حوار| متحدث سوريا الديمقراطية: تركيا تحاول تجريدنا من أدوات الدفاع لتحقيق أطماعها التاريخية
الغد – جرجس فكري
قال الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، إن تركيا تحاول تجريدنا من أدوات الدفاع والحماية؛ لتحقيق أطماعها في شمال سوريا الواضحة.
وأكد بالي، في تصريحات خاصة لموقع الغد، أن الأطماع التركية لا تتعلق بالمناطق الكردية فقط، بقدر تعلقها بالمناطق التي يحاول الأتراك سلبها من دمشق، بدءاً من محافظة إدلب، وصولاً إلى الحدود العراقية، باتجاه كركوك والموصل.
الميثاق الملي
وأوضح بالي أن لتركيا أطماعًا تاريخية في سوريا، بما يسمى بميثاقهم الملي، الذي يعتبر أن شمالي سوريا والعراق جزءا منها، وكل التهديدات التركية تصب في هذا الاتجاه.
ولفت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، تتعامل مع الخلايا المتبقية من تنظيم داعش الإرهابي، الذي تم إسقاطه عسكرياً، بالعمل على تفكيكها من خلال مصادر المعلومات وقواعد البيانات المتوافرة.
خلايا داعش النائمة
وتابع: “سيعتمد عمل تلك الخلايا النائمة على تنفيذ هجمات انتحارية أو مفخخات، وسنعمل بالتعاون مع التحالف الدولي على ملاحقة هذه الخلايا، وتفكيكها واعتقال الإرهابيين الأجانب في سوريا”.
وأوضح بالي أن التواجد الأمريكي في شمال سوريا ليس منفردًا، لكنه في إطار عمل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وهو تواجد مهم لأكثر من سبب، نظراً لوجود خلايا نائمة والعمل على تفكيكها، ودعم برامج الاستقرار والتنمية، ودعم الإدارات المدنية المشكلة في المناطق المحررة.
التحالف الدولي والحل السياسي بسوريا
وقال إن التحالف يلعب دوراً مهماً في عملية الحل السياسي بسوريا، واعتقد أنه يشكل وزناً وثقلاً سياسياً مهماً لدعوة كل الأطراف في سوريا إلى طاولة الحوار، والبحث عن حل ومخرج سياسي.
وأشار بالي إلى أن انسحاب التحالف الدولي سيشكل فراغاً كبيراً، وسيعود بالأمور إلى نقطة الصفر، ويسمح بتصعيد العمل العسكري بين الفرقاء، وتهديد الاستقرار في بعض المناطق.
حقيقة الاتفاق التركي- الأمريكي
فيما تردد عن وجود اتفاق ضمني بين واشنطن وأنقرة حول إبقاء السلاح غير الاستراتيجي في يد “قسد”، أشار بالي إلى أنهم يتمنون ألا تأتي العلاقات التركية – الأمريكية على حساب مصالح سوريا.
ولفت إلى أنه “في كل الأحوال، تعتبر “قسد”، نفسها قوات سورية مشكلة من كل أبناء شمال سوريا بمختلف الإثنيات والأعراق، ولها حق الدفاع عن الشمال، سواء كان هناك اتفاق تركي- أمريكي ضمني أو لا.
واستكمل: “علاقتنا مع التحالف الدولي قائمة على أرضية محاربة الإرهاب، والدفاع عن مناطقنا ومكوناتنا، وبناء إدارات ذاتية محلية”.
دولة تعادي سوريا
وعن وجو بوادر حوار بين قسد وتركيا، قال بالي: “نحن منذ البداية أعلنا دعم أي عملية تفاوضية مع أي جهة، فيما يتعلق بالقضايا الخلافية، وما يفضي إلى حل سياسي يخدم سوريا، ولكن الجانب التركي يعادي سوريا”.
وقال بالي إننا كنا نتمنى أن تتعاطى أنقرة مع الملف السوري، وفق مبادئ حسن الجوار، لكن التدخل التركي في سوريا كان سلبياً، بدعم التنظيمات الإرهابية والراديكالية التي تحتل جزءاً كبيراً من الأراضي السورية، ونعتبرها دولة احتلال، لكننا منفتحون على كل الأطراف، التي ترغب في الوصل بسوريا إلى حل سياسي.
التفاوض
وبشأن التعاون مع الحكومة السورية، قال بالي: “نأمل من النظام السوري أن يتعاطى مع الواقع، وفقاً للمعطيات الموجودة على الأرض”، موضحا أن هناك أزمة في سوريا وحربا أهلية تحتاج شجاعة للبحث عن حلول سياسية، ولا نتصور أن الحسم العسكري في سوريا سيفضي إلى نتيجة”.
وطالب بالي الحكومة السورية بالانفتاح على الحوار، والقبول بالتغيير الداخلي تجاه دمقرطة سوريا، مشيراً إلى أن “قسد”، ستدعم أي عملية تفاوض أو حوار يفضي إلى حل في سوريا.
نقل الدواعش
ونفي بالي ما تردد عن نقل عناصر داعشية، تم القبض عليهم من جانب “قسد” إلى الداخل العراقي، قائلاً: “لم نعقد أي اتفاقا مع الجانب العراقي، ولم ننقل أي عناصر داعشية إلى أي بلد مجاور لسوريا”.
