تكبدت مصر خسائر فادحة جراء سقوط الطائرة الروسية، وما تبع ذلك من إجلاء السواح البريطانيين من مصر، وتعليق رحلات الطيران الروسية والبريطانية الوافدة.
حول الأسباب الخفية لإجلاء السواح الأجانب من مصر، يقول مصباح قطب، المحلل الاقتصادي، في تصريحات خاصة لموقع “الغد العربي”، “هناك اعتقاد واسع بأن الأهم من إجلاء السياح البريطانيين، هو الخلفية السياسية التي حكمت ذلك، والتي يعتقد معها رغبة بريطانيا وأطراف أخرى عقاب مصر على أنها وضعت جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تلك الدول الداعم الأساسي لها، على طريق النهاية”.
وأضاف مصباح، أن “الاقتصاد البريطاني يستفيد أيضاً من وجود جماعة الإخوان المسلمين حيث تضخ الجماعة ما تربحه من أموال جراء مشروعات أعضاءها واستثماراتهم في الدول المختلفة في جعبة الاقتصاد البريطاني”.
وأشار مصباح إلى أن “العامل الثاني الذي تريد بريطانيا معاقبة مصر عليه هو مساندة مصر للنظام السوري، لتفضح مصر بذلك ألاعيب حكومات الدول الأوروبية في دول الشرق الأوسط لاسيما في سوريا”.
وأوضح مصباح، أن بعض الدول الأوروبية استغلت حادث سقوط الطائرة الروسية لإلحاق ضرر اقتصادي وسياسي بمصر، وتدمير الوجود الرمزي لمدينة شرم الشيخ باعتبارها واحدة من أجمل مدن العالم السياحية ورمز للسلام”.
وزار مصر خلال العام الماضي 3 ملايين سائح روسي، حيث جلبوا إيرادات بلغت 2.2 مليار دولار، كما أن نسبة السواح الروس الذين زاروا مصر لأول مرة في عام 2014 بلغت نحو 47% من جملة الوافدين، في حين بلغت نسبة الزائرين لأكثر من 3 مرات نحو 30%، ونسبة الزائرين أكثر من مرتين 22.6%.
في هذا السياق، صرح فتحي غازي، نائب رئيس شعبة أصحاب شركات السياحة والطيران بغرفة التجارة، في تصريحات خاصة لـالغد العربي، “يعد تعليق رحلات بعض الدول الأوروبية إلى مصر ضربة قاسمة للاقتصاد المصري، لاسيما قطاع السياحة، خاصة أن الدول التي قررت إجلاء رعاياها من مصر وتعليق الرحلات، هي بمثابة العمود الفقري للسياحة المصرية، وذلك نظراً لارتفاع عدد السواح الذين يقبلون على زيارة مصر من تلك الدول”.
وحول حجم الخسائر المتوقعة قال غازي، “تقدر الخسائر المتوقعة جراء تعليق الرحلات السياحية لعدد من الدول الأوروبية بنحو 5.2 مليار دولار”.
وتوقع غازي أن “تقوم بعض شركات السياحة والطيران بوقف نشاطها لحين استقرار الأوضاع”.
وأشار إلى أن “السياحة البريطانية تمثل نحو 15% من إجمالي السياحة الوافدة، في حين أن السياحة الروسية تبلغ نسبتها نحو 35%”.
وقد أبلغ وزير السياحة المصري هشام زعزوع، يوم الأربعاء الماضي، أن مصر ستخسر 2.2 مليار جنيه (281 مليون دولار) شهريا جراء قرار بريطانيا وروسيا تعليق السفر لمصر بعد تحطم طائرة الركاب الروسية في شبه جزيرة سيناء.
وقال زعزوع في مؤتمر صحفي، إن الخسائر قد تصل إلى 6.6 مليار جنيه إذا استمر تعليق السفر لمدة ثلاثة أشهر.
وكانت عدة شركات طيران تابعة لعدة دول أوروبية، قامت بتعليق رحلاتها لمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر منذ تحطم الطائرة في 31 أكتوبر الذي يعتقد محققون وحكومات غربية إنه ربما يكون قد نجم عن قنبلة. ومن أبرز تلك الدول بريطانيا وروسيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وإيرلندا، كما تم إجلاء آلاف السياح الروسي والبريطانيين من شرم الشيخ إلى بلادهم.
ووفقًا لبيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن روسيا تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد السواح الوافدين لمصر البالغ عددهم أكثر من 2.5 مليون سائح خلال التسعة شهور الأولى من العام الحالي، وبانخفاض 10% عن نفس الفترة من العام الماضي، بينما ارتفع عدد الليالي السياحية التي قضاها الروس 0.3% عن نفس الفترة، حيث قضوا 23.1 مليون ليلة سياحية.
ووفقاً للبيانات تأتي ألمانيا في المركز الثاني من حيث عدد السائحين الوافدين لمصر في الـ9 أشهر الأولى من العام الجاري، بتوافد 736 ألف سائح وبنمو بلغ 19.9% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، بينما ارتفع عدد الليالي السياحية التي قضاها الألمان بنسبة 16.5%، ليصل إلى 7.6 مليون ليلة سياحية.
وتحتل بريطانيا المرتبة الثالثة بتوافد 728 ألف سائح بزيادة 8.1% مقارنةً بالعام الماضي، حيث قضوا 7.5 مليون ليلة سياحية بارتفاع 16.5% عن العام الماضي.
فيما تحتل إيطاليا المركز الرابع بعدد 276 ألف سائح، بانخفاض 7.3% عن نفس الفترة من العام الماضي، وقضى السياح الإيطاليون 2.9 ليلة سياحية، بنمو 0.2% عن العام الماضي.
وذكرت وكالة “تاس” الروسية نقلا عن وزارة السياحة المصرية أن حظر الرحلات الجوية الروسية إلى مصر وإخلاء مواطني روسيا وبريطانيا، الذين يشكلون نحو 70% من إجمالي عدد السياح، من المناطق السياحية تكبد قطاع السياحة المصري ما يصل إلى 4 ملايين دولار يوميا.
كما يوجد في مصر أكثر من 15 منتجعا، ويعد منتجع شرم الشيخ الأكثر شعبية، ويعمل نحو 50% من القطاع السياحي في هذا المنتجع بفضل السائح الروسي.
وشكل السياح الروس في عام 2014 نحو 31% من إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر، وقاموا بتوفير عائدات لمصر تقدر بـ 1.9 مليار دولار، ما يعادل ريع إيرادات مصر من العملة الأجنبية خلال العام الماضي.
ويبلغ متوسط إنفاق السائح الروسي في مصر نحو 57 دولارا يوميا، مقابل 70 دولارا للسائح البريطاني، حيث يقدر تقرير صادر عن وحدة الحسابات الفرعية للسياحة متوسط إنفاق السائح الروسي في الليلة الواحدة بـ 56،7 دولار. بينما وصل متوسط إنفاق السائح البريطاني بـ70.1 دولار في الليلة الواحدة، ما يعني فقدان نحو 1 مليون و400 ألف دولار يوميًا برحيلهم عن مصر.
وبعد قرار ترحيل 45 ألف سائح من مصر، يصل متوسط الخسائر اليومية بـ 2 مليون و520 ألف دولار.
