خطاب تبون.. هل يُعيد الثقة بين السلطة والجزائريين؟

دعا الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى التحرك بشكل عاجل لمحاكمة المسؤولين عن الإبادة التي تحدث بحق المدنيين في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، للرئيس الجزائري مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عقب لقاء بينهما، اليوم الثلاثاء، في الجزائر.

وقال تبون إن «ما يحدث منذ أسابيع في غزة جرائم ضد الإنسانية».

وأضاف: «نقدر كل من هب لتبية دعوة الجزائر لمحاكمة إسرائيل على جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية».

وأشار إلى أنه «لأول مرة منذ 75 عاما، سيقف هؤلاء المجرمين أمام القضاء الدولي»، مؤكدا أن «الأولوية الآن لوقف العدوان ووضع حد للجرائم في غزة».

وقال الرئيس تبون إن «قيام دولة فلسطينية، بات أمرا مُلحَّا، وهو الحل النهائي لعقود من الصراع»، لافتا إلى أن «الشرق الأوسط على فوهة بركان، إما الحل أو ستأخذ الأمور منحى آخر».

وشدد على أن «الجرائم الحالية تؤكد أن الحل يبدأ بالمصالحة الفسلطينية وعودة اللحمة بين الفصائل».

من جانبه، قال الرئيس التركي إن «استهداف المستشفيات والمدارس ودور العبادة في غزة جرائم حرب تتعارض مع القانون الدولي».

وأضاف: «مستعدون للعب دور كامل في إحلال السلام بالمنطقة».

وأكد الرئيس التركي إن وزير الخارجية ورئيس المخابرات يعملان بالتنسيق مع السلطات القطرية على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال أردوغان في المؤتمر الصحفي: “وزير الخارجية ورئيس المخابرات يواصلان العمل في جهد مشترك مع قطر”.

وأضاف “نأمل في أن نتوصل إلى نتيجة بشأن تبادل الأسرى في أسرع وقت ممكن. نحن على تواصل مستمر ونرجو الحصول على نتائج إيجابية”.

غزة تواجه الإبادة

ولليوم الـ46 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.

وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 13300 شهيد، بينهم أكثر من 5600 طفل، و3550 سيدة، وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 201 من الأطباء والممرضين والمسعفين، كما استشهد 60 صحفيا.

وأوضح مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن إجمالي عدد الجرحى بلغ أكثر من 31 ألف مصاب، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.

___________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

استقبل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، صباح اليوم الإثنين بنيويورك، نظيره الفلسطيني، محمود عباس.

وجاء هذا اللقاء، الذي تم بمقر إقامة الرئيس عبد المجيد تبون، عشية انطلاق الدورة الـ 78 للجمعية العامة للامم المتحدة، وفقا لوكالة الأنباء الجزائرية.

وحضر هذا اللقاء عن الجانب الجزائري وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، والمندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، ومن الجانب الفلسطيني فقد حضر كل من وزير الخارجية والمغتربين، رياض المالكي، والمندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور.

وأطلع عباس نظيره على آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعلى ممارسات الاحتلال وعدوانه بحق الشعب الفلسطيني، والتي تقوض فرص السلام وحل الدولتين.
وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى قضايا دولية وإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مثمنا مواقف الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة.

وشكر الجزائر على مواقفها الثابتة والداعمة لدولة فلسطين وشعبها، وعلى جهودها المباركة في مسألة المصالحة الوطنية.

من جانبه، أكد الرئيس الجزائري موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة بالحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

وكان رؤساء العالم قد بدأوا بالتوافد إلى نيويورك، حيث مقر الأمم المتحدة للمشاركة بمداولات الجمعية العامة في دورتها الـ 78 والتي تبدأ غدا، حيث يلقي كل زعيم خطابا رسميا يمثل موقف بلاده من قضايا دولية.

ويشارك 11 زعيما عربيا في مناقشات الدورة الجديدة والتي تسمى بـ «الأسبوع رفيع المستوى» وأربعة رؤساء حكومات فيما البقية يمثلها وزراء الخارجية.

وأوضحت وكالة الأنباء الأردنية أن الوفود العربية المشاركة، على مستوى الرؤساء أو رؤساء الحكومات والوزراء، هي الأردن وقطر والجزائر وجزر القمر وموريتانيا واليمن والسودان وفلسطين، إضافة الى المغرب وليبيا، ومشاركتهما على مستوى القيادة أمست غير مؤكدة بسبب الكوارث الطبيعية التي حلت ببلديهما.

كما تشارك الكويت ولبنان والعراق والصومال، على مستوى رؤساء الحكومات، فيما تشارك على مستوى وزراء الخارجية كل من دول: السعودية وجيبوتي والإمارات وعُمان وسورية والبحرين وتونس.

دعا الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى عدم محاولة «بناء صداقة مصطنعة» مع القادة الجزائريين.

ساركوزي طالب أيضا بإنهاء إتفاقيات عام 1968، التي تسهل حركة المواطنين الجزائريين في فرنسا، وفق ما جاء في مقابلة معه نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

واعتبر سياسيون جزائريون تصريحات ساركوزي خروجا للعلن من قبل اللوبي الفرنسي المعادي لمصالح الجزائر والرافض للتقارب بينها وبين باريس.

وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية أزمة صامتة منذ تأجيل زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس وما تبعها من أحداث، خصوصا خاصة بعد الإدانة الشديدة للخارجية الجزائرية لمقتل الشاب نائل ذو الأصول الجزائرية بنيران الشرطة الفرنسية.

حول هذا الموضوع، دارت نقاشات الجزء الأول من برنامج «حصة مغاربية»، الذي يعرض عبر قناة «الغد»، وفيه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، الدكتور توفيق بوقاعدة، إن ساركوزي معروف بعدائه للجزائر، فسياسته كلها كانت منافية لما تسعى الجزائر لتكريسه من علاقات طبيعية بين دولتين على حوض البحر الابيض المتوسط.

وأضاف أن ساركوزي من خلال هذه التصريحات يثبت أن هناك نوايا من طرف اليمين الذي يمثله ساركوزي لتعكير العلاقات بين فرنسا والجزائر، خصوصا بعد تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون بأن الزيارة لم تلغَ، وأنه ينتظر من قصر الإليزيه البرنامج الذي ستكون عليه هذه الزيارة، والنتائج المقرر أن يتم التوصل إليها.

وتابع: «أعتقد أن تصريحات تأتي من أجل التشويس على هذه الزيارة ومحاولة استباق الأحداث للضغط أكثر على الإليزيه لتأجيل الزيارة، أو حتى استباق الأحداث لزيادة حالة الغضب بين الجانبين».

من جانبه، قال أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة السوربون، الدكتور خلدون النبواني، إن ساركوزي رئيس سابق فشل في فترة رئاسة أن يستمر لولاية ثانية، ثم تمت ملاحقته قضائيا، وأُدين بقضايا كثيرة.

وأضاف أن الرئيس الفرنسي الأسبق هو الآن خارج السلطة، لا وزن سياسي حقيقي له، هو ينتقد ويتحدث عن الجزائر ضمن ملفات كثيرة، كما انه ينتقد الكثير من السياسات التي جاءت بعده، ويريد تصفية الحسابات، كما يريد أن يقول إن فترة رئاسته هي افضل مما جاء بعده.