حافظ البرغوثي يكتب: ميليشيات البيض تهدد النسيج المجتمعي الأمريكي

أثار إعلان الشرطة الأمريكية  اعتقال عدد من   الأشخاص   بتهمة محاولة اختطاف حاكمة ولاية ميتشجان  والاستيلاء على مقر الولاية مجددا قضية ميليشيات  تفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة التي شهدت انتعاشًا في عهد الرئيس ترامب والذي امتنع مرارا عن إدانة أعمالها منذ بداية عهده بعد مقتل امراة في تظاهرتين متضادتين في مدينة  شارلوتسفيل الأمريكية، ما يشير إلى احتمال تصعيد العمليات من جانب ميليشيات البيض العنصرية أثناء وبعد الانتخابات الشهر المقبل.

عمليًا يركز ترامب قاعدته الانتخابية على البيض أو النورديين في إشارة إلى المهاجرين من شمال أوروبا الذين يؤمنون بتفوق العنصر الابيض وأنه، أي العنصر الأبيض، هو صانع الحضارة وتقدمها، متجاهلين أن الحضارات الأولى نشأت في آسيا وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا،  حيث إن من يتبنى نظرية العنصر الأبيض يحتقر السود واللاتينيين والطليان واليونان. وقد قامت الولايات المتحدة على أساس هذه النظرية  العنصرية، فتحْت شعار  قانون الغزو والحضارة المدنية، فإن  للبيض الحق بأن يكونوا سادة القارة الأمريكية، ولن يتحقق الأمان التام للمستعمرات إلا بإبادة الأقلية الهندية المتبقية.

وقد جرد  غير البيض في بعض الولايات الأمريكية من اعتلاء المناصب الحكومية حتى النصف الثاني من القرن العشرين           واستخدم  البيض العرق لإضفاء شرعية خلق فروقات اجتماعية واقتصادية وجعل السياسة حكراً لهم. وقد حظر قانون التجنس لعام 1790 إعطاء الجنسية لغير البيض. وقد ظلت سياسة التمييز العنصر سارية في القانون والسلوك الأمريكي حتى سنة ،1967 لكنها ظلت في عروق جماعات دينية بروتستنتية من البيض أغلبهم ينتمي حاليا إلى الكنيسة الإنجيلية الصهيونية رغم أن بعض الجماعات التي تؤمن بتفوق العنصر الأبيض تهاجم الكنس  اليهودية والمساجد  والسود على حد سواء. وفي حادثة ميتشجان الأخيرة وفقاً لإفادة من الشرطة  ناقشت  مجموعة من عناصر ميليشيات في ميشيجان، الإطاحة بحكومات الولاية.

وتنص وثيقة الاتهام على أنّ “العديد من الأعضاء تحدثوا عن قتل “طغاة” أو “خطف” حاكمة الولاية. وفي أحد مقاطع الفيديو، استنكر أحد المشتبه بهم دور الدولة في تحديد موعد إعادة فتح الصالات الرياضية أثناء إغلاق فيروس كورونا.

وكانت المجموعة ترغب في جمع نحو “200 رجل” لاقتحام مبنى الكابيتول واحتجاز رهائن، بمن فيهم حاكمة الولاية  ويتمر    وكانوا يأملون    بالبدء بحرب أهلية، وربطت حاكمة الولاية في مؤتمر صحفي، محاولة الخطف بخطاب الرئيس   ترامب، الذي قالت إنه قضى الأشهر الماضية “في إثارة الريبة وإثارة الغضب وإراحة من ينشر الخوف والكراهية والانقسام.

وتمّ ربط العديد من حوادث العنف بجماعات الميليشيات المدنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وأحياناً يلوح الأتباع، وهم غالباً رجال بيض، بالسلاح أثناء الاحتجاجات. وكانت وزارة الأمن الداخلي حذرت  في تقرير سنوي من أن تيار تفوق العرق  الأبيض العنيف كان “التهديد الأكثر استمراراً وفتكاً على صعيد الوطن”.

وفي أبريل/نيسان، أعرب الرئيس دونالد ترامب عن دعمه للمتظاهرين، وغرّد قائلاً “حرّروا ميتشيجان”.

وكانت حوادث إطلاق النار الجماعية التي انتشرت في العقود الماضية  يعود معظمها إلى أفراد  أو جماعات تتبنى عقيدة التفوق الأبيض   مثل حادث إطلاق النار في الباسو الذي خلف 22 قتيلاً  وحادث لاس فيجاس الذي أودى بحياة 49 شخصا.

وفي بيان، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن الهجوم “يؤشر على التهديد المستمر الذي يشكله المتطرفون العنيفون المحليون ومرتكبو جرائم الكراهية”.  ونُفذ ما يقرب من ثلاثة أرباع عمليات القتل على أيدي المتطرفين المنتمين لجماعات تفوق البيض.

وبعد هجوم القاعدة على الولايات المتحدة عام 2001، خصص المسؤولون في واشنطن موارد هائلة لجهود مكافحة الإرهاب.

ووفقاً لتقرير صادر عن مركز ستيمسون في واشنطن، أنفقت الولايات المتحدة 2.8 تريليون دولار ما بين عامي 2002 و2017 من أجل مكافحة الإرهاب، وهي حملة عالمية للقضاء على العنف المتطرف الذي يُشن عبر الوسائل العسكرية وغيرها. ومن هذا المبلغ، بلغت نسبة الإنفاق على الأمن الداخلي   الولايات المتحدة  35 %، أي ما يقرب 979 مليار دولار.

ويقول مايك جيرمان (عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي)    “ليس هناك شك في أن جماعات البيض والجماعات اليمينية المتطرفة، يقتلون أكثر من الجماعات الأخرى، لكن لدينا هذه النقطة المعتمة الهائلة بشأن رؤية اليمين المتطرف والعنف العنصري”.فهل تكون الانتخابات الامريكية وما يصاحبها من عنف وشكوك صاعقة تفجير المجتمع الامريكي والحرب الأهلية!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]