جميع أعضائها من الذكور، وتصف نفسها بأنها ملاذ “للشوفينيين الغربيين”، ولديها تاريخ من عنف الشوارع ضد الجماعات اليسارية. وأدلى أعضاء هذه الجماعة بتعليقات معادية للنساء. وكان مكتب التحقيقات “إف بي آي”  قد أصدر تقريرا استخباريا في نهاية سبتمبر  الماضي، حذر فيه مما وصفه بتهديد متطرف عنيف ووشيك تشكله ميليشيات يمينية تضم متطرفين من البيض خلال الأشهر القليلة المقبلة،        وحدد التقرير الاستخباراتي الأشهر الثلاثة حتى حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب على أنها “فترة اشتعال محتملة” لهذا العنف اليميني.

وكان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي أعرب في جلسة أمام الكونجرس عن قلقه من احتمال وقوع مواجهات عنيفة من مجموعات متطرفة مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي.

والسؤال هنا، لماذا لم تتخذ الشرطة احتياطات لحماية الكونجرس، ولماذا تأخر الجيش الأمريكي في إرسال قوات الحرس الوطني! بقي أن نقول إن مايك بنس إذا نأى بنفسه عن ترامب وحضر  تنصيب الرئيس المنتخب بايدن فكأنما ينصب نفسه زعيمًا جديدًا للجمهوريين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]