حباشنة لـ«الغد»: نخشى على الأمة من أعداء الداخل والانقسام المذهبي «المقيت»
أكد منسق عام مجموعة السلام العربي، الوزير والبرلماني الأردني السايق، المهندس سمير حباشنة، أن الأمة العربية تواجه تحديات وأزمات تستدعي وحدة الصف العربي، وتوافر الإرادة السياسية للتعامل مع قضايانا بروح التنسيق والتعاوان لوضع حدا للدماء العربية التي تهدر في سوريا واليمن وليبيا، فضلا عن الأزمات التي تحيط بلبنان وتوتر العلاقات بين عدد من الدول العربية.
- وقال: “نتمنى على الأشقاء في الجزائر والمغرب أن يحكّموا العقل، وأن لايندفعوا إلى حربٍ لامبرر لها، حيث لن يستفيد منها إلا من يقلقهُ تنامي القوة العسكرية والتنموية للبلدين العربيين..والسؤال لماذا لايكون طرفاً ثالثاً خبيثاً هو من استهدف السائقين الجزائريين الثلاثة؟”.
وأضاف للغد: لا اخشى على الامة العربية من عدو خارجي ، فهذه الامة مطعمة ضد الاندثار والانكسار..ومهما طال الزمن ومهما بدت في حالة موات ، الا انها في لحظة ما تنهض ، فتعاد الامور الى نصابها.. عودوا الى التاريخ لتتيقنوا من صحة ذلك..لكننا نخشى على الأمة من اعداء الداخل ، أولئك الذين يعملون لصالح اجندات خارجية ، او من أصابهم الجهل فصدئت عقولهم واصيبوا بعمى الالوان ولم يعودوا يميزون ما بين الطارئ وما بين اصول وعمق حضارتنا العربية الاسلامية.
- وقال «حباشنة»، إن المملكة الأردنيّة الهاشميّة تقف بصف الجمهورية العراقية، وأن ارادة العراقيين سوف تنتصر وتتغلب على كل المعوقات التي واجهتها على مدار السنوات الماضية، سوف تنتصر الجهوده الكبيرة والتي تسعى إلى توحيد العراق وتحديد خارطة طريق جديدة تساهم ببناء عراق متماسك دون تقسيم.
وحول رؤيته للوضع العربي الراهن.. قال للغد: إن أخطر ما يواجه العرب في هذه الحقبة من الزمن، المسئوول عن سوء أوضاعهم، ذلك الأنقسام المذهبي المقيت..مقيت ليس لأن لدينا مذاهب ، بل لأننا نصطف و نتنابذ و نتحارب على أساس مذهبي، مع أن المذاهب و أن تم التعامل معها، بصورة حضارية على قاعدة أحترام الآخر و أحترام قناعاته ، فأن المذاهب تتحول من حاله خلافية ، الى شكل من التنوع الحميد، سيؤدي بالضرورة الى الأبداع وتقدم المجتمع ،حيث تتحول المذهبية من أداة للكراهية الى عيش مشترك إيجابي.
- وأضاف “حباشنة”: “هذا ما إستكشفته الأمم الأوربية ، وما أتفقت عليه في معاهدة «وست فاليا» الشهيرة عام 1648 التاريخية ،التي وضعت حداً للأحتراب الدموي الطويل بين البروستانت والكاثوليك … فتم فصل الطائفية عن السياسة ، و بالتالي تم إعلاء روح المواطنة، كمعيار وحيد يتم التعامل عبره مع كل الناس، دون التمييز بينهم على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي”.
وتابع: “وهمْ المذهبية والطائفية والأنقسام الديني، ينطلي علينا نحن العرب فقط ، وعلى مفكرينا و مثقفينا و صانعي القرار في وطننا ، أن يعوا وأن يصححوا المسار و أن يعيدوا لهذة الأمة وحدتها الفكرية و الثقافية و المعتقدية كخطوة لأن تعود أمة مهيوبة يحترمها الآخر ، وتحول الخلاف الى تنوع، كنقطة البداية نحو السير في ركاب التقدم المنشود، وأأن يقوموا ببناء علاقاتهم مع الآخر على أساس الأحترام المتبادل، ومراعاة كل طرف لمصالح الآخر ، فتركيا و إيران دولتان جارتان كبيرتان، و لكن لايجوز أن ينطلي علينا خطابهما المذهبي الذي لا يخدم في النهاية الى مصالحمها القومية”.
