حاكم مصرف لبنان يأمل في تلبية شروط صندوق النقد

رحب صندوق النقد الدولي، اليوم الجمعة، بالسياسات الجديدة لمصرف لبنان المركزي، لكنه أشار إلى أن الآفاق المتعلقة باقتصاد البلاد «لا تزال صعبة وغير مستقرة».

وأضاف الصندوق في بيان أوردته وكالة رويترز أن غياب التحرك في لبنان بشأن الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل يلقي بثقله على الاقتصاد.

مراجعة الصندوق

يأتي ذلك في وقت يقوم فيه فريق من خبراء صندوق النقد الدولي بمراجعة دورية للاتفاق الأولي الموقّع بين الحكومة اللبنانية والصندوق وما تم تنفيذه من مضامين الاتفاق.

ويوم الإثنين الماضي الموافق 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتمع رئيس الحكومة تضريف الأعمال، نجيب ميقاتي، مع وفد من الصندوق الدولي برئاسة رئيس البعثة ارنستو ريغا.

وحضر الاجتماع نائب رئيس الحكومة، سعادة الشامي، ووزير المالية يوسف خليل، كما شارك في اللقاء مستشارا ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، وسمير الضاهر والمدير العام لوزارة المالية جورج معراوي.

سياسات المركزي 

وفي 25 أغسطس/ آب الماضي، قال أحد نواب مصرف لبنان المركزي لرويترز إن المصرف سيضع قيودا على الوصول لمنصة جديدة لتداول العملات من المقرر إطلاقها في غضون أسابيع بما يضمن أن الدولارات المتداولة في النظام تأتي من مصادر مشروعة.

وقال حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم المنصوري الأسبوع الماضي إن منصة جديدة سيتم توفيرها من خلال بلومبرغ ستحل محل النظام الداخلي المعروف باسم صيرفة.

وقال سليم شاهين أحد نواب حاكم المصرف لرويترز إن حكومة تصريف الأعمال وافقت على المنصة وسيتم إنشاؤها «في غضون شهر أو بضعة أسابيع».

وتهدف المنصة الجديدة إلى مساعدة العملة اللبنانية على الانتقال إلى تعويمٍ مُدار بحلول نهاية هذا الشهر بعد ربطها بالدولار لفترة طويلة. وخفّض المصرف المركزي في فبراير شباط سعر الصرف المعمول به منذ عقود من 1500 ليرة للدولار إلى 15000 ليرة.

الاتفاق بين لبنان وصندوق النقد

وفي أبريل/ نيسان 2022، وقبل شغور الكرسي الرئاسي، أعلن صندوق النقد الدولي أنه توصل بعد أشهر من المفاوضات إلى اتفاق مبدئي مع السلطات اللبنانية على مساعدة بقيمة 3 مليارات دولار لمساعدة البلاد على الخروج من أزمة اقتصادية هائلة وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال راميريز ريغو الذي ترأس وفد صندوق النقد الدولي إلى لبنان في بيان آنذاك إنه في حال تمت الموافقة على الخطة من قبل إدارة الصندوق ومجلس إدارته، ستندرج المساعدة المرسلة إلى لبنان على 46 شهرا، في إطار دعم خطة السلطات الإصلاحية لإعادة النمو والاستقرار المالي بحسب المصدر ذاته.

واستفحلت الأزمة من جراء جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا إضافة إلى انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020.

وبدأ لبنان في يناير/ كانون الثاني الجولة الأولى من المفاوضات الرسمية مع صندوق النقد الدولي، الذي طالما شدد على أنه لن يقدم أي دعم مالي طالما لم توافق الحكومة اللبنانية على مباشرة إصلاحات طموحة ضرورية لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية، على رأسها تصحيح الموازنة وإعادة هيكلة القطاع المصرفي وإصلاح المؤسسات العامة والتصدي بحزم للفساد المستشري.

ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

أفادت مراسلة «الغد» من بيروت بان قرارا صدر بتجميد الحسابات المصرفية لحاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، وآخرين.

وجاء في قرار صادر عن هيئة التحقيق الخاصة، التابعة لإدارة مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب بمصرف لبنان، والمؤرخ اليوم الإثنين، 14 أغسطس 2023، أن الهيئة قررت بالإجماع تجميد الحسابات العائدة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالانفراد أو بالاشتراك، بصورة نهائية لدى جميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان، ورفع السرية المصرفية عنها تجاه المراجع القضائية المختصة، على ألا يشمل هذا القرار حسابات توطين الراتب.

وشمل القرار 5 أسماء هم: ماريان حميد الحويك، لبنانية الجنسية، من مواليد سنة 1980، وأنا كوساكوفا (Anna Kosakova)، أوكرانية الجنسية، من مواليد 25 نوفمبر 1976، وندي رياض سلامة، لبناني ويحمل الجنسيتين الإنجليزية والفرنسية، من مواليد 4 ديسمبر 1986، ورجا توفيق سلامة، لبناني من مواليد 15 أغسطس 1960، ورياض توفيق سلامة، لبناني ويحمل الجنسية الفرنسية، من مواليد 17 يوليو 1950.

وفي المادة الثانية من القرار، تم تكليف أمين عام الهيئة إبلاغ نسخة طبق الأصل عن هذا القرار إلى كل من: النائب العام لدى محكمة التمييز، والهيئة المصرفية العليا بشخص رئيسها، وجميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان، وأصحاب العلاقة.

وذُيِّل القرار بتوقيع رئيس الهيئة، حاكم مصرف لبنان بالإنابة، الدكتور وسيم منصوري.

انتهت اليوم الإثنين، ولاية حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، والتي استمرت 30  عامًا، على أن يتولى وسيم منصوري، غدا الثلاثاء، مهام حاكم مصرف لبنان بالوكالة، وفقا للقانون اللبناني.

ويواجه سلامة اتهامات في لبنان وفرنسا وألمانيا باختلاس مبالغ كبيرة من الأموال العامة كما يتهمه كثير من اللبنانيين بالمسؤولية عن الانهيار المالي الذي جعل الليرة تفقد نحو 98% من قيمتها.

الأزمة المالية اللبنانية

وشهد لبنان حالة من الانهيار منذ الأزمة المالية التي ضربتها عام 2019، والتي نجمت عن تباطؤ التحويلات من اللبنانيين في الخارج، وتراجع حاد في تدفقات العملة الأجنبية.

وبدأ الاقتصاد اللبناني في الانهيار في عام 2019 بعد عقود من الفساد والهدر، لكن سلامة نفى أن يكون سببا في ذلك.

وتم تعيين منصوري نائبا أول لحاكم مصرف لبنان في يونيو /حزيران 2020 إلى جانب النواب الثلاثة الآخرين. ويشغل هؤلاء مقاعد في اللجنة المركزية للمصرف.

ومن خلال توليه المنصب، أشرف منصوري على العديد من الإدارات بما في ذلك العمليات النقدية والعقارية والقانونية. وعمل ممثلا لحاكم المصرف في الاتصال بالهيئات الإقليمية والدولية.

وسيم منصوري في سطور 

وسيم منصوري هو مدير الفرع الفرنسي في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في ”الجامعة اللبنانية“ منذ تموز عام 2019، كما أنه صاحب ومدير ”مكتب منصوري وشركاه للمحاماة“، وعضو ”الشعبة الوطنية لمحكمة التحكيم الدائمة“، وأستاذ في ”الجامعة اللبنانية“.محامٍ وخبير قانوني لبناني.

حاز على الوسام الأعلى لجمهورية غينيا الاستوائية من قبل رئيسها عام 2018.

حاصل على دكتوراه في القانون العام تخصص القانون الدستوري من ”جامعة مونبيليه 1“ في فرنسا، ودبلوم دراسات عليا في القانون الشامل من الجامعة ذاتها، ودكتوراه أخرى من ”الجامعة اللبنانية“، وإجازة في الحقوق من ذات الجامعة.

مسؤولية كبيرة

وقالت الكاتبة الصحفية المختصة في الشؤون الاقتصادية، محاسن مرسل، إن حاكم مصرف لبنان الجديد وسيم منصوري طالب الحكومة اللبنانية بتغيير السياسية النقدية.

وأكدت الصحفية اللبنانية أن انتقال المنصب من الطائفة المارونية إلى الطائفة الشيعية يعني أن المسؤولية ستكون كبيرة على وسيم منصوري.

كما أوضحت الصحفية أنها تأمل أن يتم السماح لمنصوري بالعمل علىى الخطة الاقتصادية الجدية، وتحرير سعر الصرف، والانتقال إلى منصة صيرفة أكثر شفافية.