بتعقيدات الماضي.. تدخل ليبيا امتحان السلطة الجديدة دون التخلص من مخاوف التراجع عن المسار السياسي وإعادة العجلة إلى الوراء.
وبينما يأمل الليبيون أن تلبي السلطة الجديدة تطلعاتهم إلى الاستقرار وتحسين ظروف المعيشة يحذر مراقبون من تكرار سيناريوهات الماضي بانقلاب أطراف على عملية الانتقال السلمي للسلطة وارتكاب أعمال عنف أو أن يأبى القادة الانتقاليون التخلي عن مناصبهم.
برنامج حصة مغاربية الذي يعرض عبر شاشة الغد فتح ملف التحديات التي تواجه السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، وعلى رأسها الحصول على ثقة البرلمان، وإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتوحيد المؤسسات وتمهيد الطريق للانتخابات، الأمر الذي يتطلب دعماً والتزامًا دوليًا وإقليميًا لإخماد نيران جبهات القتال وتأييد السلطة الجديدة.
حصول الحكومة الجديدة على ثقة البرلمان وإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتوحيد المؤسسات وتمهيد الطريق للانتخابات، جسر من الألغام يتوجب على السلطة التنفيذية الجديدة اجتيازه للوصول بخريطة الطريق نحو الاستقرار.
هذه الألغام هي نفسها التي ظهرت إبان تشكيل حكومة الوفاق، غير أن السلطة حينها لم تستطع التعامل معها، نظرا لعدم وجود الإرادة والقوة والآلية لتنفيذ ذلك.
وتتجه الأنظار صوب البرلمان الليبي، المكون من 188 عضوا، والذي من المقرر أن يجتمع لبحث ملف منح الثقة للحكومة الجديدة، وإنهاء عمل الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، وهي أول خطوة في ملف توحيد المؤسسات.
وكان آخر اجتماع عقده البرلمان في ديسمبر الماضي بمدينة غدامس وبحضور 127 عضوا.
جانب من هذه المخاوف بحسب مراقبين يتمثل في تكرار سيناريوهات الماضي بانقلاب أطراف على عملية الانتقال السلمي للسلطة وارتكاب أعمال عنف أو أن يأبى القادة الانتقاليون التخلي عن مناصبهم عند حلول موعد الانتخابات.
العائق الأكبر أمام السلطة التنفيذية الجديدة يتمثل في الملف الأمني، خاصة إذا كانت طرابلس مقرًا لهذه الحكومة، نظرا لسيطرة الميليشيات على مؤسسات الدولة وعدم وجود أي نية لديهم للتفريط في مكتسباتهم.
يأتي ذلك إضافة إلى أن عدم فوز فتحي باشاغا بمنصب رئيس الحكومة سيجعل مئات المسلحين في طور التمرد، لأن أغلب قوة الداخلية تتكون من مسلحين يدينون بالولاء فقط لباشاغا، وهؤلاء سيشكلون عبئا وخطرا على الحكومة الجديدة.
نجاح الحكومة في التعامل مع الملفات الشائكة يستدعي أولا التزام القوى الإقليمية والدولية أخلاقيا وقانونيا بعدم التسبب في اشتعال جبهات القتال ودعم السلطة الجديدة وتمهيد الطريق لها للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
