في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1944 ولد «حاييم صبان» في الإسكندرية لعائلة يهودية، وعلى شواطئها عاش طفولته، لكن الصبي الذي أصبح ملياردير، أعلن أن ولاءه لإسرائيل، فيقول «أنا رجل ليس له إلا قضية واحدة، وقضيتي هي إسرائيل».
هو إمبراطور إعلامي إسرائيلي أمريكي، هاجر صبان مع والديه وشقيقه وجدته إلى إسرائيل عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
لماذا إسرائيل؟
«لا يمكن تفسير الحب»، هكذا أجاب في أحد الحوارات مع صحيفة إسرائيلية.
من بيع الصبار إلى ملك الترفية
في تل أبيب عاش مع عائلته في غرفة واحدة، وبجانب دراسته التي لم ينجح فيها بشكل كبير، بدأ رحلته مع العمل ببيع الصبار، ثم خدم في الجيش الإسرائيلى وهو في العشرين من عمره، وشارك في الحرب ضد مصر أعوام 1967 و1973، لكنه لم يقاتل، وقيل إن مهمته كانت تكمن في الترفيه عن الجنود وإقامة الحفلات.
فالترفية هي المهنة التي امتهنها، وبسببها كون ثورته الطائلة، ففي عام 1975 انتقل إلى فرنسا وأسس شركة تسجيلات موسيقية تحولت فيما بعد إلى علامة تجارية شهيرة.
عمل بعدها في الولايات المتحدة منتجا تليفزيونيا، وفي عام 1983 أسس صبان للترفيه، وفي عام 1985 حين كان في زيارة لليابان اشترى حقوق أحد برامج الرسوم المتحركة للأطفال والتي نجحت في الولايات المتحدة والعالم نجاحا ساحقا وأصبح من أشهر مسلسلات الرسوم المتحركة، وهو مسلسل «باور رينجرز».
قام عام 1996 بمشاركة شركة فوكس، ثم قام بشراء قناة الأسرة بمبلغ 1.9 مليار دولار، وباع تلك القناة إلى شركة والت ديزني بمبلغ 5.3 مليار دولار.
اقتحم مجال الإعلام في أغلب دول العالم، ونجح في شراء أكبر قناة تليفزيونية في ألمانيا، لينتزعها من إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ.
وحاليا صبان من أغني رجال الأرض، تقدر ثروته بنحو 3.6 مليار دولار ويحتل رقم 453 في قائمة فوربس للأغنياء لعام 2016.
لعبة السياسة
لا تقتصر سيطرة صبان على عالم الترفية، فمن المعروف عنه أنه يتحكم في اللعبة السياسية بصفته أكبر متبرع للحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويدعم صبان في الانتخابات الحالية وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، الذي أعلن أنه سيقدم لها دعما مفتوحا حتى تصل إلى البيت الأبيض.
وسبق ودعم زوجها بيل كلينتون، فقد تبرع للحزب الديمقراطي من أجل كلينتون بمبلغ 7 ملايين دولار، ووصل حجم تبرعات صبان للحزب الديمقراطي إلي20 مليون دولار، كما يعتبر صاحب اكبر تبرع فردي في تاريخ الانتخابات حيث تبرع ذات مرة بمبلغ 10 مليون دولار.
ويعتبر صديقا شخصيا لبيل كلينتون، الذي كثيرا ما دعاه إلي البيت الأبيض هو وزوجته تشريل، ووفقا لتقارير صحفية فقد مكث في استضافة كلينتون في البيت الابيض 5 أيام.
لا يقتصر على دعم الديمقراطيين وحدهم، فقد قدم الدعم لأعضاء الحزب الجمهوري في عام 2003، بما في ذلك المساهمة في حملة جورج دبليو بوش عام 2004 لاعادة انتخابه.
رجل دولة إسرائيل
لماذا يدعم مرشحي الانتخابات؟ سؤال قد تجد إجابته في حديث سابق له، عندما قال «إسرائيل موجودة بفضل دعامتين أساسيتين، الأولى هي الجيش الإسرائيلي، والثانية هي العلاقات مع الولايات المتحدة».
رغم أنه استقر في الولايات المتحدة بشكل كبير، إلا أنه لم ينساها يوما، فيقول الرئيس الأسبق بيل كلينتون إن حاييم صبان يتميز بالتزام لا يتزعزع تجاه إسرائيل.
ويدعم صبان حزب العمل الإسرائيلي، وكان صديقا شخصيا لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، الذي وصف صبانه بأنه «رجل دولة إسرائيل المدافع عنها في كل زمان ومكان».
تبرعه لا يقتصر فقط للحزب فقد قدم 3 ملايين دولار لصالح جنود إسرائيل مصابين من انتفاضة غزة، أنشأ مؤسسة صبان لدعم البرامج الطبية والتعليمية للأطفال فى إسرائيل، ومستشفى سوروكا للأطفال ومعهد جون واين للسرطان، والمؤسسة الأمريكية الإسرائيلية للتعليم، وجمعية أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي.
لم يكتف بذلك بل فضل أن يكون له دور أكبر في الشرق الأوسط ففي عام 2002 أنشأ حاييم مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط تحت إشراف معهد بروكنكز في واشنطن.
يقال أن المركز جزء من وصفة صبان لحماية إسرائيل، فبحسب تقارير صحفية، كان للمركز دور فاعل في الربيع العربي وحروب المنطقة ومنها العراق وسوريا فتقارير المركز يعتمد عليه أصحاب القرار ومحللي السياسة.
